فی جمالیة الکلمة (دراسة جمالیة بلاغیة نقدیة) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فی جمالیة الکلمة (دراسة جمالیة بلاغیة نقدیة) - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ولا هو سبيل هذه الدراسة . ولكن إذا اقتضت الحاجة إليه في بعض الجوانب البلاغية لم نكن لنهمله. وقد أبرزت بعض الوقفات عنده أن البلاغيين العرب وصلوا إلى نظرات بلاغية وجمالية ولغوية لا تختلف كثيراً عما نراه في الدراسات الحديثة . بل كان بعض منها أساساً لنظريات معاصرة غير قليلة وفي اتجاهات عدة. والمنهج نفسه فرض علينا عدم تخريج الأشعار من مظانها لأنها تحتاج إلى صفحات وصفحات، ويكفي أن نقول: إنها مستمدة من كتب البلاغة التي عدنا إليها؛ علماً أننا راجعناها في دواوين الشعراء المذكورة أسماؤهم . وكذلك أثبتنا اسم السورة ورقمها ورقم الآية بجانب الآية المختارة؛ لأن الحواشي تضيق عنها هي الأخرى لكثرتها. وقد يلوح في ذهن سائل ما سؤال: ما الغاية من العزوف عن منهج تخريج الشاهد الشعري؟ ونقول

- عزيزي القارئ

-: إن المقام يضيق دون ذلك؛ فضلاً عن أنه ليس مقصوداً لذاته . فالهدف دراسة الأسلوب البلاغي . ولما استُمد من كتب البلاغة غالباً دون أن يخرّجه أصحابها؛ للسبب ذاته، فقد تأكدنا من نسبته ومظانه، وأخذناه من الشعر القديم والحديث على السواء . لنتصيَّد منه وجهاً بلاغياً وجمالياً. أما حجم المادة المدروسة في إطار درس بلاغي جمالي جديد قائم على التنظير والموازنة والتحليل والتوضيح والشرح . فإنه فرض علينا مبدأ الاختيار والاصطفاء والتفضيل. وحينما كان الهدف من دراستنا إظهار جمالية الكلمة مفردة ومركبة في جملتها لزمنا الانحياز إلى الجوانب البلاغية المتعلقة بالجملة والكلمة . ومن ثم رأينا عظمة ما تقوم عليه الأبحاث البلاغية التي تناولت الجملة والكلمة فاصطفينا منها ما يُبرز روح جمال الكلمة والجملة البلاغية فضلاً عن جمال نمطيتها في ذاتها وسياقها؛ ثم أثبتنا ما تثيره في أنفسنا من اتصال بأحدث الدراسات الجمالية والأسلوبية. لهذا كله فنحن تحفزنا الرغبة الجادة على صناعة دراسات بلاغية جمالية متوالية؛ مما يفرض علينا أن نضع لها الأساس الذي تبنى عليه باعتبار أصولها ونشأتها وتطور أساليبها . فكانت البداية بالكلمة (فصاحة وبلاغة) وبالجملة بنية وأركاناً وأحوالاً . وبما تتصفان به من مفاهيم وجماليات. وقد رأينا من القدماء من يردُّ الجمال ( البلاغة) ( الفصاحة) كله إلى الكلمة مفردة؛ ومنهم من يرده إلى نظام التأليف وحده؛ ولم ير القيمة الجمالية والدلالية إلا فيه؛ لا بمعزل عنه؛ كالإمام عبد القاهر الجرجاني الذي أبدع نظريته الموسومة بنظرية (النظم). وهناك من توسع بمفهوم الكلمة فجعلها للفظ المفرد وللمؤلف، وللبيت الشعري وللقصيدة كما نراه عند ابن سلام والجاحظ وابن قتيبة وابن طباطبا وقدامة بن جعفر وغيرهم . وجاؤوا بنظرات جمالية ونقدية تتوافق وأحدث النظريات النقدية الحديثة في ميادين شتى. وأياً كان الرأي فقد اخترنا عنوان البحث في ضوء الدراسة الجمالية للكلمة

- على التغليب في الدلالة العامة

- وقدَّمْنا له بكلمة (في) لأنه لا يتصف بالشمولية من جهة؛ ولأنه قائم على الاختيار في أساليب الكلمة وأحوالها من جهة أخرى. لهذا عقدناه على مفهومها وموقعها من اللغة عامة والعربية خاصة، مما حدا بنا إلى توضيح مفهوم اللغة؛ وفصاحة الكلمة العربية وبلاغتها كما وردت عند القدماء . ثم عززنا ذلك بتوضيح مفهوم الجملة، في بنيتها وأركانها من جهة الإسناد ثم من جهة بعض أحواله. ولما كان علم المعاني جزءاً أصيلاً في مفهوم الجملة البلاغية فإن المنهج العلمي يفرض علينا أن نتبع هذه الدراسة بدراسة أخرى في مشروعنا الشمولي تتناول (جمالية الخبر والإنشاء)؛ ومن بعده (أساليب بلاغية وجمالية) . وفي ضوء ذلك لزمنا أن نقسم دراستنا هذه (في جمالية الكلمة البلاغية) إلى ثلاثة فصول؛ عنوان الأول (مفهوم الكلمة وجمالياتها في الفصاحة والبلاغة) وفيه قسمان؛ الأول توقف عند حدود ومفاهيم، والثاني تناول فصاحة اللفظ وجماليته . والفصل الثاني بعنوان (مفهوم الجملة وجمالياتها) وفيه قسمان؛ الأول عالج مفهوم الجملة الاسمية والفعلية، وأركانها، ومواضع الإسناد فيها؛ ولم يهمل ذكر الفضلة والأداة . بينما وقف الثاني عند بعض أحوال الإسناد في الجملة مما يبرز فيه الجمال والروعة وهو (أسلوب الذكر والحذف) المتعلق بالمسند إليه والمسند والفضلة، وقد عني به القدماء كعبد القاهر الجرجاني. أما الفصل الثالث فقد بحث في (جمالية التعريف والتنكير) في قسمين انعقد الأول على (التعريف وجمالياته) في المفهوم والأقسام؛ حين عرض لأنواع المعارف السبعة.

/ 76