بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
وهي الضمير والعلم واسم الإشارة والاسم الموصول والمعرف بأل، والمعرف بالإضافة، والمعرف بالنداء . ثم خص تعريف المسند بالحديث، وبيّن فيه رتبته مع المسند إليه من جهة التقديم والتأخير، وما يكتنـز من جماليات في هذا الشأن كان عبد القاهر الجرجاني قد أسس لها. أما القسم الثاني فإنه لم يغادر (التنكير وجمالياته البلاغية) لأنه يقف في مقابل قسم (التعريف) . ودرسنا فيه جملة من المفاهيم، وتوقف عند تقديم الاسم النكرة وجمالياته، ثم طفق يوضح المقاصد البلاغية من التنكير وجمالياتها في المسند إليه والمسند والفضلة؛ ليستقر أخيراً عند توضيح مفهوم التنكير والتنوين؛ والصلة بينهما. وأخيراً كانت خاتمة البحث التي اختزلت العديد من النتائج مرتشفة إياها ارتشافاً، لأن المرء يعتقد بضيق موضعها عن ذكرها كلها . ومن ثم كان فهرس المصادر والمراجع ثم فهرس المحتوى . وبعدُ، فإنه لا بد من كلمة في مقدمتنا هذه؛ تفيد بأنه لما أيقنا بجمال الكلمة والجملة في لغتنا العربية البديعة؛ وأساليبها الثرة، وما قدمته من أفكار كبرى للقدماء في الاتجاهات كلها كانت منطلقاً للدراسات الكثيرة . فإنه كان علينا أن ننبه مرة أخرى على أن الكلمة القرآنية ظلت نسيج وحدها جمالاً وأداء ووظيفة وغاية . فاستحقت بذاتها الإعجاز الفني والأدبي واللغوي . بل كانت مصدراً غنياً للدراسات البلاغية قديماً وحديثاً . ولما كان ذلك كذلك لزمنا ألا نعتسف الطريق على وعورته . فسعينا إلى التمسك بما قاله البلاغيون في كل بحث عالجناه، وعرضناه على المذهب الفني الجمالي للدراسات الحديثة في بعض الأحيان، ونظرنا إليه بروح التذوق والمنطق دون أن نخرجه عن المنهج التحليلي . فانتهينا إلى بيان غرض كل أسلوب وأظهرنا جماله البلاغي والفني واللغوي، واتكأنا في ذلك على جملة غير قليلة من الآيات القرآنية وأقوال المفسرين فيها؛ وعلى عدد من الشواهد الشعرية . إن الهدف الذي نتطلع إليه هو تقديم صورة جمالية جديدة للكلمة البلاغية، وتحدونا الرغبة إلى بناء منهج جمالي في دراسة أساليب البلاغة يُفيد من فضاءات القديم بكل أطيافه اللغوية والأدبية والبلاغية؛ والدراسات النقدية والقرآنية . وفي الوقت نفسه ينطلق إلى كل ما هو حديث فيفتح عينيه على الدرس البلاغي واللغوي والجمالي الجديد . شرقاً وغرباً . فالدرس البلاغي الجديد الذي نرمي إليه لا ينغلق على الماضي ويرتمي في أحضانه، ويتكبل بنظراته . ولا ينصهر بالجديد انصهاراً يشعرنا بعقدة النقص أو الذنب، والتنكر لما نملك؛ لأنه سيغدو تابعاً أو أسيراً لنظريات لا تتسق في بعض اتجاهاته عما بين أيدينا من أبحاث أدبية وبلاغية . لهذا كله كنا نتوقف عند آراء القدماء، والمحدثين؛ ونواجه ذلك كله متأملين بدقة في الرؤى والأفكار؛ لنبرز جمالية كل أسلوب وأثره في إطار من الموازنة تارة؛ وفي إطار من بيان خصائصه وأشكاله الجمالية تارة أخرى . وكان الإعجاز البلاغي القرآني يظهر في كل موضع عرضنا لـه على أنه يملك جمالية فريدة وبديعة تدل على النمط الإعجازي فيه. هكذا حاول منهجنا المستند إلى الاستنباط والتحليل أن يربط بين الماضي والحاضر لإدراك جمالية الكلمة البلاغية . ولإثبات قدرة العربية على توليد أساليب جمالية متنوعة لا تتوقف عند حدود معينة . ومن ثم فإن البلاغة العربية ليست تحفة فنية وضعت في متحف تاريخي يتردد إليه الزوار للتمتع بجماليتها السكونية . وإنما هي مادة جمالية حية فاعلة يتفاعل معها المتلقي فيستبطن دلالتها، ويعتصر وظيفتها، ليستمد خصائصها الجمالية المتجددة؛ والمرتبطة بالكلمة القرآنية المعجزة، وبالكلمة الشعرية الراقية البديعة، والمنفتحة على أحدث الدراسات البلاغية والأسلوبية واللغوية. ومن هنا فإننا ندعو أصحاب السلائق السليمة؛ وأهل الذوق المرهف؛ والعقول المؤاتية التي تمتلك سعة في المعرفة القديمة والمحدثة، وتحوز وعياً أصيلاً لمناهج القدماء والمحدثين . إلى تحقيق نقلة نوعية في الدراسات البلاغية العربية الجديدة، وأن يكونوا أحفاداً بررة للجاحظ وابن قتيبة ولعبد القاهر وابن سنان، وللزمخشري وحازم القرطاجني، والزركشي والقزويني . وفي ضوء ما تقدم كله نقول: كل من ملك حضارة الأمس؛ وكانت قامات أجداده فيها شامخة، ثم دارت دورتها وانتقلت إلى غيره يمكنه أن يملكها من جديد إذا صمم على تجاوز التخلف الحضاري الذي يشل تفكيره ويتعب جسده ويصيبه بأزمات نفسية شتى . وعلى كل فرد في