فی جمالیة الکلمة (دراسة جمالیة بلاغیة نقدیة) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فی جمالیة الکلمة (دراسة جمالیة بلاغیة نقدیة) - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مثل (اللَّذْ) بدل (الذي) كقول المتنبي: وإذا الفتى طرح الكلام معرضاً في مجلس أخذ الكلام اللذْ عنا ثم ساق ابن سنان الخفاجي في هذا القسم الشاذَّ الرديء، واستعمال الكلمة بخلاف صنيعها؛ أو في إبدال حرف من حروفها (كالثعالي في الثعالب، والضفادي في الضفادع .) أو إظهار التضعيف في الكلمة، أو صرف ما لا يَنْصرف كجبريل في قول حسان: وجبريلٌ أمينُ الله فينا وروح القدس ليس لـه كِفاءُ أو منع الصرف مما ينصرف، أو قصر الممدود كقول الأعشى: والقارح العدَّا وكل طمِرَّةٍ ما إنْ تنالُ يدُ الطويلِ قَذالها أو مَدّ المقصور، وحذف الإعراب للضرورة، وتأنيث المذكر على بعض التأويل، وتذكير المؤنث . ويلاحظ من قول ابن سنان الخفاجي أنه أدخل ما يتعلق بالضرورة الشعرية في فساد الكلمة وإخراجها من باب الفصاحة؛ لأنه يُؤْثر صيانتها؛ فالفصاحة لديه "تُنْبي عن اختيار الكلمة وحسنها وطلاوتها، ولها من هذه الأمور صفة نقص؛ فيجب اطراحها على أن ما ذكرته يختلف قبحه في بعض المواضع دون بعض على قدر التأويل فيه وحكمه".(53) وكذلك جعل علماء اللغة يقفون بالمرصاد للشعراء لئلا يخرجوا عما تُعورف عليه من أبنية وصيغ . فخروج الشعراء عنها ينتهي إلى الخروج عما تواضع عليه العرب في القديم. ونحن نقر لعلماء اللغة بأنهم الحراس لها والمحامون عنها، ولكن الشعراء الفحول ذوي السلائق البليغة والمواهب السنية قادرون على الاستجابة لقواعد اللغة وصيغها ومن ثم التجديد فيها . فالشعراء صناع اللغة، والعاملون على تطويرها وتوليد صيغ ومعانٍ جديدة . وكلنا يذكر مقولة أبي عبيدة عن يونس: "لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب"،(54) وقيل: ثلثاها. 6

-ألا تعبر الكلمة عن أمر آخر يكره ذكره؛ ولم توضع له في الأصل. فإذا أوردت ولم يقصد بها المعنى الأصلي قبحت . كقول أبي تمام: مُتفجرٌ نادمته فكأنني للدَّلْو أو للمِرْزمينَ نديمُ فالدلو معروف؛ وهو لاستخراج الماء من البئر، ولكن أبا تمام استعمله هنا اسماً لبرج من بروج السماء . فهو يمدح رجلاً بالجود فيقول لـه: أنت كالدلو كرماً والمرزم جوداً . وكلاهما من نجوم السماء التي يرتبط بها المطر . ولكن الاستعمال للدلو على هذا الوجه غير مألوف. ولعل قول عمرو بن معديكرب أكثر قبحاً إذا فهمناه على ما هو شائع في معنى (الغائط)؛ بينما أراد أن المطمئن من الأرض ليس به أحد في قوله: فكم من غائطٍ من دون سلمى قليلِ الأُنْسِ ليس به كَتيعُ وعمرو بن معديكرب معذور كعروة بن الورد في استعمال (الكنيف) حين وصف اصحابه؛ فما عرف في عهدهما للغائط إنما هو البطن من الأرض، ثم استعمل بمعنى (الحَدَث) استعمالاً طارئاً وكذلك (الكنيف) بمعنى الساتر . وهكذا استعمل اللفظ على المعنى الأصيل في قول عروة وعمرو؛ وإن وافق المعنى الطارئ أو المجازي . ولكن كره استعماله لموافقته هذا المعنى الطارئ واستقبح . وهو في الأصل ليس مستكرهاً ولا قبيحاً. وقد تصدى ابن سنان لنقد التطور الدلالي حين عذر عروة وعمراً . فانكشف لنا ابن سنان الناقد المتفتح العقل على مفهوم تطور الدلالة في الألفاظ، ومن ثم تغير العواطف والأذواق.(55) فمسألة تطور الدلالة اللغوية، وتعقب تاريخها لا يزال من وسائل الدرس التي لم تنجز؛ ولم تُلحظ بدراسات لغوية وبلاغية معمقة بعد الزمخشري. 7

-اعتدال عدد حروف الكلمة؛ فمتى زادت على الأمثلة المعتادة المعروفة قبحت وخرجت عن وجه من وجوه الفصاحة. فكثرة حروف الكلمة إذا استعملت في الشعر خاصة كانت قبيحة جداً، ولو كانت عربية كما في (سويداواتها) من قول المتنبي: إن الكريمَ بلا كرام منهمُ مثلُ القلوب بلا سُويداواتِها فالمتنبي خرج إلى الشاذ النادر في تركيب لفظ من حروف كثيرة فقبح لطولـه وكثرة حروفه؛ والطول وحده قبيح كما في قول أبي تمام حين استعمل كلمة (حَوْباواتها) وهي جمع حوباء بمعنى النفس: العِيْسُ تعلم أنَّ حَوْباواتها ريحٌ إذا بلغتك إنْ لم تُنْحرِ وقد تكون الكلمة رديئة قبيحة لكثرة حروفها ولعجمتها مثل (أذربيجان) في قول أبي تمام: فلأذربِيجانَ اختيالٌ بعدما كانت مُعَرَّس عِبْرةٍ ونكالِ ولا شك في أن اعتدال حروف الكلمة يقربها من أذن السامع فلا يحس بثقل نغمها الصوتي ولكن مسألة الاعتدال ترجع إلى الكلمة ودقة

/ 76