معضلات التجزئة و التأخر و آفاق التکامل و التطور نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

معضلات التجزئة و التأخر و آفاق التکامل و التطور - نسخه متنی

خلف محمد الجراد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أمّا الدكتور عبد الباسط عبد المعطي،
فإنه يرى أن القضايا التي يدرسها علم
الاجتماع في البلدان العربية معظمها
قضايا جزئية، ومنها قضايا مرتبطة بمشكلات
اجتماعية غير سويّة من وجهة النظر
المجتمعية والضبط الاجتماعي مثل الجريمة
وانحراف الأحداث. أما الدراسات
السوسيولوجية الحقيقية التي تتناول قضايا
التجزئة والوحدة ومسألة التبعية، فهي
محدودة جداً، وغالباً ما تتناول القضايا
ذات الطابع السلبي أكثر من القضايا ذات
الطابع البنائي التي تسهم في عملية
التغيير والتخطيط في حين أنّنا بحاجة إلى
بحوث حول متطلبات وشروط إقامة مجتمع بنائي
أو إحداث تغيرات مُعيّنة في بُنية
اجتماعية عربية لها واقع وظروف ولها ثقافة
ولها خلفيّة(11).
ويعتقد الدكتور سعد الدين إبراهيم أنه لم
تظهر مساهمة علمية نظرية يُعتَدّ بها في
الوطن العربي.. وربما كان السبب (وفق رأيه)
يرجع إلى أن التطوير النظري لم يكن الهدف
الأوّل للمشتغلين بهذا الميدان، بينما
يزداد الاعتراف بإنتاج المفكرين العرب من
الخارج أكثر من داخل الوطن العربي نفسه،
خصوصاً أولئك الذي تتبنّاهم الدول
الأجنبية، فيعاد تسويق أفكارهم إلى
بلدانهم الأصليّة مثلما يتم تسويق
الملابس والسلع الأخرى(12).
ونحن لا نتفق في هذا السياق مع التقييم
السلبي لمجمل "الفكر الشرقي"، والذي يرى
أصحابه أنّ دراساتنا الاجتماعية ليست
مفيدة، لأنها عبارة عن نقل غير دقيق وغير
أمين للفكر الغربي وأنّه " وحتّى عندما
يُوّجه النقد إلى الفكر الأجنبي في الوسط
العلمي يُنقَل هذا النقد حرفياً، وهذا
أُسمّية التبعيّة في النقل والنقد، وهو ما
يخفي في الوقت نفسه الضعف المعرفي والضعف
الفكري للمشتغلين بعلم الاجتماع في
البلاد العربية"(13).
الواقع إن وضع الدراسات والبحوث
الاجتماعية عموماً ووضع علماء الاجتماع
العرب على وجه الخصوص، هو امتداد لوضع
الجامعة في الوطن العربي، التي لم ترتبط
بعد مع المجتمع ارتباطاً عضوياً في نطاق
التغيّرات الكميّة والكيفية. وذلك في جميع
التخصّصات الإنسانية والعلمية، ما عدا
التخصّصات المهنيّة كالطب والهندسة
والمحاماة. بينما نجد أنّ ما يقوم به علماء
الاجتماع والأنثربولوجيا في جامعات
العالم الصناعي يختلف كثيراً عمّا يجري في
مجتمعنا. فمثلاً في جامعات الغرب يقوم
علماء الاجتماع بإجراء البحوث والدراسات
حول قضايا مجتمعيّة كثيرة في مجال العمل
والبطالة والجريمة والأمن الصناعي وتلوث
البيئة وتعاطي المخدّرات.. الخ بتمويل من
الحكومة أو المؤسّسات المدنيّة أو
البلديات، وتُسند تلك الأبحاث والدراسات
إلى عدد من ذوي الاختصاص، ثم تجري مناقشة
النتائج في أوساط علمية لتفسير وتحليل
أبرز مظاهر المشكلة والحلول المُقترحة،
وبعد ذلك تُطرح علنياً وعلى نطاق جماهيري
واسع، وبذلك يجري ربطٌ عمليّ بين الجامعة
ومراكز البحث العلمي والمشكلات التي يبحث
المجتمع عن حلول فعّالة لها. والأمر نفسه
يحصل في مجالات أخرى كالصناعة والزراعة
والتعليم وقضايا الأسرة والمعوقين وكبار
السن.. الخ.
أمّا بالنسبة إلى الوضع في الوطن العربي،
فإنّ الدراسات الاجتماعيّة ما تزال أسيرة
الصراعات والمجادلات الأيديولوجية "فحين
نتكلم عن قضيّة اجتماعية مُعينة يجري
تصنيف الآراء والأفكار المطروحة بأنها
يمينّية أو يساريّة أو مع الإسلام أو ضدّ
الإسلام.."(14).
وبرغم إيماننا بأنّ الأيديولوجيا تُعَدّ
من أهم معوقات تحقيق الموضوعية في العلوم
الاجتماعية، إلا أننا نرى بالمقابل أنّ
محاولات تجنّب الأيديولوجيا من الصعوبة
بحيث تكاد أن تصل إلى طريق مسدود.
فالأيديولوجيا هي أحد المتغيّرات الهامّة
(شئنا ذلك أم لم نشأ) في النظرية الاجتماعية
ومن العسير تجنّبها في دراسات علم
الاجتماع والأنساق المعرفية المتفرّعة
عنه، بدءاً باختيار الموضوع وانتهاء
بمحاولات المناقشة والتفسير، وذلك لتمحور
الدراسات والبحوث الاجتماعية حول الإنسان
وقضاياه المجتمعيّة المختلفة، وهي قضايا
تتّسم أيضاً بالنسبية، وترتبط بالقائم
بالدراسة وهو الإنسان أيضاً، الذي تتباين
رؤيته للأمور وتختلف أيديولوجيته
ومعتقداته ومن ثم أحكامه. فالإنسان الباحث
يظلّ أسير انتماءاته الاجتماعية والطبقية
والقومية والسياسية والدينية والثقافية،
وتظلّ محاولات تحرّره أملاً يراود هؤلاء
الذين يرون أنّ تحقيق الموضوعية في علم
الاجتماع رهنٌ بهذا التحرّر النسبي. ومن
المحقّق أن بعض علماء الاجتماع الغربيّين
مّمن ينتمون إلى جناح التوازن في علم
الاجتماع قد اعترفوا بالدور الذي لعبته
وما زالت تلعبه الأيديولوجية في علم

/ 70