بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
العظيمة، ويجعل الأرقاء وبنات الهوى ينشرون الرذيلة في أرجاء المدينة.وهذا ما سيقضي على فضيلة الشجاعة والنبل في الشباب الروماني، وسيؤدي إلى أن تخسر روما مكانتها في العالم، بل وحتى أمن أسوارها، لأنها لن تجد في الجيل رجولة تدفعه إلى حمايتها والدفاع عنها.فينحني بلاوتوس أمام عاصفة غضب قيصر، ويستعطفه، فيرد قيصر: أليس في روما حياة وعمران وبشر؟ أليس لهم مشاكل تطرح نفسها عليك.؟ بلاوتوس: بلى، ولكن مشاكلهم متعلّقة بك. فإذا تعرضت لك. قيصر : إذا كان لديك شيء يُقال عني فقله.بلاوتوس: ماذا أذكر ياسيدي غير مايسليكم، ويسلّي عنكم الجائعين ويلهيهم.هل أصوّر أولئك العبيد المساكين في حلبة المسرح يذبح أحدهم الآخر بين ضحك النبلاء وضجيجهم.؟ أم أصوّر الوحوش التي تفتح لها الأقفاص على البشر؟ أم تلك العربات التي تطارد الإنسان فيقتله راكبوها برماحهم.هذه هي المتع التي تريدونها على المسرح ياسيدي.ولايليق أن أعرض على مسامعكم مايجري في سوق العبيد أو سوق الخضار أو الإدارات العامة.إنني أقدّم الشيء الذي يمتعكم. أنتم الذين.... قيصر: نحن. نحن نريد المتعة ونقصدها.اصنع لنا متعة أجمل مما نحن فيه لنقصدك وننصرف عن كل مايجري في حلبات السباق (ص34-5).وحين يأمر قيصر بإغلاق المسرح يرتمي بلاوتوس على قدميه باكياً، وطالباً منه فرصة ليثبت فيها إخلاصه، غير عابئ بأن يخسر جمهوره.وينصح الممثلين بأن يقوموا بأدوارهم خير قيام، وألا يرتجلوا أية كلمة، أو يغيّروا، وألا يهتموّا بتصفيق الجمهور، بل برضا قيصر.فيقدم مسرحية تتحدّث عن شرف الرومان وانتصاراتهم في العالم، وعن كرمهم، حيث يحرّر النبيل (فلافيوس) جميع عبيده.وعندما يطالبه(ماركوس) بدين له عليه، يعجز عن السداد، لأنه كان قد أطلق جميع عبيده أحراراً .وطبقاً لقانون روما فإنه يحقّ للدائن أن يضع الأغلال في قدمي المدين الذي يعجز عن سداد دينه، ويبيعه كعبد في السوق، إذا لم يجد مَنْ يفتديه.ولم يجد (فلافيوس) من يفتديه، رغم أنه كان قد ضحّى من أجل الجميع، وقدّم سيفه ويده لروما، وأطلق عبيده أحراراً، وأنقذ حياة الكثيرين من الموت.ولكن لم يتقدم أحد لافتدائه، حتى زملاؤه أعضاء مجلس الشيوخ تخلّوا عنه، فحقّ لدائنه أن يقوده إلى الذبح.وهنا يبدو الغضب على وجه قيصر الذي كان يرقب المشهد، فتتدخل باكخيس والطفيلي لإنقاذ الموقف، ويمثّلان مشهداً جنسياً.ولكن بلاوتوس يطردهما، ويتوجه إلى قيصر بتوسلاته: سيدي ومولاي قيصر.إنني أركع عند قدمي مقصورتك، طالباً الصفح عن هذا الخطأ الذي سببّه دخول هذين العبدين الأحمقين.إن هذا ليس من تدبيري ياسيدي. وليس جزءاً من المسرحية. قيصر : انهض ياسيد بلاوتوس.لا توسخ عتبتي بجبينك القذر، ولاتذرف دموع التماسيح هنا حتى لا تضطر الخدم إلى تطهير المكان.لن أدع أنفاسك تتردّد في شوارع روما وتلامس الآذان المرهفة والعقول النظيفة، وتعّمق جرح الحياء لدى عذارى روما وجرح الفضيلة الروماني، وتعرّض بي وبروما... كيف تجعل روما تخذل نبيلاً من نبلائها قام بعمل إنساني في مناسبة قومية؟ ويصدر قيصر أمره بنفي الكاتب بلاوتوس إلى مقالع الحجارة، مع مجرمي روما وعبيدها، في الأشغال الشاقة المؤبدة.وبعد تعذيب دامٍ في مقلع الحجارة، يكتب بلاوتوس التماساً إلى قيصر، يستعطفه فيه ويستجديه العفو، ويسلّم الالتماس إلى النبيلين(باكخيس والطفيلي) اللذين زاراه في عذابه، قائلاً لهما: "إنني ألتمس منكما، راكعاً على ركبتي، أن تتكرما بإيصال ملتمسي هذا إلى سيدي ومولاي قيصر، وتخبراه بأنني أضع نفسي وقلمي في خدمة مجده العظيم، وشمسه التي لاتغرب(ص111).ويقبل قيصر شفاعة باكخيس، التي اتخذها محظيته، في بلاوتوس (يبدو أننا على أعتاب مرحلة جديدة يقتات فيها الإنسان الخضوع، ويأتمر بأمر بنات الهوى).فيأمر بإحضاره. ويوّدع بلاوتوس رفاق المقلع المغضوب عليهم، والذين يرجونه أن يتوسط لهم لدى قيصر كي يفرج عنهم: اندريا : بما أنك نلت رضا قيصر، وأنت من أصحاب الفكر.. خاطب لنا عقل قيصر، ليفرج عنا. كفانا ما عانينا من ألم نحن الأرقاء والأشقياء هنا.بلاوتوس: لا ياعزيزي أرجوك لاتقربني من هذه الساحة. إنني .. إنني ظل بسيط لشمس عقل قيصر.(121).وحين يصل إلى قاعة العرش، يركع على قدمي قيصر، ويقبلهما، وهو ينشج بالبكاء: قيصر : حسناً يابلاوتوس.انهض لقد منحتك رضاي على شرط. بلاوتوس: إنني مُلك مولاي.