من عیون الأدب الإیرانی المعاصر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

من عیون الأدب الإیرانی المعاصر - نسخه متنی

سیّد مهدی شجاعی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خاصةعندما يشتم ذاك الملاك شعر الإنسان ويقبّله. عندما وضعت يدي في الماء أتى الموج حتى وصل إليك، استيقظت، فتحت عينيك، هززت نفسك، وصعدت على سطح الماء، وكانت أمك خلفك. بالتأكيد تعجّبت لم صحوت اليوم باكراً إلى هذا الحد، كانت قد مرّت ثلاثة أشهر كاملة لم أستيقظ فيها باكراً، بالتأكيد كنت تتعجبين، فلم تعلمي ما حصل، إنه تقصيري لأني لم أخبرك بشيء. لقد علمت، من الأمس، وكان عليّ أن أخبرك مذ علمت، لم يكن عليّ أن أترك الخبر حتى صباح اليوم التالي. عندما صعدت إلى سطح الماء، رشقتك بالماء، أردتُ للنوم أن يطير من عينيك..كما كان يفعل والدي، عندما كان يحضرني إلى الحوض ليغسل وجهي. كنت أغمض عينيّ. كان يقول:

افتحي عينيك، يا ابنتي! كنت أقول:

إن النوم سيذهب من عينيّ، أريد أن أنام ثانية عند ذهابك، لكن لم أكن أرد النوم ثانية، كنت أتلطّف معه. كنت أريد أن يوقظني ويقبّل عينيّ ويقول:

ـ إني لن أذهب مالم أرَ عينيكِ! عندما كنت أفتح عينيّ كان يلقي الماء بيده على وجهي ويقول:

ـ لقد ابتلّ نومك، عليك أن تبدّلي عينيك لتتمكني من النوم.. عندما رششتك بالماء لم تهربي، لم يحدث لك أن فررت مني أبداً. قلت لك:

أتعلمين من سيأتي اليوم؟ لم تكوني تعلمي، من أين ستعلمين؟ قلتُ:

والدي. من المقرر أن يأتي والدي؛ ولهذا السبب استيقظت باكراً، أظن أنك لم تصدقي لأنك وقفت، واستقمتِ ونظرتِ إلي وكأنك لم تسمعي خبراً مهماً. ـ صدقي، أقسم أني لا أمزح، من المقرر أن يأتي والدي، قال ذاك بنفسه، لقد اتصل البارحة، أراد أن يتكلم معي لكني كنت في بيت نسرين، معلوم أني لو عرفت بذلك لما ذهبت. قلت لأمي، لِمَ لم تناديني؟ كم كانت المسافة حتى بيت نسرين؟ قالت:

إن والدك كان على عجلة، لقد كان البقية يريدون الاتصال إلى بيوتهم. لقد قال والدك عندما سأذهب إلى الجبهة هذه المرة سوف آخذ عينيّ "شيوا" معي. نعم لقد كان يمزح، وهل من الممكن أن يأخذ شخص عيني شخص آخر معه؟ لو كانوا يسمحون للبنات الصغار بالتواجد في الجبهة، والدي برفقته بالتأكيد. لقد قال بنفسه. إن والدي لا يكذب أبداً، أليس كذلك؟ كنت تصغين إلى حديثي جيداً عندما نادتني والدتي:

شيوا! شيوا!.. أنمتِ على حافة الحوض؟ لقد ذهبتِ لغسل وجهك ويديك؟ وقد قلت أنا أيضاً الحقيقة. قلت:

ـ سآتي يا أمي. إنني أتحدث إلى سمكتي الصغيرة، لقد قلت لها من سيأتي اليوم، إنها مسكينة لا خبر لها. بعد ذلك غسلت وجهي بسرعة وقلت لك:

ـ لا تنامي ثانية، إنني ذاهبة لإحضار الفطور إلى هنا لنأكل معاً ونعطي أمك أيضاً. لكن أمي لم تقبل. قالت:

ـ اليوم لا، فعندنا عمل كثير. اجلسي هنا وتناولي الفطور بسرعة لألبسك. إنك لن تقبلي أن يراك والدكِ بهذا الشكل، أتقبلين؟ قلت:

ـ إذن دعيني آخذ لهما الخبز، ألقيه لهما وأعود بسرعة، أعدك. ألقيت الخبز الذي أعطتنيه أمي في الحوض، لم أقسّمه، قلت، كلا من جانبه قليلاً قليلاً حتى ينتهي، أنتما تتقنان ذلك. عندما تناولت الفطور، قالت أمي:

تعالي لأضفر لك شعرك، وأضع لك شريطة عليه. قلت:

إنك تعلمين أن والدي لا يحب ذلك، فلم تقولين هذا؟ قالت:

ماذا أفعل إذن؟ قلت:

مشّطيه جيداً، ودعيه مفتوحاً، وضعي على جانبيه وفوق أذنيّ الدبّوسين ذوَي الوردة. قلت:

حسناً، ارتدي ملابسك أولاً. قلت:

دعيني أنا أيضاً أقول لك ماذا ألبس. قالت:

لقد ذبحتني. قولي. قلت:

ذاك الثوب الأزرق الطويل.. قالت:

إن ذاك من أجل الزيارات والضيوف. قلت:

حسناً:

أليس من المقرر أن يأتينا ضيف اليوم. ضحكت أمي، وقالت، حسناً، اذهبي وأحضريه. أنت تعلمين أن والدي يحب ذاك الثوب الأزرق أكثر من الجميع، يقول إني أصبح فيه كالملاك. إنني لم أرَ ملاكاً حتى الآن، لكن كم هو رائع أن يصبح الإنسان كالملاك. يقول أبي، أي ثوب ترتدينه تتلون عيناك بلون ذاك الثوب، ترتدين الأخضر، فتصبح عيناك بلون الغابة، ترتدين الرمادي فتصبح عيناك بلون البحر، تلبسين البنّي.. قال:

بأي لون ستتلوّنان؟ بلون قبة المسجد، إن لونه بمنتهى الشفافية، صدّقي. كان يقول:

كل هذه الألوان جميلة، كل منها فيه جمال خاص، لكنّ الأزرق شيء آخر. إن الأزرق يظهر تماماً كم هو طاهر قلبك،

/ 28