سلام فی المشروع الصهیونی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سلام فی المشروع الصهیونی - نسخه متنی

زبیر سلطان قدوری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

زبير سلطان قدوري
الســــلام في المشروع الصهيوني
( مصر نموذجاً )
* دراســـــة *
[IMAGE: 0x08 graphic] من منشورات اتحاد الكتاب
العرب
دمشق - 2001
الباب الأول
المقدمة:
السلام غاية وهدف وحاجة إنسانية، تسعى كل
شعوب الأرض للوصول إليه، بغية تحقيق
الاستقرار والازدهار، والعيش بأمان في
محيطها الاجتماعي والجغرافي. إلا أن هذا
الهدف السامي بقي بعيد المنال، منذ عرف
الإنسان أول تشكيلاته الاجتماعية
الاستغلالية، والتي اتسمت بالعدوان
والبغي والاستغلال والطمع وغيرها،
واغتصاب ما يملك الآخرون من أرض وثروة
ووطن، وفرض الثقافة والدين
والأيديولوجيا، التي تؤمن بها مجموعة
بشرية على مجموعة بشرية أخرى، والسعي
لاستعباد الآخرين، وتسخيرهم وفقاً لرغبات
القوي وجشعه، واستهداف الرفاهية والسعادة
على حساب الشعوب أو الأفراد المضطهدين.
أنتج الطغيان والظلم والعدوان حروباً
ودماراً ومآسي واقتلاع شعوب من أراضيها
لصالح الغازي والمعتدي، وتعرضت البشرية
في القرن الماضي لحربين عالميتين راح
ضحيتها عشرات الملايين من الجنود والناس
الأبرياء، وذاقت الشعوب كافة مرارة ومآسي
الحربين وكوارثهما. واستعمرت أراض،
واغتصبت أخرى من أيدي أصحابها، وشردت شعوب
من بيوتها وموطنها؛ لتجوب العالم بحثاً عن
ملجأ أو مأوى بعيداً عن وطنها. وعقدت
اتفاقيات في الخفاء بين الدول العظمى،
استهدفت تقسيم الأمم والدول بين الغزاة،
فأنتجت هذه الاتفاقات مآسياً وآلاماً، لا
تزال كثير من الشعوب تعاني منها إلى يومنا
هذا.
وشكلت القوى الكبرى التي خاضت الحرب
العالمية الأولى بعد انتهاء الحرب عصبة
الأمم، وفي نهاية الحرب العالمية الثانية
منظمة الأمم المتحدة. لخلق مؤسسة دولية
قانونية، تسعى لإقامة سلام يعم الأرض،
وتمنع أسباب الحرب، وإطفاء نارها، قبل أن
تصبح سعيراً، تحرق الأرض والبشر.
إلا أن الحروب المدمرة استمرت بصور
مختلفة، تروع البشر، وينتج عنها الويلات
والدمار والفقر والمآسي. لتبرهن الدول
العظمى للعالم أن المنظمة الدولية
وقراراتها، هي غير ما حلمت به الشعوب،
فإنها لا تستطيع أن تقيم سلاماً، يخيم على
البشرية، ويبني لها مستقبلاً مزدهراً،
تنتفي فيه الأمراض والأوبئة والفقر
والجوع، وتعمل على تنمية بشرية عالمية،
توفر الحد الأدنى من ضرورات الحياة
للإنسان على المعمورة.
الغرب يزرع الكيان الصهيوني
أقدم الغرب الاستعماري في بداية القرن
العشرين على أبشع الجرائم الإنسانية عبر
مراحل التاريخ البشري الحديث، وتمت
الجريمة بحق الأمة العربية عامة والشعب
العربي الفلسطيني خاصة. حيث وضع مصالحه
الاستغلالية والاستعمارية فوق كل القيم
والمبادئ والشرائع والقوانين السماوية
والأرضية، وهو الذي يُمطر العالم يومياً
بكافة وسائل الإعلام والمحافل الدولية
بملايين الكلمات عن الديمقراطية وحقوق
الإنسان، ومحاربة الإرهاب، حين قام
باقتلاع شعب من أرضه عاش عليها آلاف
السنين، وإحلال أقوام غرباء عن الأرض، تم
جلبهم من شتى بقاع العالم، ليحلوا بدلاً
عنهم دون النظر لهذا الشعب العظيم، وما
قدم للإنسانية، أعظم الشرائع السماوية،
وخلف تراثاً تاريخياً خالداً، لا تزال
مكتبات العالم تزدهر به.
ومن المأساة إن الهدف من هذا الاقتلاع
الإجرامي؛ هو إنجاز المشروع الصهيوني
العنصري، الذي استندت مرتكزاته على أوهام
وخيالات دينية مؤسسة على عنصرية حاقدة،
فهي تعتبر أتباعها من أعلى الأجناس
البشرية، متذرعة بدعاية كاذبة صدقتها
عقولهم، وأقرتها قلوبهم؛ بأنهم شعب الله
المختار. فزوروا التاريخ، وغيروا حقائقه،
ونسجوا أساطير؛ لتنسجم مع أكاذيبهم،
ولتتفق مع تعاليمهم، ترضي صلفهم، وحقدهم
على كل شعوب الأرض، من خلال نظرتهم
الدونية لهم، وشعورهم بالاستعلاء والتميز
عن البشر جميعاً.
انسجمت تركيبة التكوين العقلي والنفسي من
استعلاء وغرور للصهيوني مع الغربي الأبيض،
الذي يرى في نفسه التفوق على بقية أبناء
البشر من أبناء المعمورة، ويشعر من حقه
اغتصاب ثروتهم، واستخدام أرضهم ليقيم
فيها ما يشاء، دون أي اعتبار لأصحابها، بل
عليهم الرضوخ والطاعة، وحتى وإن كانت
نهايتهم، فهو لا يهتم بهم، فمن حقه أن يفعل
ما يريد، حتى وإن اتخذهم فئراناً في
مختبراته.
ومنذ ما يزيد على مئة عام والأمة العربية

/ 134