تاریخ و العجیلی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ و العجیلی - نسخه متنی

محمد جدوع

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الفرنسية.

يقول في كتابه (وجوه الراحلين ج1): (إني لا أزال أرى بعيني الصبي الصغير الذي كنته، المجلس الذي عقده أهلي ليجتمعوا فيه بهذا الشاب الذي جاء إليهم من دمشق ليتدبر معهم خطة المعركة المشتركة) ولكن هل سلاحه الصحافة فقط.

لا، فلا زالت الأجيال تردد قولـه الذي استطيب ظلام السجن لاستجلاء ظلم المستعمر عن وجه شمس الوطن المشرقة.

يا ظلام السجن خيّم إننا نهوى الظلاما ليس بعد اللّيل إلاَّ فجرُ مجدٍ يتسامى منتهياً بالشاعر (عمر أبو قوس) الرجل الثامن عشر من رجالات بلاد الشام والعراق في (وجوه الراحلين ـ الجزء الأول) ذلك الشاعر الذي لم يلهج بكلمة ملق أو تزلف لأولي السلطة والنعمة وقتذاك على الرغم من فاقته وإملاقه وعوزه.

إن السمات المنوه عنها أعلاه، وتطابقها إلى درجة الشبه مع المبدعين العرب والأجانب القدماء منهم والمعاصرين، لا يضع العجيلي ـ لخصوصية أسلوبه، وفرادة إبداعاته.

في حالة الاقتباس، لأنه أبعد ما يشار إليه بذلك فمن خلال أطياف اطلاعاته الواسعة، يبقى مجرد مستأنس مبدع لا مقلد مقتبس.

وموقف البحث من هذه المسألة ينبع من موقف موضوعي متجنباً الموقف (السنوبي (11)).

وهو موقف لا يستغربه دارسو العجيلي بالكلية.

فإبداعاته ونتاجاته الكثيرة والمختلفة في أسلوبها وشكلها ومضمونها، حظيت بتثمين وتقدير عدد من رجالات الفكر العرب والأجانب.

فالمستشرق الألماني (هانس فير*) يعتبره بطل القصة القصيرة ليس في سوريا فحسب، وإنما على مستوى الوطن العربي.

كما أن استعمالاته واستخداماته لكثير من المفردات التي تجنبها، وتحسب منها معظم معاصريه، خوفاً من عاميتها وخشية، من لـهجتها بينما تجاسر في استعمالها نظراً لمعرفته بأصلها ونسبها الصحيح إلى اللغة العربية التي أحب وأبدع فيها.

ومما يدل على مكانته والثقة في معلوماته، استشارات، ورجوع المستشرق الفرنسي (جاك بيرك (12) لـه خلال نقله، وترجمته القرآن الكريم إلى الفرنسية وهو اعتراف من (بيرك) للعجيلي بأنه الأقدر معرفة بآيات القرآن الكريم ومفرداته من بين الذين تعرف عليهم من (عرب ومسلمين) في هذا المجال.

أما جسارته في استفصاح ما هو متداول في اللغة المحكية، واستخدامه لمفرداتها، فيضعه في مكانة لا تقل عن مكانة (بوشكين (13) وما أسداه إلى اللغة الروسية من ـ تفصيح عاميتها ـ خلال كتاباته، وأشعاره، وحسب العجيلي أنه فعلها.

ومع ذلك يجب الحذر في التعامل مع العجيلي، فصحيح أنه ذو نفس متواضعة وأسلوب يسر، وبساطة ذات هيبة أسطورية، وجاذبية /كاريزما/ آسرة، إلا أنه في المقابل كبحر المحيط، يستهوي، يستدرج، يغوي ويغري روّاده بمسطحه الهادئ، ولونه اللازوردي الأخاذ، إلا أنه سرعان ما يأسر بعد الولوج في جوفه، يرهب، يَجْبَه، يرغّب مريده ـ دونما شعور منه ـ ينقله من الحيد القاري إلى اللجج الغويرة السحيقة لتمتزج المتعة والرغبة، بالتشوف والتشوق، مع الخشية والتهيب.

إن قدرة أسلوب العجيلي في الاستدراج خصيصة فارقة في أسلوبه، وملكة إبداعية تملكها بجدارة واقتدار.

ففي الوقت الذي يمارس سلطة التشويق، ليمرر من خلالها، تسويق مواقفه ورؤاه.

يلوذ برداء هواية الكتابة لا احترافها.

متخلصاً ـ من خلالها ـ من سلطة النقد ومن سوأة الإدعاء وإذ لا يتيح للدارس حرية التعاطي معه دون دراسة كلية متأنية، تجنباً سوء الفهم لقصد المرامي المبتغاة،.

لأن قراءة العجيلي بشكل مجزوء على منوال: *ولا تقربوا الصلاة* تعطينا أحكاماً عكسية وتوقعنا في مطب الأحكام المبتورة، ولأن القراءة ولادة ثانية للنص.

كونها فعل تكوّن وكينونة وتصيّر جديد فإن الولادة ـ القراءة الجديدة للنص ـ تتمخض مسخاً أشوه للمبدع وللمبدَع، إذا لم تكن بمستوى النص للوصول لاستبطاناته الداخلية، من خلال قراءة كلية دؤوبة تضع النص خلال سياقه العام بعيداً عن القراءة العجلى والمجزوءة التي لا ينتج عنها سوى سوء فهم، يتحول الدارس أو الباحث ـ من خلالها ـ إلى فصّال قليل الحيلة والدربة.

يلبس الشخص لباساً غير مقاسه، إما ضيقاً قصيراً أو طويلاً فضفاضاً، ففي الحالة الأولى.

تكون دراسة النص دون مستواه الفكري عندما لا تصل إلى قراءة المبتغى بمستوى لائق.

فتعتبر قصوراً فكرياً، لا يسامح عليها منتج النص الجديد ـ عدا عن إساءتها للنص الأصل.

أما الحالة الأخرى ـ حالة إطلاق الأحكام الفضفاضة، فهي الأخرى لا تقل سوءاً عن سابقتها، لأنها حالة خبل فكري تلتطئ ـ لعجزها ـ بالأحكام السديمية التي لا يتولد عنها آراء صائبة، كونها تخفي ضحالتها الفكرية والنقدية في أحكامها اللا مسؤولة.

/ 109