بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
يبني حياته الاجتماعية على أساس من العدل والمساواة.أما مايراه الدكتور علي الراعي من أن المسرحية (متأثرة تأثراً حرفياً بالكاتب صموئيل بيكيت).(المسرح في الوطن العربي ص 209) فلعل هذا الحكم السريع لم يعتمد على قراءة ولو سريعة، للمسرحية، لأن (زيداً) الذي يبحث عنه(عبده)، والذي يمثل (جودو) في مسرحية بيكيت (في انتظار جودو) ليس أكثر من رمز يمرّ سريعاً في فضاء المسرحية، دون أن يخلّف أثراً، لأنه ليس (الإله) المنتظر كما هو في مسرحية بيكيت، وليس (المهدي) الذي سيطهّر الأرض من الفساد والظلم والجور، وإنما هو رمز مزدوج الدلالة، يحوي الخير ويحوي الشر معاً.وقد قال الرجال والنساء عنه: "إنه يطير فوق البحر، ويوجد في أكثر من مكان في نفس الوقت.إنه أكبر سارق، زيد ثعلب، زيد عقرب".والجذر(الثيمة) الأساسي في المسرحية هو تصوير(الظلم) والقمع، في مجتمع طبقي لاينال فيه الفقراء شيئاً رغم أنهم يعملون ليل نهار، وينال فيه الأغنياء كل شيء رغم أنهم لايعرقون ولايتعبون.2-زوّار الليل (1971): يتحدّث الأصدقاء عن (هند) التي أحبت، فتخلّى عنها حبيبها، وافتضح أمرها، فقتلها أهلها، وفي بطنها جنينها، أما حبيبها الغادر فقد تزوج غيرها.ويدخل (العجوز) على (أحمد) فيكشف له عن سوء فعلته التي ظن أن لا أحد يعلم بها.كيف افترس هنداً، ثم تخلّى عنها، ليذبحها ذووها، دون أن تبوح باسم المجرم، أو يتجرأ هو على الاعتراف بفعلته.ثم يتسلل شبح هند فيعاتب أحمد: "لم يعد لي أحد سواك ياحبيبي.كل الأحياء يلعنوني حتى أمي.طفلنا في الجنة، ودمائي كالعصافير، أضمّها فتطير نحوك" ثم تدعوه إلى مشاهدة طفله الذي يجري في الحقول.ولكنه يجبن عن اللحاق بها.وعندما تدخل زوجته (سعاد) يعترف لها بحبه القديم لغيرها، فتعترف له هي أيضاً بحبها القديم لغيره.ويطلب منها أن تدعه وتذهب إلى حبيبها الأول، لأنه هو نفسه سيلحق بحبيبته في العالم الآخر.ولكن : هل موت أحمد يحلّ مشكلة تأنيب الضمير؟. إن الخناجر التي مزقت قلب حبيبته تمزق ضميره الآن.ولذلك لم يجد أمامه من حل سوى اللحاق بحبيبته، بعد أن جرّب الخمرة والزواج فلم يفلحا في تخليصه من عذاب الضمير، ووجد في الموت التطهير الذي ابتغاه، والخلاص الذي توخّاه.إن(الظلم) هو الجذر (الثيمة) الأساسي في المسرحية: ظلم المجتمع لهند، وظلم حبيبها لها، وظلمه لزوجته سعاد، وظلم سعاد له ، وظلم هند لجنينها.... والواقع أن هذا الحل (المثالي) ليس مناسباً لقضية اجتماعية ماتزال موجودة في أريافنا ومجتمعاتنا.ولكنه يظل عقاباً وتكفيراً عن ذنب اقترفه صاحبه، واعترافاً بأن الضمير لم يمت عند بعضهم بعد.3- الفلسطينيات (1971): (مسعود) حارس برج المنار في الميناء يحذّر العرب من مراكب الغزاة التي ملأت وجه البحر: فوقها ناس يفوح الحقد منهم مثل أفواج الجراد مالهم لون موحّد إنهم أعجوبة التهجين والجنس المولّد أمرهم أضحى خطيراً ياجماعة.فيجتمع الناس، ويتداولون في أمر ردّ العدوان، ومواجهة مراكب الأعداء المدججة بالسلاح، بعد أن تدرّبت على يد الانكليز المستعمرين.ويتفقون على أن (الثورة ضد الغزاة).يجب أن تعم أرجاء البلاد.ولكنهم يختلفون بعد ذلك: فحمّاد، التاجر الذي يخشى أن يخّف المال أو تذوي المرابح لايؤيد الحرب، ويرى أن يحلّ الأمر بالتفاهم مع الانكليز واليهود.ولكن صيحات الجهاد تغطي على كل صوت: واشترى أزواجنا بالقمح حبّات (الفشك) وانتصبنا ندفع الغازي عن الأرض الطهورة ناضل الآباء والأبناء في كل البلاد وانتصبنا صامدين وتنمو ظلال الموت في أرض الشوارع، وتهزّ الدور أصوات القنابل.ومئات من شباب العرب يحمون الشوارع، بالأكف البيض والقلب الجسور. ما بأيديهم سلاح.وتتهاوى البيوت، ويفقد الرجال، وتنتظر النساء عودة الأزواج والأبناء دون جدوى.ويعودون بأحمد مضرّجاً بدمائه. وقد اخترقت رصاصة جبينه. لم يكن يحمل إلا موسه، شأن غيره.ويتساقط الرجال ضحايا العدوان في كل مكان: في حيفا، وفي يافا، وفي عكا، والقسطل..إلخ.وتغدو زوجاتهم أرامل . ومع ذلك يقسم الجميع منشدين: لن يمرّوا، أرضنا قبر الغزاة لم نهب.كنا نقاتل