اضطرام الهویس نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اضطرام الهویس - نسخه متنی

سامی حمزة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ماذا.. أيضيع الحلم هنا؟! تَدَلَّه لها. سامها العذاب. لاطفها. أهانها. دون طائل، وبدأت حمى الرغبة ترضخ للواقع، ثم ثارت الأحلام براكينَ تقذف الرغبة والإصرار، ثم ما تلبث أن تسكن سكون العاصفة التي تعصف بكل شيءٍ فتخرب وتدمر ثم تنتهي إلى وحشةٍ وفراغ، ولا يعود لها اسمها!! جوّعها. ربطها إلى عربة حمولة وجالَ بها البراري والقرى، ثم حاول امتطاء صهوتها فأخفق.

لست فارساً.

بل هي ليست أصيلة. حاول كثيراً وطويلاً، ولم يتمكن حرير أن يكون فارسها بعد تلك المرة. يئس فباعها واشترى كديشة وعمل حيث حلَّ جوّالاً يغرق في صمته وحزنه، فصار بنظر أصحاب البهائم؛ الدرويش الذي لا يبغي سوى لقمة العيش، فيزداد إصراراً على الصمت، ودموعه تنسكب في داخله طويلاً. إلا أن قدوم جوريّة بعد حين وخلفها فلوان "فرس وحصان" في جبين كلٍّ منهما غرة بيضاء، حركت قرارته فأدرك أنه قد خسر نهائياً وصار محالاً عليه الاستمرار، وجوريّة أمامه تستجر إليه خيال صبحة كلَّ دقيقةٍ، فقرر إنهاء عذاباته. وعندما قاربت الشمسُ الغروب، وبات قريباً موعد عودة القطيع، اقترب من جوريّة ووقف أمامها وقال:

سامحيني. رغبتي الأخيرة أن أسمي الفلوين، فهي صبحة وهو حرير. ثم اختنق بعبرة بكاءٍ جاشت في صدره، واستعصت على مآقيه، فدفع القطيع شمالاً نحو القرية، وأدار كديشته نحو الجنوب، ومضى شبحاً يغرق في الغسق مختفياً بظلمة أول الليل. " فـي الـروح.. يــسكن الـجــسد"

كان يفكر بالتناقض الحاد، بين زحام الشارع على بعد خمسين متراً، وهدوء صالة العرض الخالية إلا من أشخاصٍ لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة. هناك لهفة وإلحاح على بضائع وحاجات، وهنا تصلب لوحاته طوال الوقت تمر بها عيون عجلى، ثم تتابع ضياعها في خضم الزحام.

لابأس. تمتم، وأخذ نفساً عميقاً من لفافته، ثم نفث الدخان متنهداً، وقد سَلَّم باندحار فنه أمام طغيان الاستهلاك، فليس سهلاً إقناع الناس بما لا يمس حياتهم مباشرة، هذا شأن الإنسان. إنه لا ينسى ما يملأ به جوفه، وما يبرقع به هيكله، ليبدو في النهاية مهرجاً في سيرك رخيص!.. بينما ينسى دهاليز روحه معتمة دون إنارة. هست اللفافة وهي تكوي إصبعيه، وقد شرد فانتفض ووقف أمام أحدث لوحاته، يرى فيها اختناق نبض قلبه وقلق روحه، هاهي ذي أرجل بلا أصابع، بعضها بمخالب، وأخرى بحوافر، تعلوها قامات ممسوخة عمَّها التشويه، واندلقت أعصابها حبالاً تشنق الأفئدة. ثمة إحباط وقتامة في الدرب المنحدر إلى الهاوية، وحناجر طيور تكاد تنشق صارخة:

"هذا درب الخلاص فاطرقوه". بيد أن الجماجم بلا آذان!.

- أحسَّ بأنفاسٍ تلفح رقبته، استدار فكانت تنتظر في أعماق عينيه وتُطل منهما إلى سدرة روحه، جمدا في مكانيهما؛ بل تحرك كل ما فيهما، واستأنفا بعينيهما حديثاً كأنهما كانا قد بدأاه من سنين!.

أين كنتِ طوال سنواتي العجاف؟. أيتها الخرافة الحلم!. انتظرتك كامنة في ذاتي دهراً، ما لقيتك أو وجدت دليلاً نحوك.

أيها الرجل الفار مني أبداً، لن تهرب مني اللحظة ولا بعدها، انظر ما فعلته بي الشتاءات القارسة؛ وأنا أحلم بساعة قدومك تذيب ثلج العمر.

إنني أصارع ذاتي كي لا أقضم شفتيك هاتين اللتين لا أدري لِمَ لمْ أستطع رسمهما، رغم أنهما في خيالي! لقد أَثْبتِ لي عجزي في التكوين ومزج الألوان.

أَحِسُّ بدمائي غزيرة في كياني، يا أنت الذي حلمت به يأتيني بالأغاني المفعمة حِسَّاً ليرقص على أنغامها دمي في شراييني، فهلا شدوت؟

أيتها الفرحة القادمة من نهايات الآفاق، أُحِسُّكِ هنا في صدري، تداعبين أوتاري، فتعزفك أغنية للعمر الآتي. ما من لوحةٍ هنا في القاعة تمثلني الآن، إنك فوقها جميعاً، إنني أُسلم بضحالة خيالي أمام طود ذاتك.

لن يهون عليك أن تدب الكهولة في مشاعري وقد أيقظتها بعد سبات، إنني طوع يديك، خذني إليك.

هأنذا أهاجر إليك يا وطني، أزرع رجولتي نخيلاً وعنباً في أنحائك. إنني لا أرى في هذا المكان أية لوحة، أنا وأنت اللوحة.

بعثت فيّ الإحساس بأنوثتي.

كنت قبلك رملاً.

خذ سكوني على أنه الذي يسبق العاصفة، أُحِسكَ إعصاراً يزلزلني، انفخ في الصور كي تحيي ذراتي وهي رميم، أوقدها، اجعلها لهيباً إنني أتوهج ضياءً. أنت النبع الذي يروي (يبس) حقولي، إنها تحتاجك لتثمر، خذ

/ 26