أحمر أبیض نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أحمر أبیض - نسخه متنی

غسان کامل ونوس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


غسان كامل ونوس

أحمر

... أبيض
قصص قصيرة
تصميم الغلاف للفنان :
الاهداء
إلى العابرين الدروب القصيّة
والمفازات العصيّة
بالصبر
والكلمة
والموقف...
غسان
أحمر.. أبيض
الشرفة علّيةٌ، والحبال مشرعة، والمدى
يضيق؛ يستدرج احمرار الأفق صدى عينيه:
غداً نهار أبيض..
أشاح بوجهه: وماذا يعني أو يفيد؟!
استقرت نظراته على ورود جورية قانية؛
كانت أولى الورود التي تلقاها من امرأة،
كاد يبصق؛ انتقلت عيناه إلى أصيص آخر: جوري
أبيض، تلك هي الورود التي أهداها؛ أحس
برغبة بالإقياء..
أعاد نظره إلى السماء، كان نصف القمر
يستعد للإشعاع، أغمض عينيه: يكره القمر
ودورته البيضاء، ودورة شهرية أخرى.. حمراء!
***
كان البياض يتجمع في رأس مطاطي دقيق،
ويساق مع بقايا وفضلات في جدول واحد،
بينما كان لمتعتنا طعم بلاستيكي. وحين
تخرج من رماد المتعة، تقول: أريد ولداً..
أما آن وقته؟!
وكنت أقول: مهلاً، لا زال الوقت مبكراً،
الولد يقيّد حركتنا، والأيام قادمة. سنملأ
البيت والمزرعة أطفالاً وضحكات مشبعة،
ولنتابع الآن الانطلاق إلى المستقبل الذي
يجب أن يكون ناصعاً.
كنت أريد أن أبتعد عن أية ملامح من طفولتي.
وفي أوقاتٍ أخرى أندفع متوهجاً فتقول
باسمةً:
-لا.. بدأت استراحتي الشهرية، الشكر لمن
أراحنا!
لم أكن أحزن، بل أشغل رغبتي بمواقع أخرى..
***
تمنيت ليلتها فحسب أن تكون العادات
القديمة مستمرة، لتشهد أمي وجاراتها الدم
الذي أذهلنا. لكننا كنا وحيدين، فانفرش
زهوي الأحمر على الشاطىء، حيث نقضي
أوقاتنا المشتركة الأولى. واندغم مع بياض
الزبد..
***
لا زال للمتعة طعم بلاستيكي، رغم عدم وجود
موانع وعوازل أمام قطرات الحياة. كان وجهها
يحمر، وجسدها يتوهج، تحت وقع جنوني، وتحمر
اللحظات دفئاً ولذة وسعادة.
ويحمر الآن الجمر في مرقدي: في المكتب، في
السيارة، في هذا البيت أو في البيوت
الأخرى. لازال جسدها أبيض، ويرتجف دون أن
يتوهج. ولا زال جنوني طاغياً. أحس بالتحدي،
فأنهال عليها طوال الأيام البيضاء. في ما
مضى كانت تشاركني وتبادلني ردود أفعال
حارة. أما الآن، فصمتها، والهلع الكامن في
عينيها، وحركاتها، واستسلامها، كلها
أشياء تزيد من مرارة التحدي، وتزيد من
خيبتي وجنوني.
حين ألاحظ طفرة جديدة من التعابير
القابضة والملامح المكفهرة، أشعر أن
طلائع الأحمر قد عادت، فأفقد صوابي،
وأضربها وأحطم الأشياء؛ أثور على
العاملين عندي، لعدم كفاية الربح الذي يجب
أن يكون أكثر فأكثر. ثم أتكسر على مشارف
الوقت الذي يعبر حاداً.
وحين أنظر إلى الشعرات البيض التي تسللت
إلى رأسي، أحس أنها جواسيس مدسوسة في
واجهتي، لتنغص عليّ وقتي، وتخرب سعادتي.
فأنتزعها، كما أنتزع من تسوّل له نفسه أن
يفكّر في التطفّل على سلطاتي أو مشاريعي.
واستطعت بعد حين أن أبعد هذا الاستفزاز؛
فرأسي يتلون كما أود، وقبل أن يبدأ لونه
بالتحور أعيده لمّاعاً، تماماً كما صارت
مؤسستي صافية بلون واحد.
***
كل شيء طبيعي عندي، نطافاً وكثافة بيضاء..
وكل شيء منتظم عندها مسالك وجرياناً أحمر؛
هذا ما أكده الأطباء الذين قابلتهم وسافرت
إليهم؛ قلت لهم: يمكن أن أبدلها، أو أضيف
إليها مثنىً وثلاثاً ورباعاً.
أنا أحببتها، يمكن أن يكون قد حدث، عشنا
أياماً حلوة، لا أنكر. وصبرت عليها،
إكراماً لأبيها الذي دلني على الطريق التي
أوصلتني إلى هذا المستوى.
ابتدأتُ بأمواله، اسمه هيّن الصعب أمامي،
وحلل المحرمات؛ لكن هذا كان في البداية،
أما فيما بعد، فقد فتحتُ أبواباً احتار أو
تردد في الاقتراب منها، واكتشفتُ مغاوز لا
يصلها إلا القليلون الموهوبون مثلي.
احترمتُها، وقدّرته؛ ولكني أحب نفسي
أيضاً. فلها عليّ حق، كل الحق..!
- أنتظرا! قد يحدث الحملُ في أية لحظة، لا
سبب ظاهر لعدم حدوثه.
أكد الأطباء المشهورون..
- لا تيأسا. ولا تقنطا من رحمة الله.

/ 24