من عیون الأدب الإیرانی المعاصر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

من عیون الأدب الإیرانی المعاصر - نسخه متنی

سیّد مهدی شجاعی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

كالملائكة، عندما تسيرين أو تعصف الريح بملابسك، يشعر الإنسان أن أحد ملائكة الله قد هبط على الأرض وهو يسير أو يرفرف على الأرض عندما مشّطت شعري، وارتديت ملابسي كان الجو قد أصبح مضيئاً. مضيئاً.. كانت الشمس للتوّ قد هبطت من جدار البيت. عندما ألبستني أمي قالت:

دعيني أرى عينيك، فرفعت رأسي، ونظرت في وجهها، بعد ذلك نظرت إليّ جيداً في ثوبي الأزرق. قالت:

ـ إن ذوق والدك ليس بالقليل.. قلت:

ماذا يعني ذلك يا أمي ؟ احتضنتني وقبّلتني وقالت:

ـ يعني حقاً وصدقاً، أصبحت كالملاك، فوالدك كان على حقّ، عندما أحبّ هذا الثوب كثيراً. قلت:

من أجل ذلك ارتديت أنت أيضاً ثوبك الأزرق؟ ضحكت وقالت:

أيتها الشيطانة! اجلسي لأضع ماءًً في السماور فقدنفذ ماؤه بالتأكيد.. قلت:

أيمكنني الذهاب إلى الزقاق الآن لأنتظر والدي ؟ قالت:

لا يا ابنتي، عندما يأتي والدك سيدخل البيت بنفسه. قلت:

إذن، أذهب إلى الحوض، عند سمكتي، أتكلم معها حتى يأتي والدي، أرأيت كيف كنت أودّ أن آتي عندك ثانية، لكن هل تعلمين ماذا قالت أمي؟ قالت:

لا، لا، لن أدعك تذهبي إلى الحوض أبداً، دعي ثوبك نظيفاً حتى عودة والدك على الأقل، قلت:

إذن ماذا أفعل؟ أجلس هكذا جامدة؟ لا يمكن.. إذن أذهب وأقف عند الباب. قالت أمي:

فقط عند الباب، اذهبي. عندما أتيت إلى باحة الدار، أتيت عندك ثانية، لكن لم أجلس على حافة الحوض، أتذكرين؟ كانت عيناك تلتمعان من الفرح. لم تستطيعي أن تتوقفي في مكان، كنت تذهبين هذا الطرف وذاك الطرف، كنت تحرّكين جناحيك وكأنك ترفرفين في الماء. قلت لك:

ليته كان لديك أب أنت أيضاً وسيأتي من السفر اليوم، لتشعري بكل هذا السرور الذي أشعر به، لو أن أباك سيأتي ماذا كنت ستفعلين؟ إنه أمر جميل أن يأتي والد المرء من السفر، أنت لا تعرفين هذا الشعور كنت دائماً أراك مع أمك ولا أعرف إن كان لك أب أم لا.. لقد نسيت تماماً أن أسألك عن أبيك انظري كم هي مشتتة أفكاري. لقد تكلمت معك كل هذا الوقت، منذ الصباح حتى المساء، ولم أفكّر مرة أن أسألك أين أبيك؟ صرخت أمي:

شيوا، ألم نتفق ألا تذهبي إلىحافة الحوض؟ لقد نسيت تماماً أني وعدتها، فجلست على حافة الحوض، ورحت أتكلم معك، فتنحيّت جانباً بسرعة وقلت:

ـ اعذريني يا أمي، فقد نسيت، ها قد نهضت الآن.. أنت أيضاً خفت من صراخ أمي وذهبت تحت الماء،عندما كنت أودّ الذهاب نحو الباب سمعت وقع أقدام في الحي، لا يمكن أن يكون غير والدي. فتحت الباب بسرعة واندفعت خارجاً، كنت أجري نحوه عندما رأيت "هوشنكـ"، جارنا، والد "إلهه.." سلّمت عليه رغماً عني، لم أشأ أن أسلم عليه لكن فكري كان مشتتاً.. حسن! معلوم لِمَ لم أشأ أن أسلم عليه، أولئك الذين يناصرون الشاه ويسبّون الثورة الإسلامية لا يمكن للإنسان أن يسلم عليهم. خاصة لو كان والد المرء قد تخاصم معهم عدة مرات. ابنته الكبرى اسمها "كتايون"، منذ الصباح إلى المساء تصغي إلى أشرطة الأغاني وترفع أصواتها عالياً. أحياناً تأتي وتقف وسط الحي برأس وساقين عاريين. لقد تشـاجر بقية الجيران معها عدة مرات، بدل أن يردّ عليّ السلام، قال:

أين؟ بهذه السرعة؟ لم ألتفت إليه، ذهبت إلى أوّل الحيّ وتمتمت:

من المقرّر أن يأتي والدي. لكنّه سمع، قال:

ـ كم هو رائع ذلك، في أية ساعة سيأتي؟ مرة أخرى لم ألتفت إليه، قلت:

لا أعرف، لكن من المقرر أن يأتي، من المقرر أن يأتي الآن.. فضحك بسخرية وقال:

ـ جيد جداً، جيد جداً.. بعد ذلك دخل إلى البيت. عندما وصلت أول الحي فكّرت أن أجلس على درجات المنزل الموجود في أول الحيّ، وأتكئ على بابه لكن تذكّرت بعد ذلك أنه يجب أن أحتفظ بثوبي نظيفاً حتى مجيء والدي، ولو كنت جلست لكنت استطعت أن أرى رأس الشارع بسهولة. لا تدخل السيارات عادة في الشارع الفرعي الذي نسكن فيه، إن الركاب ينزلون في ذاك الشارع الأصلي. إذن علي والدي الذهاب بالتأكيد من رأس الشارع إلى رأس الحيّ مشياً على الأقدام، لكن ماكان باستطاعتي عدم النظر داخل السيارات، يجب عليّ النظر داخل كل السيارات عندما تنعطف نحو شارعنا حتى تعبر من أوّل حينا.

/ 28