قصص نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قصص - نسخه متنی

نادیا خوست

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وفي نافذتي يغسل الباعة الخروق. أتذكر أني مشيت في ذلك السوق، وفي آخره انعطفت . وإلى هناك وصل المعظم عيسى، قريبك يا صلاح الدين. وانتظرني حتى أكملت درس الشعر الذي كنت ألقيه. انتظرني في أدب حتى حان دوره! زرت الأموي وبحثت عن المكتبة التي استقدمتها وانتقيتها من مخطوطات مصر. فماذا وجدت؟!" كان صلاح الدين يقف مهيباً ويستمع إليه . ماذا يقول هو، ماذا يقول؟" يوم دخل الملك فيصل إلى دمشق مع الجيش، زارني . ودخل خلفه لورنس، فسرق الإكليل البرونز الذي أهداه الامبراطور غليوم لضريحي! ولو استطاع لسرق الضريح." ما تزال الفسحة جميلة، هادئة، أمامه. يتنزه فيها في الليل. لكن من يتذكر المدرسة المهدومة التي كانت في تلك الفسحة! وماذا يحكي صلاح الدين، أعن المصاحف النادرة المهداة التي سرقت، أم عن الكازات الجميلة المنهوبة، أم عن القيشاني الذي انتزع من جدار الأموي وبيع! رأى ذلك وهو يتجول كحاكم يحرس بلده. وهمس:

" يا نور الدين، هل عرفت أن حطين نفسها مسروقة؟!". هز نور الدين رأسه. كان يطل على مئات السنين، ويعرف أن المسروقات الصغيرة كالمجوهرات والقبور ولوحات الخط والسجاد والمخطوطات تتناثر وتضيع. لكن البلاد التي تسرق تعود مهما طال الزمان، يوم يفيق الناس من البؤس ومن النعيم. لم تهمس ست الشام . فعادتها أن تتحدث بصوت واضح. مقابلها سرق ضريح ينال، وسرق جزء من باحة مدرستها. عمر التجار أبنية أعلى من مئذنتها، وسدت الطريق التي ظلت سالكة منذ القرن الثاني عشر الميلادي. قالت ست الشام ما سكت عنه معين الدين انر:

" هدموا قبره وقبته في سوق ساروجا، هو الذي دافع عن دمشق ! هو أبو خاتون زوجة نور الدين، صار يأوي إلى مدرستي أو يتشرد تحت الجسر!" عادت إلى مسمع خاتون، الصاحبة، زوجة الكوكبوري، ضجة التلميذات والمعلمة.هل تطمئن الجمع عن حالها؟ يزورها كل سنة مئات الغرباء من أنحاء الأرض، ويتفرجون على مدرستها التي لم تكملها فبقيت أقواسها معلقة بالسماء. لا تعرف من سرق ضريحها المزخرف الجميل، ووضع صندوقاً من الخشب في مكانه، جلست عليه التلميذات زمناً، ثم جعلته المعلمة طاولة لها. ضحكت ضحكة لطيفة. لا! لن تتحدث عن ذلك . فأين هي من أمة اللطيف، أستاذتها وصاجبتها! انتزع قبر أمة اللطيف وصارت تربتها مكتباً. وكثيراً ما لجأت أمة اللطيف إلى زوجة نور الدين في الصالحية! هزت خاتون، زوجة نور الدين، رأسها موافقة على ما فكرت فيه الصاحبة. ما أقل ما نزل بها، هي! عزلتها في عمق الجامع الجديد، وجفاف نهر يزيد الذي كان يطرب الليل، وتجتمع عنده مع زوجة المعظم عيسى بانية المدرسة في الصالحية! ارتفع صوت من الحاضرين:

" حررنا البلاد، ركبنا الخيل سنوات، وقتلنا لأجل هذا الزمان؟" رد صوت آخر ليقرر حقيقة أخرى:

" لا. ليس لهذا الزمان فقط . بل لزمن قادم بعده!" سأل صوت ثالث:

" وهل سيبقي اللصوص شيئاً منا للزمن القادم؟!" رد صوت هادىء:

" لهذا نجتمع اليوم. نجتمع لنبحث ما يمس مئات السنوات الماضية، ومئات السنوات التالية ." تذكر عبد الرحمن الزهراوي الضربات التي كسرت شاهدته ، فبقي منها ما نقش أنه تحدى الموت الزؤام. نقش ضريحه من الرخام في أحلى صورة. وكان الإتقان فيه إعلاناً عن التمرد على قاتليه. وكانت تسمع في انحناءات النقوش دموع أشخاص لم يعرفهم، أحبوه. تجول الزهراوي مرات مع الذين أعدموا في ساحة المرجة، وتساءل:

أضاع ما كتبناه، وتبددت كالغيوم والأيام، الغصة والخطأ والصواب، ونداؤنا المدينة في غبش الفجر؟ وكان إلى جانبه شيخ مهيب، نضر الوجه، ابيضت لحيته في القمر. هل يعرفه ؟ نعم! " يسمونني عثمان. لم يبق من أهل التربة الأيوبية سواي! كنت أميراً محارباً حتى مرت السنوات ونسي الناس أصل المجد الذي غمروني به، فجعلوني ولياً من الأولياء. ووضعوا الشموع في نافذتي، ورجوني وشكوا لي.. ففهمت أن الأقوياء لا ينجدون الضعفاء. ثم أغلقت نافذتي وسمعت الحفر والبناء في الجوار . وفهمت لماذا كومت فوقي الأنقاض. أتاني اللاجئون من التربة الكركية حتى ضاق المكان. وفي الليل رأيت عظام الأبطال القدماء ترمى كالأنقاض." وروى للزهراوي حكاية أمير طرد مع ضريحه إلى القلعة. وحكى له أن النوافذ التي يطل منها أمراء وعلماء ومحاربون محررون أغلقت في الصالحية، وصارت تربهم بيوتاً شخصية.وسمعت خلال ذلك الحديث ضحكات لأن المستمعين والرواة كانوا كمن يراقب أمراً يتعلق بغرباء، يريد كالباحث أن يصل إلى قرار، لكنه لا يكاد يصدق ما يراه. أعاد الموت الرؤوس التي علقت على أسوار دمشق وعلى أبواب دمشق، إلى الأجسام التي دفنت وحيدة. وحرر المصلوبين. ترك الموتى

/ 41