یومیات الدموع نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

یومیات الدموع - نسخه متنی

موفق أبو طوق

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لأحجامهن الصغيرة!!. لكنهن عندما أحسَسْنَ
بما تعانيه زميلتهن الكبيرة، نسين كل ما
فعلته، وتغاضين عن إساءتها، وأسرعن إلى
فتحة المصرف يحاولنّ سدّها بأجسامهن
الصغيرة!. لكن محاولتهن باءت بالفشل،
فالماء يتسرّب بسرعة، ويكاد يلحق بهنّ
أذى.
وطال الوقت، وعماد منهمك في تنظيف الحوض،
غير آبه بالسمكة التي أشرفت على الهلاك..
في اللحظات الأخيرة؛ فطن إليها.. أسرع في
سكب الماء، فارتفع مستواه وعادت السمكة
ثانية إلى حركتها الطبيعية، وهي تلهث.. بعد
أن أعياها التعب، وهدّ قواها الخوف.
***
ومنذ ذلك الحين، والسمكة الكبيرة تعامل
الأخريات أطيبَ معاملة، فقد تلقّت درساً
لن تنساه، درساً علّمها حقائق الحياة..
فهل عرفتم هذه الحقائق.. أيها الأصدقاء
الصغار!!

يومـــيات دمــوع

اســمي: دموع
وينادونني أحياناً: (عبرات).. يعرفني الناس
جميعاً، فليس ثمة إنسان لم يبكِ وتذرفني
عيناه!.
أقيم في حجرة متواضعة قرب جارتي (العين)..
وأنا أكره أن أبقى حبيسة غرفتي هذه؛ بل
أحبّ أن أروّح عن نفسي بين حين وآخر.. فأخرج
كلما سنحت الفرصة، أتجول عبر طريق دمعية
جميلة، تنتهي بي عند العين، فأجعلها
مغرورقة بي.. وليس هناك ما هو أمتع من دخولي
الأنف أيضاً، وتحسس أشعاره ودهاليزه.. أو
وصولي إلى رابية الوجنة، والانزلاق على
بشرتها الناعمة.
لي حكايات كثيرة، أعيشها كل يوم، بعضها
يرسم البسمة على الشفاه، وبعضها يزرع
الحزن في النفوس..
وأنا أدونها دائماً في كراستي الخاصة،
وقد أحببت اليوم أن أرويها لكم، لعلكم
تجدون فيها متعة وفائدة.
*

- الحكايـــــة الأولـــى :

في بيت (مَزْيَد) عصفور جميل، يحبه حباً
جماً، ويد لله دلالاً لا مثيل له.. إنه
يطعمه حبوباً منوعة، وفاكهة لذيذة الطعم..
وهو لا يتوانى عن تقديم أية خدمة له؛ صغيرة
كانت أم كبيرة!.
وذات مرة؛ نسي (مزيد) باب القفص مفتوحاً،
فتسلل العصفور منه، وطفق يقفز هنا وهناك،
من غير انتباهٍ إلى خطر قد يلحقه، أو حذرٍ
من عدو قد يدهمه.. وما زال العصفور يسرح
ويمرح، إلى أن لمحته القطة (بسبس)، يا له من
صيد ثمين!!. حدثت نفسها؛ ثم تبعته على حذر،
تخطو مرة وتقف أخرى.. حتى إذا اطمأنت إلى
غفلته، قوست ظهرها، واستجمعت قواها، ثم
قفزت قفزة واحدة، وسرعان ما كان في فمها
يزقزق ويرفرف.. لا؛ لن يفلت منها أبداً،
ولن ينفعه الندم بعد فوات الأوان!!.
وعندما عاد مزيد إلى الغرفة، فوجئ بالقفص
مفتوحاً، وعصفوره الغالي غير موجود.. تلفت
حوله؛ فوجد بضع ريشات ملقاة على الأرض..
انفجر (مزيد) باكياً، وذرّف الكثير مني..
لقد أحسّ بالذنب، وأدرك أنه السبب فيما
جرى لعصفوره الجميل!.
*

- الحكايـــة الثانيـــة:

اقترب الامتحان، وأغلق مزيد الباب على
نفسه، لقد قرر أن يلزم البيت: لا نزهة، لا
رحلة، لا لعب، لا إضاعة وقت.. بل الجدّ
الجدّ، والعمل العمل.. ووضع برنامجاً
خاصاً؛ يحدد وقت دراسته، وطعامه، ونومه،
واستيقاظه..
وعندما جاء يوم الامتحان؛ ذهب إلى قاعة
الفحص بخطوات واثقة.. إنه معتد بنفسه، متقن
لدراسته، متمكن من معلوماته.. ولن يجد
صعوبة في أي سؤال.
وحين أُعلنت النتائج؛ بشّروه بأنه الأول
في صفه.. وفي حفل بهيج ضم الطلاب وذويهم،
استُدعي مزيد إلى المنصة، صافحه المدير
بحرارة، وقلده وسام التفوق الفضي.. هنا
انهمرتُ من عينيه، لأن (مَزْيَد) لم يخفِ
تأثره، فبكى من شدة الفرح. ***

- الحكايــــة الثالثـــة:

قالت أم مزيد:
- لقد تداركني الوقت، والغداء بات وشيكاً،
ومايزال أمامي الكثير قبل مجيء أبيك!.
فتعال يا مزيد؛ وساعدني قليلاً..
احتج مزيد قائلاً:
- لكنني لا أعرف شأناً من شؤون الطبخ!!.
قالت:
- لا بأس.. قشّر البصل فقط، لا أظنّه يحتاج
إلى تعليم!.
وأمسك (مزيد) بالسكين، وشرع يقشر البصل
ويقطعه قطعاً صغيرة.. بعد قليل، أحسّ
بعينيه تحرقانه، فرائحة البصل تزعج
العين، وبخاره يخرشها..... وكان لابد لي،
وهو على هذه الحال، من أن أسيلَ على
وجنتيه!.

- الحكايـــة الرابعــــة:

ذات يوم؛ هبّت رياح شديدة، أثارت الغبار
في كل مكان.. بعض الناس التزم بيته، وامتنع

/ 8