نحن و الآخر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نحن و الآخر - نسخه متنی

محمد راتب الحلاق

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تنافساً، أو صراعاً، أو تكاملاً.. لكنه كان
يضمر نوعاً من الاختلاف، ويحتفظ بشيء من
التمايز. وإن كانت الحضارة القوية قد
حاولت أن ترفض الاعتراف بهذا الاختلاف
للحضارات الضعيفة وحاولت بالتالي أن تغرض
عليها التماثل المطلق، والتماهي بها،
كأساس لابد منه لتحقيق حلم الحضارة
القوية، بما يجلب لأصحابها الشعور بالأمن
وبالنشوة. ولم يكن هذا بالأمر السهل،
أوالهين، أو الممكن، نتيجة المقاومة التي
أبدتها- وكان لابد من أن تبديها - الحضارات
المغلوية أو الضعيفة. وعلى هذا فإن ما
نشهده اليوم، ليس بدعاً، وإنما الجديد
فيه:

جبروت وسائل الاتصال، التي جعلت كل
إنسان، أينما كان، في المدينة.. في القرية..
في البادية.. في الغابة معنياً به،
ومتأثراً به، بعد أن كان الحوار في الماضي
لايتعدى ساحة المعركة، الثغور، والمدن
الكبيرة. وقد سبب هذا الشمول في التأثير
كثيراً من الإرباك للشعوب، وأدى إلى ظهور
تيارات متباينة، يقترح كل منها اسلوباً
للتعامل مع هذا الغزو الحضاري، - إن صحت
التسمية- وتراوحت هذه الأساليب بين
الانكفاء على الذات، والتقوقع على ما
أنجزه الأسلاف والاكتفاء به، وبين
الالتحاق بالآخر دون قيد أو شرط. وإن كنت
أزعم بأن الموقف الصحي والصحيح، هو موقف
التفاعل من موقع التميّز والاختلاف
والاستقلال، لامن موقع الالتحاق
والتماهي. وفي هذا التفاعل يجب أن يتم
التمييز بين ما هو مشترك وعام" إنساني"،
وبين الخصوصيات الثقافية والحضارية. في
الحالة الأولى لا تتغير الحقائق
والقوانين بتغير المعتقدات، وتبدل القيم
والتراث، وتغير الأبطال والقادة
القوميين، أما في الحالة الثانية فقد تكون
المتغيرات محدودة الحجم، إلا إنها- مع ذلك .
تمتلك مفاعيل خاصة متميزة، قادرة على
تمييز حضارة من أخرى، وشعب من آخر، كما
تميز بصمة اليد فرداً عن آخر."2"
وإذا كنت سأتناول قضية الشرق والغرب في
مرحلة ما سمي بعصر النهضة العربية، فإنني
أزعم أن هذه القضية لاتخرج عن الإطار
العام للحوار الحضاري، بين الغرب- كحضارة
غربية مهيمنة-، وبين الشرق- كحضارة عربية
إسلامية محاصرة، إن لم أقل مهزومة، لكنها
ما زالت تمارس مقاومة مذهلة-" فأوربا
والإسلام حضارتان تاريخيتان حيتان، لهما
منحى شمولي، تعرضتا لانكسارات وتحولات،
لهما مركز وأطراف، تلك هي الصفات التي
ترسم أوجه الشبه بين المصائر، وتبرز الجهد
المبذول في عملية المقارنة"."3"
حمص ايلول 1996
محمد راتب الحلاق
الهوامش :

1- الزهراوي، عبد الحميد:

" تربيتنا
السياسية-6-"، جريدة الحضارة، السنة2،
العدد 58، 18مايس " أيار" 1911.
2- انظر:

ثناء فؤاد عبد الله:

" إشكالية
التفاعل والحوار الحضاري بين العرب
والحضارة الغربية في إطار متغيرات العالم
الجديد"، مجلة المستقبل العربي، العدد 167،
ك2 1993، ص 37-60
3- جعيّط، د. هشام:

أوربا و الإسلام، ترجمة
د. طلال عتريسي، دار الحقيقة، بيروت،1980،
ط1، ص7.

البــــــاب الأول
الشرق والغرب
في عصر النهضة العربية
الشرق/ الغرب
" محاولة في ضبط المصطلح"
ربما كانت ثنائية" الشرق/ الغرب"، من أكثر
العبارات تداولاً في الخطاب العربي
الحديث والمعاصر، وإن نابت عنها ثنائيات
أخرى مثل:

الأصالة/ المعاصرة، نحن/ الآخر،
الداخل/ الخارج.... إلى ما هنالك من ثنائيات
تكاد تكون متكافئة الدلالات.
والشرق اسم أطلقه الأوربيون الكاثوليك،
على البلاد التي كانت خاضعة للأمبراطورية
البيزنطية، منذ أن انقسمت الأمبراطورية
الرومانية إلى شطريها المعروفين. ومن ثم
أطلقه الأوربيون على بلاد الإسلام فيما
بعد. وكان مدلول هذا المصطلح يضيق، فلا
يشمل إلا سورية ومصر وبلاد الرافدين،
ويتسع ليشمل بالإضافة إلى ما سبق الجزيرة
العربية، وفارس، وتركيا، ثم امتد في مراحل
لاحقة، ليشمل الهند والصين واليابان، وما
إليها من بلدان آسيا.
إلا أن المقصود بالشرق غالباً:

" الشرق
الأصلي " التقليدي" القديم، الذي كان الجار
والمنافس لأوربا اليونانية والرومانية،
ثم لأوربا المسيحية، منذ أن قامت جيوش أحد
كبار الأكاسرة الفرس باحتلال اليونان،
إلى أيام انسحاب مؤخرة جيوش العثمانيين"(1).
ونظراً لاتساع الرقعة، وتنوع الحضارات
والثقافات، قسم هذا الشرق إلى مشارق،
شاعت أسماؤها، لاسيما بعد الاكتشافات
الجغرافية:

" فتعبير الشرق الأدنى، الذي بدأ استعماله
أواخر القرن الماضي، كان يعني المناطق

/ 39