بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
لي وأنا أجزى به) (2). وأورد هنا سؤال مشهور، وهو أن كل الاعمال الصالحة لله فما وجه تخصيص الصوم بأنه له تبارك وتعالى دون غيره؟ وأجيب بوجوه: الاول: إنه اختص بترك الشهوات والملاذ في الفرج والبطن، وذلك أمر عظيم يوجب التشريف. وعورض بالجهاد فإن فيه ترك الحياة فضلا عن الشهوات، وبالحج إذ فيه الاحرام ومحظوراته كثيرة. الثاني: إن الصوم يوجب صفاء العقل والفكر بوساطة ضعف القوى الشهوية بسبب الجوع، ولذلك قال عليه السلام: (لا تدخل الحكمة جوفا " ملئ طعاما) (3) وصفاء العقل والفكر يوجبان حصول المعارف الربانية التي هي أشرف أحوال النفس الانسانية. ورد بأن سائر العبادات إذا واظب عليها المكلف أورثت ذلك خصوصا الصلاة، قال الله عزوجل: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) (4) وقال تعالى: (اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته [IMAGE: 0x01 graphic] (1) الكافي 4: 63 / 6، الوسائل 7: 290 ابواب الصوم المندول ب 1 ح 7. (2) صحيح البخاري 3: 34، صحيح مسلم 2: 806 / 161. (3) غوالي اللالي 1: 425 / 111. (4) العنكبوت: 69. [IMAGE: 0x01 graphic] [ 11 ] [... ] ويجعل لكم نورا تمشون به) (1). الثالث: إن الصوم أمر خفي لا يمكن الاطلاع عليه فلذلك شرف، بخلاف الصلاة والحج والجهاد وغيرها من الاعمال، وعورض بأن الايمان والاخلاص وأفعال القلب خفية مع أن الحديث متناول لها، ويمكن دفعه بتخصيص الاعمال بأفعال الجوارح لانها المتبادر من اللفظ. وقال بعض المحققين: هب أن كل واحد من هذه الاجوبة مدخول بما ذكر فلم لا يكون مجموعها هو الفارق؟ فإن هذه الامور المذكورة لا تجتمع في غير الصوم. الثالثة: في علة فرض الصيام، روى ابن بابويه - رضي الله عنه - في كتاب من لا يحضره الفقيه في الصحيح، عن هشام بن الحكم: أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن علة الصيام فقال: (إنما فرض الله تعالى الصيام ليستوي به الغني والفقير، وذلك أن الغني لم يكن ليجد مس الجوع فيرحم الفقير، لان الغني كلما أراد شيئا قدر عليه، فأراد الله عزوجل أن يسوي بين خلقه، وأن يذيق الغني مس الجوع والالم ليرق على الضعيف ويرحم الجائع) (2). وعن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: (جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن مسائل، فكان فيما سأله أن قال له: لاي شي فرض الله عزوجل الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوما، وفرض على الامم أكثر من ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه [IMAGE: 0x01 graphic] (1) الحديد: 28. (2) الفقيه 2: 43 / 192، الوسائل 7: 2 ابواب وجوب الصيام ونيته ب 1 ح 1. [IMAGE: 0x01 graphic] [ 12 ] [... ] وآله: إن آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش، والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله عزوجل عليهم، وكذلك كان على آدم، ففرض الله ذلك على أمته (1) ثم تلا هذه الاية: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات) (2) قال اليهودي: صدقت يا محمد، فما جزاء من صامها؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتسابا إلا أوجب الله تبارك وتعالى له سبع خصال: أولها يذوب الحرام من جسده، والثانية يقرب من رحمة الله عزوجل، والثالثة يكون قد كفر خطيئة آدم أبيه، والرابعة يهون عليه سكرات الموت، والخامسة أمان من الجوع والعطش يوم القيامة، والسادسة يعطيه الله براءة من النار، والسابعة يطعمه الله من طيبات الجنة. قال: صدقت يا محمد) (3). والرابعة: في آداب الصائم، روى الكليني في الحسن، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك) وعدد أشياءا غير هذا وقال: (لا يكون يوم صومك كيوم فطرك) (4). وعن جراح المدائني، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: (إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده) ثم قال: (قالت مريم: إني نذرت للرحمن صوما أي صمتا، فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم، وغضوا أبصاركم، ولا تنازعوا، ولا تحاسدوا) قال: (وسمع رسول الله صلى الله عليه وآله امرأة تسب جاريتها وهي صائمة فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله بطعام فقال [IMAGE: 0x01 graphic] (1) كذا، وفي المصدر: امتي. (2) البقرة: 183. (3) الفقيه 2: 43 / 195، علل الشرائع: 378 / 1، مجالس الصدوق: 162 / 1، الخصال: 346 / 14، الوسائل 7: 172 ابواب احكام شهر رمضان ب 1 ح 4. (4) الكافي 4: 87 / 1، الوسائل 7: 116 ابواب آداب الصائم ب 11 ح 1. [IMAGE: 0x01 graphic] [ 13 ] [... ] لها: كلي، فقالت: إني صائمة، فقال: كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك، إن الصوم