فصول فی علم الاقتصاد الأدبی فصول مختارة من رؤی کاسندرا بریام نسخه متنی

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

فصول فی علم الاقتصاد الأدبی فصول مختارة من رؤی کاسندرا بریام - نسخه متنی

حنا عبود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حنا عبود
فصول في علم الاقتصاد الأدبي
فصول مختارة من رؤى
كــاسندرا بريـــــــــــــام
الفـــــــــهرس :
الفصل الأول
الفصل الأول
كاسندرا بريام والأدب الحديث
لأمرٍ ما صارت طروادة غنية، حظها أن تصبح
غنية، هل هي المكوس البحرية التي فرضتها
على البضائع المشحونة أم هي المكوس البرية
المفروضة على البضائع العابرة، أم نشاط
أبنائها حوّلها إلى دولة غنية؟ لا نعرف
فربما كل هذه الظروف مجتمعة جعلت طروادة
الدولة الأولى في العالم آنئذ. أبراج
وأسوار وقلاع، ساحات وأبهاء وقصور، بيوت
ودواوين وطرقات ونقاط مراقبة وجباية
مكوس، ملك وجيش وقادة وأبطال، بطون متخمة
وخزائن مفعمة، وقد تحولت الثروة إلى كنوز
وكنوز حتى حار بريام، ملك طروادة أين
يضعها، فقد ملّ من إنشاء بيوتات محكمة
ومحصنة لها، كل شيء صار باعثاً على
السعادة، وكل شيء بات جميلاً، فحتى
العذارى صرن يضارعن الفتيات الأغريقيات
حسناً وجمالاً وأناقة وبذخاً... باختصار
دبت سوسة الاقتصاد السياسي في هذه
المدينة/الدولة.
كانت كاسندرا بنت بريام ملك طروادة تراقب
ما يجري بعين نافذة ومتخوّفة، فقد كانت
هذه العذراء الفائقة الجمال تمتلك موهبة
النبوءة الصادقة التي وهبها لها أبولو،
عاشقها الولهان الذي رفضته رفضاً قاطعاً.
عرض عليها كل أنواع المسرات والثروات،
ولكنه أخطأ في شيء واحد وهو أنه منحها
النبوءة الصادقة قبل أن ينال قبولها، فلما
عرض عليها نفسه مع كل المباهج والغنى،
استلهمت قوة النبوءة فوجدت أنها إن وافقت
فسوف تبدأ حياة البؤس والشقاء فلا نعيم
ولا سعادة مع الثروة، وتذكرت قصة أيون
وأمه مع أبولو فرفضت بكل تصميم، فاغتاظ
منها عشيقها المدنف، وبما أنه لا يستطيع
استرداد ما وهبه لها، على جاري عادة
الآلهة، فقد عمد إلى استرداده بطريقة
أخرى، وهي أنه جعل الناس لا تصغي
لنبوءاتها الصادقة، ومنذ ذلك الوقت
والناس لا تصدق النبوءات الحقيقية، بينما
تتهافت على نبوءات الشعوذة والدجل وتؤمن
بها.
رأت كاسندرا ما رأت من أمر طروادة، وكيف
اغتنى أهلها ففسدت علاقات الابن بالأب،
والزوج بالزوجة والأخ بالأخت، فعرفت على
الفور أي كارثة سوف يجرها الاقتصاد
السياسي على مدينتها، وقالت لأبيها الملك:
إنك ترفع للهزيمة راية وتحفر للأحياء
قبراً، الأسوار سوف تنهار، وبنات الملوك
سوف يصبحن أسيرات والغواني في البراري سوف
تهيم وجوههن، أما الأبطال فللقتل منذورون،
أما طروادة فلن يبقى منها إلا اسمها تلوكه
الأجيال، جيلاً بعد جيل بقلب حزين. أيها
الملك السعيد أنت بدأت تاريخ التعاسة
وبالبوق أعلنت اقتراب الكارثة.
كانت في مقتبل العمر أي في السن التي
تتتفتح فيها موهبة الشعر والأدب، فلم
يصدقها بريام ولم يصدقها أحد ممن سمعها.
كيف؟ بالمال والثروة والكنوز تصرف طروادة
الأمور كما تشاء وكما ترغب. لقد نسي هؤلاء
أنك عندما تصبح غنياً يكثر أعداؤك
فيتساءلون: من أين له هذه الثروة؟ وهل
يستحقها؟ وماذا يفعل بها وهي تتجاوز
موهبته وقدرته وعمله؟... إنه يملك ما يجب أن
يكون لغيره. وهذه بالضبط نظرة الإغريق تجاه
المدينة التي كانت في طرف أوروبا أو طرف
آسيا، فقد رأوا أنها تستأثر بما يجب أن
يكون ملكاً لهم.
وعندما أراد بريام أن يسفر إلى الإغريق
حذرته ابنته كاسندرا: لا تجعل باريس
الجميل سفيراً، ولا تحمله الذهب والفضة
وذخائر الكنوز هدايا، لأنه بذلك سيعود
إليك بالجيوش التي ستدك أسوار طروادة
المدينة الغنية المترفة.
ولما صار ما صار واشتد الحصار خاف بريام
على ثروته الضخمة فأوفد ابنه بوليدورس مع
كنوزه البراقة المغرية إلى صديق له في
تراقيا يدعى بوليمنستر. لكن الحلوة
كاسندرا التي لا يصدقها أحد قالت لأبيها:
أن بوليدورس يصطحب معه قاتله. ومن قاتله من
هؤلاء الموفدين؟.. فأجابت كاسندرا: إنه
الكنز أيها الأب العجوز. فلم يصدقها ويصر
على تنفيذ ما ارتآه، وبالفعل فإن صديقه
الحميم جداً بوليمنستر عندما رأى هذا
الكنز العظيم بيّت في نفسه شيئاً، وهل
يكون هذا الشيء غير التخلص من بوليدورس
والاستحواذ على الكنز؟... لقد خسر بريام
ابنه وكنزه دفعة واحدة كما تنبأت كاسندرا.
وعندما صرع آخيل شقيقها البطل هكتور قالت
لأبيها: إذا تركت روح هكتور هائمة على
شواطىء أخيرون فخير من أن تفتدي جثمانه
لتعبر روحه النهر إلى الدار الأبدية. وإذا
ذهبت إلى آخيل فاعرض عليه الثروة مقابل
السلام والرحيل، لا مقابل تسليمك جثمان

/ 79