لمحة فقهیة تمهیدیة عن مشروع دستور الجمهوریة الإسلامیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لمحة فقهیة تمهیدیة عن مشروع دستور الجمهوریة الإسلامیة - نسخه متنی

السید محمد باقر الصدر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

والأئمة، بدولة الحق والعدل التي ناضل
وجاهد من أجلها كل أبرار البشرية وأخيارها
الصالحين.
وقد استطاع الشعب الإيراني المسلم أن
يشكل القاعدة الكبرى لهذا الرفض البطولي
والثبات الصامد على طريق دولة الأنبياء
والأئمة والصديقين باعتباره الجزء الأكثر
التحاماً مع المرجعية الدينية وأسسها
الدينية والمذهبية، وقد بلغت هذه القاعدة
الرشيدة بفضل القيادة الحكيمة للمرجعية
الصالحة التي جسّدها الإمام الخميني دام
ظله، قمة وعيها الرسالي والسياسي الرشيد
من خلال صراعها المرير مع طواغيت الكفر
ومقاومتها الشجاعة لفرعون إيران الحديث
حتى استطاعت أن تلحق به وبكل ما يمثله من
قوى الاستعمار الكافر أكبر هزيمة يمنى بها
المستعمر الكافر في عالمنا الإسلامي
العظيم.
وكان من الطبيعي أن يزداد الشعب الإيراني
المسلم إيماناً برسالته التاريخية
العظيمة وشعوراً بأن الإسلام هو قدره
العظيم، لأنه بالإسلام وبزخم المرجعية
التي بناها الإسلام وبالخميني القائد
استطاع أن يكسر أثقل القيود ويحطم عن
معصميه تلك السلاسل الهائلة، فلم يعد
الإسلام هو الرسالة فحسب، بل هو أيضاً
المنقذ والقوة الوحيدة في الميدان التي
استطاعت أن تكتب النصر لهذا الشعب العظيم.
ومن هنا كان طرح المرجعية الرشيدة
للجمهورية الإسلامية شعاراً وهدفاً
وحقيقة وتعبيراً حياً عن ضمير الأمة
وتتويجاً لنضالها بالنتيجة الطبيعية
وضماناً لاستمرار هذا الشعب في طريق النصر
الذي شقّه له الإسلام.
والشعب الإيراني العظيم، بحمله لهذا
المنار وممارسته مسؤوليته في تجسيد هذه
الفكرة وبناء الجمهورية الإسلامية، يطرح
نفسه لا كشعب يحاول بناء نفسه فحسب، بل
كقاعدة للاشعاع على العالم الإسلامي وعلى
العالم كله في لحظات عصيبة من تاريخ هذه
الإنسانية، يتلفت فيها كل شعوب العالم
الإسلامي إلى المنقذ من هيمنة الإنسان
الأوربي والغربي وحضارته المستغلة،
ويتحسس فيها كل شعوب العالم بالحاجة إلى
رسالة تضع حداً لاستغلال الإنسان للإنسان.
وعلى هذا الأساس يقوم الشعب الإيراني
المسلم في هذه اللحظات الزاخرة بالتاريخ
والغنية بمعاني البطولة والجهاد والمفعمة
بمشاعر النصر وارادة التغيير، يقوم هذا
الشعب بدوره التاريخي؛ فيصنع لأول مرة في
تاريخ الإسلام الحديث دستور الجمهورية
الإسلامية ويصمم على أن يجسد هذا الدستور
في تجربة رائعة ورائدة، وكما هز هذا الشعب
العظيم ضمير العالم وزعزع مقاييسه
المادية بقيمه التي جسدها في مرحلة
المبارزة، كذلك سيهز ضمير الإنسانية
المضللة وودجدان الملايين المعذبين ويغمر
العالم بنور جديد هو نور الإسلام، الذي
حجبه الإنسان الغربي وعملاؤه المثقفون
وبذلوا كل وسائلهم من الاحتلال العسكري
إلى التشويه الثقافي والتحريف العقائدي
في سبيل إبعاد العالم الإسلامي عن هذا
النور لكي يضمنوا لأنفسهم السيطرة عليه
ويفرضوا عليه التبعية.

إن الإسلام الذي حجزه الاستعمار عسكرياً
وسياسياً في قمقم ليصبغ العالم الإسلامي
بما يشاء من ألوان، قد انطلق من قمقمه في
إيران فكان زلزالاً على الظالمين، ومثلاً
أعلى في بناء الشعب المجاهد والمضحي
وسيفاً مصلتاً على الطغاة ومصالح
الاستعمار وقاعدة لبناء الأمة من جديد.
ولم يبرهن الإمام الخميني بإطلاقه
للإسلام من القمقم على قدرته الفائقة
وبطولة الشعب الإيراني فحسب، بل برهن
أيضاً على ضخامة الجناية التي يمارسها كل
من يساهم في حجز الإسلام في القمقم وتجميد
طاقاته الهائلة البناءة وإبعادها عن مجال
البناء الحضاري لهذه الأمة.
وهذا النور الجديد الذي قدر للشعب
الإيراني أن يحمله إلى العالم، سوف يعري
أيضاً تلك الأنظمة التي حملت اسم الإسلام
زوراً، بالدرجة نفسها التي يدين بها
الأنظمة التي رفضت الإسلام.
وفيما يلي نستعرض عدداً من الأفكار
الأساسية في مجال التمهيد لمشروع دستور
للجمهورية الإسلامية في إيران مستنبطين
الحالة المعنوية للشعب الإيراني على ضوء
تعاليم الإسلام.
يؤمن الشعب الإيراني العظيم إيماناً
مطلقاً بالإسلام بوصفه الشريعة التي يجب
أن تقام على أساسها الحياة، وبالمرجعية
المجاهدة بوصفها الزعامة الرشيدة التي
قادت هذا الشعب في أحلك ظروف المبارزة حتى
حطّم الطاغوت وحقق النصر، وبالإنسان
الإيراني وكرامته وحقه في الحرية
والمساواة والمساهمة في بناء المجتمع.
وعلى أساس هذا الإيمان يقرر الأمور
التالية:

1 ـ إن الله سبحانه وتعالى هو مصدر السلطات
جميعاً.

/ 6