انتفاضة فی أدب الوطن المحتل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

انتفاضة فی أدب الوطن المحتل - نسخه متنی

محمد توفیق الصواف؛ مقدمه نویس: طلعت سقیرق

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقد مضى طويلاً في هذا البحث، وما زال من دارسي الأدب العبري المتميزين، كما تبين دراساته التي نشرها في العديد من المجلات المتخصصة، ولا سيما مجلة الأرض للدراسات الفلسطينية.أورد هذه الإشارة للوصول إلى القول: إن الباحث، في دراسته للانتفاضة في القصة العربية في الوطن المحتل، يعرف حق المعرفة، الأرض التي يقف عليها، ويعي كل حركة من حركات شخصياتها، لأن بطل قصته التي يدرسها، وهو بطل عربي فلسطيني، يواجه شخصية احتلالية واضحة الملامح لدارس عرف لغة هذه الشخصية، ودخل في كل منحنياتها، فكان خبيراً بكل ما تتطلبه الخبرة، متميزاً عن سواه بمعرفة الشخصية الاحتلالية من داخلها لا من خلال وصف خارجي تنقله لغة أخرى عن أخرى.

وفي سياق الحديث عن هذا الكتاب أيضاً علينا أن ننتبه إلى ناحية بالغة الأهمية، وأن ندقق كثيراً فيها خوفاً من خطر الانزلاق إلى التوهم بأن ما تقوله هذه القصة أو تلك، يمكن أن يوحي بعكس المقصود..

وأورد في هذا المجال ملاحظتي حول قصة (الحاجز) لنبيل عودة.إذ قد يتساءل البعض: لماذا يقوم هذا الطبيب الفلسطيني بإنقاذ عدوه الجريح؟ والسؤال له ما يبرره..

إذ أن هذا القاتل، وبعد إنقاذه سيقتل المزيد من شعبنا العربي الفلسطيني..

وهو ما حدث في القصة فعلاً..

لنصل إلى النقطة المفصل في هذه القصة، حيث تقول إن الفلسطيني لا يستطيع إلا أن يكون إنساناً، في حياته وتصرفاته ومشاعره وأفكاره، وإن شخصية الصهيوني لا تخرج في كل الحالات عن كونها شخصية قاتل..

ومن هذه النقطة ينبثق الجواب على السؤال: لماذا يقوم هذا الطبيب الفلسطيني بإنقاذ عدوه الجريح؟؟ يأتي الجواب ليقول: صحيح إنه عدوك في كل الأحوال، ومهما كانت الظروف، وإنسانيته ملغاة..

ولكن إنسانيتك أنت أيها الفلسطيني، إنسانيتك يجب أن تبقى كما هي.لأنها إنسانية أصيلة وراسخة لا توهنها وحشية الآخرين ولا تمنع تدفق خيرها عن أحد، حتى عن عدوها، في لحظة ضعفه؛ ولكن حين يعود ؛ إلى وحشيته قوياً قادراً على الأذى، عليك أيها الفلسطيني الطيب أن تعود لتتعامل مع هذا العدو كقاتل.وهذا ما حدث في القصة فعلاً، فقد قام الطبيب الفلسطيني بقتل الوحش الصهيوني الذي كان جريحاً أنقذه بالأمس.قتله بعد أن قتل هذا الوحش حين تعافى زوجة الطبيب الذي أنقذه، وربما غيرها من أبناء الشعب الفلسطيني أيضاً..

!!! إذن، نبيل عودة يدين قيام طبيبه، بطل القصة، بإنقاذ عدوه.كذلك يفعل الباحث محمد توفيق الصواف، مؤكداً، مثل القاص عودة، أن اللقاء بين هذين الضدين هو لقاء صراع إلى أن يلغي أحدهما الآخر، فالشخصية في (الحاجز) مدانة، وفعل الإنقاذ مدان أيضاً؛ وهذا ما تقوله القصة ويقوله الباحث، وعلينا أن نعي ذلك ونفهمه.

إذ أن هناك كثيراً من الأدب المقاوم يطرح شخصيات عربية فلسطينية سلبية أو محايدة، ليصل بها فيما بعد، إلى حقيقة تقول إن المحايدة مرفوضة.

فالعدو عدو، ولن يترك الشخصية المحايدة تعيش بسلام.

ولو كان المجال يسمح لأوردت الكثير من النماذج، ولكن أردت فقط التنبيه والتحذير من الانجرار إلى هذا التوهم أو ذاك..

ثمة نقطة أخرى مثيرة عليّ أن أشير إليها في سياق هذه المقدمة، وهي أن المادة القصصية التي اعتمدها الباحث في كتابه أقل من قليلة، والمفترض أن يقوم الكتاب على مادة غزيرة متعددة الجوانب والامتدادات؛ ولكن، وهنا بيت القصيد، فقد كانت القصص أقل من قليلة.

ولا أبالغ حين أقول إنها في مجموعها ثلاث عشرة قصة لا غير.

ولك أن تدهش حقاً حين ترى إلى الباحث وهو يكتب مئة وعشر صفحات بخط يده، تضم الصفحة الواحدة منها(360) كلمة على وجه التقريب، وليس أمامه إلا هذا العدد القليل من القصص.

وكأني بالباحث يصرّ على بناء مدهش يعبر فيه عن إعجابه بموضوعة الانتفاضة/ الثورة التي كانت رائعة كبيرة في كل شيء.

وحسب رأيه، فإن ندرة الإبداعات، لا تعني ضرورة الصمت، بل على العكس تماماً، تدفعه دفعاً إلى خوض غمار تجربة خطيرة، تريد أن تقول الانتفاضة، وتدخل في عمق مسارها الساخن.

النص هنا أميل إلى التشكيل الإبداعي، ما دامت القصص أقل من القليل.الباحث يبني نصاً إبداعياً يمتح من النصوص المتاحة، ومن الواقع، ليخرج بصورة مدهشة.إنه يضعك أمام عالم لا نهائي من الشخصيات التي تتحرك وتملأ الصفحات غلياناً، رغم قلة القصص التي عالجها..

كما قدمت من قبل، فالباحث كان قد انتهى من تأليف كتابه هذا، على ما أذكر، عام 1990، أي أن المادة كانت على تماس مع حرارة الحدث.

وهذا ما يظهر في الكثير من مسارات الكتاب.

ولك أن تقرأ ما كتب محمد توفيق الصواف تحت عنوان بطل الأرض المحتلة ينهض منها ليحررها لترى إلى بروز الشاعر وإصراره

/ 67