قصص نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قصص - نسخه متنی

نادیا خوست

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

في سمخ. ومطران اللد الذي رافق عسكر صلاح الدين وبقي في حطين. وطيار شاب اسمه عمر صفر أسقطت طائرته. وفتيان كان في ظنهم أنهم سيصلون إلى طبرية. شباب في عمر واحد تقريبا. ماالذي جعلهم يخلعون ثيابهم البيضاء، ويأتون كما كانوا في آخر أيامهم هناك؟ هل خيل إليهم أنهم يستطيعون العودة إلى هناك ليدفعوا ماحاولوا أن يدفعوه حتى الرمق الأخير؟ لماذا تنظر إليهم يانور الدين؟ لماذا؟ تتبين أنهم فقراء! أنهم كانوا أحيانا معيلي أسرهم، وكانوا أحيانا عشاقا تركوا حبيبات شابات، فلاحين دون أرض، توهموا أن بلادهم هي أرضهم. شباب، متصوفون تبعوا حلمهم الخفاق. لولاهم ماذا كان يمكن أن يفعل سعيد العاص، والشيخ القسام، وفوزي القاوقجي، ذلك الفقير الذي نهشوه بالكلام. وفرحان السعدي الذي لم يرحم عمره السبعيني الحكم بالإعدام! لم ينظر صلاح الدين إلى نور الدين! لماذا ياصلاح الدين؟ هل نخجل نحن عن الضحايا، أم عن الإسم والبلاد؟ فكر كل منهما في السلطة التي تحيي أو تميت. تسهر على العدل أو تمتص رمق البيوت، وتكبل المدن بالخوف. وتذكر نور الدين الشدة التي أخذ بها نفسه وقاوم بها في نفسه مايهبه السلطان. وفكر صلاح الدين بما اضطر إليه من السياسة كي يقيم الملك الممتد، ويعبر الزمن حتى حطين. اضطر في حياته إلى اللين حيث لم يشأه، لكنه لم ينشر رحمته على من يجب ألا تنشر عليه. قدم لأعدائه الماء بعد حطين، لكنه منعه عمن هاجم الأبرياء. خلفهما على بعد وقف معين الدين أنر. لعله كان معنيا أكثر من الآخرين بما يراه! شغل معين الدين التفكير في الملك مرات. أمسك العصا من الوسط. وعد وراوغ. وحاول أن يخيف أهله بأعدائهم! هو، يعرف معنى أن يقف عدو في عاصمة البلد! لعنه الناس يومذاك، وسعوا إلى نور الدين. لكن هل ينسى أهل مدينته أنه خرج إلى لقاء الفرنجة؟ فما بال هؤلاء يحتفلون بالهزيمة كأنها انتصار؟ انتفض معين الدين. نعم، ارتكب الإثم! وحاسبه على ذلك أهل مدينته. لكنه، خرج بنفسه إلى الفرنجة يوم وصلوا إلى الربوة. وصادف في طريقه شيخين حاول أن يثنيهما فقاطعاه:

بعنا واشترى! لايزال يذكر تلك الأيام، والناس على الأسوار، والحرب في بساتين دمشق قائمة، وهو يطلب في سواد الليل النجدة من المدن، ينتظرها ولايستسلم، فتأتي راكبة وراجلة، وتطرد الفرنجة وتلاحقهم. رأى معين الدين فتيات يلبسن جاكيتات حمراء ويحركن أعلاما من الورق. تحية لمن يابنات؟ وابتساماتكن لمن؟ ولماذا؟ هل تحتفلن بانتصار؟ أليس لكن أقرباء من النائمين في الرمال؟ كيف استنبتم؟ هل ألفتم في المدارس حفظ جواب محدد على كل سؤال، فسهل أن تنفذوا أوامر الحكام ولو كانت استقبال الأعداء؟ تساءل صلاح الدين هل تعبر نظرة نور الدين عن الاحتقار أم عما هو أكثر من ذلك مما لايستطيع أن يسميه؟ هز رأسه وقال لنفسه:

نور الدين متصوف من المتصوفين في حب البلاد! أشد مايؤلمه أن يبتسم المهزومون، وتبدو الخيانة سياسة، والمتخاذلون سياسيين!

- ياصلاح الدين كيف أصبح هؤلاء حكاما، لهم أن يتدخلوا في شؤون كبرى كشؤون الحرب والسلام؟ ماذا جرى للبلاد حتى ارتفع هؤلاء إلى هناك! آه يامعلمي، هل تسألني عما تعرفه وأعرفه؟ دهاء الحاكم، وخوف الرعية! صفق الناس للحاكم. شكروه على الهواء الذي تنفسوه والخبز الذي أكلوه. شكروه على الشمس وعلى السماء والقمر والنجوم. نسوا أنهم هم الذين يزرعون ويخبزون. من الخوف نسوا العصيان. نسوا حتى الأفراح والأعياد. قدر لهم الفرح والحزن في أوقات. وعندما وصل موكب الأعداء كانوا مايزالون يصفقون. فقيل للأذكياء منهم:

قدر لامفر منه! وقيل للباقين:

انتصار! والبسوا ملابس الفرح الحمراء، وصفوا في المسرح ووضعت في أيديهم الأعلام. فكانوا كما رأيت، زينة في القاعة، مثل رسوم القدماء. سمع نور الدين حركة فالتفت. رأى الشباب خلفه وحوله وأمامه، في ملابسهم التي وصلوا بها إلى مملكة الصمت في قديم الزمان.

- هؤلاء الشباب عرفوا تلك البلاد! وماتوا هناك! قل لي ياصلاح الدين، ماعلاقة هؤلاء الواجمين باولئك المبتسمين السعداء؟ أهكذا يبتكر الحكام قطع الأجيال عن الأجيال؟

- يقال هناك:

"زمن جديد "، "عصر جديد". يجب إذن أن ينقطع اولئك عن هؤلاء! كان القسام آخر من وصل. هل في متابعة هذه المسرحية الصغيرة من فائدة؟ لايزال الصراع بين الشرق والغرب كما تركناه! تغيرت فقط البيارق والأعلام! وكان القسام يتابع الأوهام التي تصور للأحياء أن المدن الباقية تنجو إذا هجروا حيفا ويافا وعكا وطبرية... وأدهشه أن ينسى اولئك الأحياء أن

/ 41