برّ وفاجر ، كما يقول به بعض الناس .
ولسنا نعتقد أن الطاعة التي تساوي
الإسلام ، ويساوي خلافها الجاهلية هي طاعة
هؤلاء الذين امرنا الله تعالى بعدم الركون
إليهم والكفر بهم .
3 _ حديث أن الأرض لا تخلو من حجة :
روى هذا الحديث من أصحابنا الإماميةمحدّثون ثقاة مثل المحمدين الثلاثة
الكليني والصدوق وأبى جعفر الطوسي رحمهم
الله بطرق كثيرة تبلغ حدّ التواتر في
مختلف طبقات إسناده وقد عقد له الكليني
محمد بن يعقوب في كتاب الحجة من الكافي
بابا بهذا العنوان ( ج 1 ص 178 ) .
كما عقد العلامة المجلسي في بحار الأنوار
بابا بعنوان ( الاضطرار إلى الحجة ، وان
الأرض لا تخلو من حجة ) وهو الباب الأول من
المجلد السابع من الكتاب ذكر فيه 118 حديثاً
بهذا المضمون ، وفيما يلي نذكر نماذج من
هذه الروايات :
ذكر الكليني في الكافي / كتاب الحجة / بابأن الأرض لا تخلو من حجة : ( عن عدّة من
أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد
بن عمير عن الحسين بن أبي العلاء قال : قلت
لأبي عبد الله عليه السلام : تكون الأرض
ليس فيها إمام ؟ قال : لا . قلت : يكون إمامان
؟ قال : إلاّ وأحدهما صامت ) أصول الكافي 1 /
178
والسند تام لا يتطرق إليه الشك .
وروى الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه
عن محمد بن أبي عمير عن منصور بن يونس
وسعدان بن مسلم عن اسحق بن عمار عن أبي عبد
الله عليه السلام ،قال سمعته يقول إنّ
الأرض لا تخلو إلاّ وفيها إمام ) (4) . الكافي
1 / 178. والسند تام والرواية معتبرة كذلك .
وروى الكليني عن محمد بن يحيى عن احمد بن
محمد عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد
المسلّي عن عبد الله بن سليمان العامري عن
أبي عبد الله عليه السلام قال : ( ما زالت
الأرض إلاّ ولله فيها الحجة ) الكافي 1 / 178.
والسند تام والرواية معتبرة أيضا . ورواة
الحديث ثقاة (5) .
وروى الكليني عن علي بن إبراهيم عن محمد
بن عيسى عن يونس ابن مسكان عن أبي بصير عن
أحدهما عليهما السلام قال : قال ( إن الله
لم يدع الأرض بغير عالم ) الكافي 1 / 178 .
والسند تام والرواية معتبرة كذلك .
وروى الكليني عن الحسين بن محمد عن معلى
بن محمد عن الوشّاء ، قال : سألت أبا الحسن
الرضا عليه السلام : ( هل تبقى الأرض بغير
إمام ؟ قال : لا . قلت إنّا نروي أنّها لا
تبقى إلاّ أن يسخط الله عز وجل على العباد
؟ قال: لا تبقى إذاً لساخت ) (6) . الكافي 1 /179 .
والسند تام والرواية معتبرة .
وروى الشريف الرضي عن أمير المؤمنين عليه
السلام في نهج البلاغة ماله علاقة بذلك .
قال عليه السلام : ( لا تخلو الأرض من قائم
لله بحجة إما ظاهراً مشهوراً ، وإما
خائفاً مغموراً، لئلا تبطل حجج الله
وبيناته ) .
هذه طائفة واسعة من الروايات تبلغ حد
التواتر وجملة منها تامّة من حيث السند ،
كما أشرنا إلى بعضها من كتاب الكافي ، وهي
صريحة بانّ الأرض لا تخلو من حجة لله
ظاهراً أو مغموراً ، والحجة في كلمات أهل
البيت عليهم السلام مصطلح معروف لمن يألف
كلماتهم عليهم السلام ، وهذه الأحاديث لا
تحتاج إلى تعليق كثير وتأمّل وتوقف ، فهي
صريحة في ضرورة وجود الإمام في كل زمان ،
ولا تفسير لهذه الروايات بغير ما تعرفه
الشيعة الأمامية وتعتقده من وجود الإمام
وحياته وغيبته ، وإذا أسقطنا هذا الأمر من
الاعتبار فلا نجد تفسيراً لهذه الروايات ،
البتّة ، وهي كثيرة ، بالغة حدّ التواتر .
4 _ حديث الأئمة الأثنى عشر :
روى البخاري في الصحيح كتاب الاحكام عنجابر بن سمرة قال : سمعت النبي ص يقول : يكون
اثنا عشر أميراً، فقال كلمة لم أسمعها ،
فقال أبي : انه قال كلّهم من قريش .
وروى مسلم في الصحيح كتاب الامارة باب أن
الناس تبع لقريش ، عن جابر بن سمرة قال: (
سمعت النبي ص يقول لا يزال أمر الناس
ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً ، ثم تكلّم
النبي ص بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي : ماذا
قال رسول الله ص ، فقال : كلّهم من قريش ) (7) .
وروى مسلم في الصحيح كتاب الامارة باب أن
الناس تبع لقريش عن جابر بن سمرة يقول : (
سمعت رسول الله ص يقول : لا يزال الإسلام
عزيزاً إلى اثنى عشر خليفة ، ثم قال كلمة
لم أفهمها ، فقلت لأبي ما قال ، فقال :كلّهم
من قريش ) (8) .
وروى أيضا مسلم في الصحيح في نفس الكتاب
ونفس الباب عن جابر بن سمرة قال دخلت مع
أبي على النبي فسمعته يقول : ( إن هذا الأمر
لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنى عشر خليفة ،
ثم تكلّم بكلام خفي عليّ ، فقلت لأبي ما
قال: قال : كلّهم من قريش ) (9) .
وروى الترمذي في السنن كتاب الفتن باب ما
جاء في الخلفاء عن جابر بن سمرة قال: ( قال
رسول الله ص : يكون من بعدي اثنا عشر أميرا