بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
بالمعاول بالحجارة بالسكاكين العتيقة، بالمناجل لم نهب، كنا نقاتل.وتقبل سبعة جيوش عربية لمسائدة المجاهدين.ولكنها تطلب من الأهالي إخلاء الديار فتصرخ النساء: لن نغادر الضابط: جاء أمر القائد الأعلى بأن تُخلى المنازل.فاطمة: لن أغادر مات زوجي كي يغوص الجذر في أرض الوطن كي يضوع الزهر في أرض الحدائق كي ينام الطير في حضن الصغار قاتل الغازي لكي تبقى الديار لالكي تخلى الديار الضابط: هو إخلاء مؤقت.وسلام للصغار لاتخافوا.ورغم تشبّت الرجال بالأرض، والنساء بالبيوت، فإنهم يرغمون على الرحيل، وتنتصب خيام اللاجئين، وتقعي العجائز أمامها على الحجارة ، ينظرن إلى المدى البعيد، وينتظرن العودة، ويدفع الفقراء الثمن الباهظ.فقد سلبت منهم أراضيهم، وبيوتهم، وكانوا وقود نيران المعارك. أما من بقي منهم فقد أصبح لاجئاً مشرداً.بخلاف الأغنياء (حمّاد وأمثاله) من التجار والسماسرة،فقد وجدوا في كل عهد مايزيد في أرباحهم وينمّي ممتلكاتهم.وتردد النساء: باعنا التجار للتجار، ضعنا واشترونا، ثم باعتنا المناصب وتعوي الإذاعات، ويخطب الحكام العرب من وراء طاولاتهم.وتتراجع الجيوش السبعة بأمر من "قياداتها".ولكن المجاهدين لايتراجعون، فدرب الثورة واضح كالصبح: سلمى: استمرّوا في ثغاء كالبهائم استمروا في التلاحي والشتائم راحت اللّد فرحنا للمحافل واشتكينا راحت القدس فعدنا للمحافل أوبكينا ماالذي نفعل لو راحت دمشق الشام أو عمان أو بيروت هل ترى نبكي ونمشي للمحافل؟.. وقد جعل الكاتب موضوعه الرئيسي هو وصف اللاجئين في خيام التشرّد والذّل، وجعل سبب النزوح أوامر قيادات الجيوش العربية، في حين أن الرعب والخوف قد أطار بلبّ الكثيرين الذين آمنوا بالمفهوم الخاطئ (الأرض ولا العرض)، وأن الإقطاعيين هم الذين باعوا أراضيهم أو تخلّوا عنها، بينما لم يكن الفقراء يملكون سوى قوة عملهم.بالإضافة إلى أنه لم يكن هنالك ، حتى اليوم فرز طبقي بين الطبقات الاجتماعية العربية، فإقطاعيو الريف هم بورجوازيو المدن وتجّارها.وليس صحيحاً أنه لم تكن للتاجر (حمّاد) فعالية، فقد يكون هذا صحيحاً بالنسبة لنشاطه الوطني المفقود، ولكنه ليس كذلك بالنسبة لنشاطه التجاري المحموم الذي لم يفتر فيه عن استغلال الفقراء، وتكديس الثروة.وقد اختار الكاتب لغة الشعر تقنية فنية.ولكن الناقد المسرحي رياض عصمت يرىأن هذا الاختيار سببه انعدام الرؤية الفنية..فالمسرحية فكرية،ومعالجتها غير شاعرية، وكثير من مواقفها يحتاج إلى لغة النثر المبسّطة، إذ أن الشعر هنا لايصبح أمراً زائداً فحسب، وإنما أمراً مغيظاً، فالمسرح الشاعري شاعري في المعالجة والموقف والشكل، وليس ضرورياً أن يكون ذا صياغة شعرية(رياض عصمت- ضوء المتابعة ص 55).وإننا لنتساءل: ولماذا لايكون الشعر وسيلة التعبير في قضية مسّت شغاف قلوب ملايين العرب في أوطانهم جميعاً.؟ ونرى أن بإمكان الشعر أن يرفع هذه القضية إلى مستوى أدبي رفيع، ويجعلها تستأثر بجماع القلوب.صحيح أن الشعر قد يبطئ الإيقاع المسرحي .ولكن الكاتب هنا لم ينظم مسرحيته شعراً تقليدياً يرغمه على اتباع وزن عروضي وقافية موحدة.ولكنه لجأ إلى توظيف الشعر الحر الذي يمنح الشاعر حرية تعبيرية وتصويرية أكبر، حيث لايرغمه علىالتزام وزن بعينه، أو قافية واحدة.وبالطبع فإن الجذر(الثيمة) الأساسي في هذه المسرحية هو أيضاً (الظلم) الذي مارسه اليهود والانكليز والقيادات العربية على الفلسطينيين.4-الغرباء(1974): تروي هذه المسرحية المأساة الفلسطينية، فتنقلها رمزياً إلى حي من أحياء "قرية" عربية، يختصم أهلها حول(جماعة الغرباء أو جماعة أبي داود) الذين جاءووهم : أيستضيفونهم كما كان أجدادنا العرب يستضيفون الغريب؟ أم أن مجيئهم هو لعبة مشبوهة ستكون مصدراً لكوارث عديدة؟.ويتداول أهل القرية في الأمر، فيختلفون فيه: فبعضهم يرى أن يحسنوا ضيافتهم،وآخرون يرون أن يطردوهم .وبينما هم في خلافهم هذا تدخل جماعة الغرباء الساحة، وهي تحمل أمتعتها على ظهورها، وتطلب مقابلة