بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
مسرحيته (زوّار الليل) يصوّ(الظلم) الذي أوقعه فتى بفتاة عندما أغراها بمعسول الكلام حتى استكانت له، فافترسها، ثم هرب عنها، تاركاً إياها تواجه وحدها مصيرها الفاجع.وفي مسرحيته (الفلسطينيات) و(الغرباء) يصوّر(الظلم) الذي وقع على السكان العرب.وفي (السجين 95) يصوّر الصراع على السلطة بين المسؤولين، والظلم الواقع على المواطنين.وفي مسرحيته(رضا قيصر) و(تحوّلات عازف الناي) يصوّر علاقة الفنان بالسلطة، و(ظلم)هذه السلطة له، من أجل أن يظل يسبّح بحمدها صباح مساء.وفي مسرحيته (الأقنعة) يصوّر (الظلم) الذي يقع على كاهل جندي عاد من الحرب فوجد الفساد قد عمّ مجتمعه، ووصل إلى زوجته وبيته.وقد آثر عرسان في مسرحه البناء التقليدي للمسرحية، رغم أن تجارب التجديد والتجريب المسرحي كانت على أشدها في الستينات، فكتب المسرحية الواقعية، وطعمّها بشيء غير قليل من الشعر الذي يستدعيه السياق النفسي والشعوري.كما لجأ-أحياناً- إلى الرمز الشفاف، لا المعتم، والذي يرتفع بالحدث اليومي إلى مستوى أرقى، ويمنح المسرحية أبعاداً جمالية ومعرفية أكثر.وسنحلل هذه المسرحيات لنصل إلى جذورها (ثيماتها) العميقة.1- الشيخ والطريق (1971) وهي المسرحية الأولى للكاتب.وفيها يقترب من جوهر قضية الصراع الطبقي بين مَنْ يعملون ولا يملكون شيئا،ً ومَنْ لايعملون ويملكون كل شيء.وتبدأ المسرحية بـ(جاسر) الذي يبحث عن عمل، و(عبده) الذي يبحث عن زيد، و(الشيخ) الذي يبحث عن حظه بعد أن قضى ستين سنة وهو يقطع الحجارة، ليبني البيوت، ويحرث الأرض، ولايأكل غير الخبز والبصل.ومع ذلك فإنه لم يستطع بناء بيت له ، لأنه كلما بنى جداراً سرق(المحظوظون) الذين لايعملون شيئاً حجارته.ومايزال ابناه يكسران الحجارة: الصخر يقاوم ، ولكنه يتفتّت أمام العزم وتكسيره يصبح سهل الاحتمال أمام بكاء طفل على رغيف.أما(جاسر) فيلتقي بأحد (المحظوظين)، ويعرض عليه حالته: إنه من الجنوب، حيث يزرعون الحبوب.ولكن الفئران أكلت الغلال، ولم تستطع السموم الفتك بها، لأن السموم مغشوشة، أو لأنها صنعت خصيصاً من أجل تقوية الفئران.وعندما يطلب منه عملاً ينادي(المحظوظ) على الشرطى ليلقي القبض على جاسر بتهمة التأمر على سلامة الأمن وحياة(الأمير) الذي ينطلق إلى (السيدّة) القوّادة التي تقّدم (للسادة) مالذ وطاب من الفتيات.ويحكم على (جاسر) بالضرب بالسياط بعد أن يُربط على جذع شجرة.ولكن(عبده) يفكّ قيوده، بعد أن يستولي على سلاح الشرطي الذي وقف يتذلل له: - عد إلى الشجرة أرجوك.يجب أن أنفذ الأوامر. لاتقطع رزق عيالي. -أنت مسكين أيها الشرطي. أنت تقتل فجر شعب كي تنفذ الأوامر.وقد وصل (عبده) و(جاسر) إلى اليقين، وآمنا بأن الأغنياء يعيشون على حساب الفقراء، بما يستغلونه من تعبهم، وعرفا عدوهما الطبقي: (الأمير) صاحب الأراضي والقصور، و(زيد) الذي يتلوّن في كل لحظة، و(الشيخ) المتخاذل الذي يعرف، ولكنه لم يتجاوز المعرفة إلى (الفعل) المغيّر كما فعل عبده وجاسر.ويحاول جاسر أن يضم إليه أفراد الشعب المشتت المقهور، ليصنع بهم قوة تطيح بـ (الأمراء)، بعد أن تبيّن له أن طريق التمرد الفردي غير مجدٍ، وأن الطريق الصحيح هو طريق الثورة الجماعية واتحاد جميع المقهورين والفقراء.ورغم أن هذه المسرحية هي المسرحية الأولى للكاتب، فإنها لم تغلّب الجانب الفكري على الجانب الحركي، كما هي العادة في النتاج الأول للكاتب المسرحي.وكانت إمكانية تمثيلها على خشبة المسرح كبيرة.ولم يكن حوارها نثرياً في جميع المشاهد، فقد تخللته لمحات شعرية،وظّف الكاتب فيها الشعر الحر الذي منحه سهولة في التعبير، وارتفاعاً عن المباشرة: سارة: -لا .لا تذهب. انظر . انظر. عبده:-إني أنظر. أنظر ماذا؟. الأول:-حدّق أكثر. عبده:-إني أبصر ماقد يخفى.لكن زيد. الجميع: - حدّق أكثر فعسى يظهر(ص64-5) ولم تكن الشخصيات (أبطالاً) بالمعنى المعروف، وإنما هي (نماذج) مثّلت الطبقتين المتناحرتين: الأغنياء والسلطة القاهرة(الأمير، والشرطي)، في مقابل الضعفاء والفقراء(جاسر، عبده، الشيخ).والمسرحية باكورة التبشير بالتزام قضايا الجماهير، وتصوير لعذابات الشعب الذي خرج لتوّه من أتون أحزان حزيران، فرغب في أن