فی جمالیة الکلمة (دراسة جمالیة بلاغیة نقدیة) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فی جمالیة الکلمة (دراسة جمالیة بلاغیة نقدیة) - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أمتنا أن ينطلق من موقعه الذي هو فيه ليصبح الفعل فعلاً جماعياً . ومن ثم ليتجسد هذا الفعل سلوكاً وعملاً؛ بدلاً من أن يظل مأزوماً ومهزوماً من الداخل، وينعى حظه العاثر، وحظ أمته المنكوبة به وبأمثاله . وكل ما أرجوه من الله العلي القدير أن يكون بحثنا هذا في عداد الأبحاث التي تتطلع إلى مكانتها في الدراسات الجمالية والبلاغية، وأن يسد ثغرة ما في المكتبة العربية، راجياً من الله العون على إكمال ما وعدت به. وأن ليس للإنسان إلا ما سعى؛ والله ولي التوفيق. دمشق مساء الجمعة 15/6/2001م حسين جمعة الفصل الأول: مفهوم الكلمة وجمالياتها فـي الفصاحـة والبلاغـة القسم الأول: حدود ومفاهيم 1

-مفهوم الكلمة واللغة 2

-مفهوم الفصاحة والبلاغة القسم الثاني: فصاحة اللفظ وجماليته 1

-فصاحة اللفظ المفرد 2

-فصاحة اللفظ المؤلف القسم الأول: حدود ومفاهيم 1

-مفهوم الكلمة واللغة: الكلمة من حيث هي وجود تمثل النشأة الإنسانية لقوله تعالى في خطابه لمريم: إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح ابن مريم (آل عمران 3/45) . ومن هنا تكون شهادة بالوجود ذاته؛ لا تكذيباً به لقوله تعالى: كبرت كلمة تخرج من أفواههم، إن يقولون إلا كذباً (الكهف 18/5). فالكلمة موضوعة لإحقاق الحق والعمل من أجله لقوله تعالى: ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون (يونس 10/82) . ولكن بعض القوم يجعلون الكلمة في الباطل، ولن يفلحوا؛ لقوله تعالى: ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها . ومثل كلمة خبيثة اجتُثَّت من فوق الأرض ما لها من قرار (إبراهيم 14/24

-26). فالكلمة وجود وضرورة إنسانية؛ تعبر عن قيمتها وأهميتها بذاتها من دون تباطؤ، أو انحراف. وهي بهذا المفهوم الصورة المثلى لمقاصد القوم ومشاعرهم من أجل إثبات الحق . وبها تحفظ مجموعة القيم التي يتواضع عليها الناس؛ ومن ثم تقيد القوانين التي قد توافق النشأة الأولى والحق أو تخالفه . وتبقى الكلمة وحدها هي الفاصلة والفيصل بين الخبيث والطيب لقوله تعالى: وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته (الأنعام 6/115). وقد كانت في بدء النشأة واحدة ثم تبلبلت على الألسنة في إطار عملية الاصطفاء وتلبية التعبير عن الحاجات والمشاعر . وحين استمرت العملية الإجرائية في صميم التطور الاجتماعي والارتقاء الفكري كانت الكلمات تتابع تطورها في البيئات كلها حتى تباينت ونشأت منها اللغات العديدة . فصارت الكلمة جزءاً من اللغة، وصارت اللغة ألفاظاً يعبر بها كل قوم عن مشاعرهم وحاجاتهم ومقاصدهم. وإذا كانت اللغات قد اختلفت من جهة التلفظ بالكلمات فإنها ظلت متشابهة من جهة المعنى . إن لم نقل متحدة فيه. واللغة العربية تلك اللغة المختصة بجنس العرب ينطقون بها ويعبرون عن مشاعرهم وحاجاتهم ومقاصدهم بأساليبها المتنوعة. وفي صميم العملية الاجتماعية والفكرية والنفسية والطبيعية وفي إطار عملية الاصطفاء كانت اللغة العربية مستمرة بالتطور حتى انتهت إلى احتواء القدرة على الإبداع، وتمثل بها البيان في أشكاله الجمالية التي ورثناها من لغة العصر الجاهلي . وكانت الكلمة الفطرية العربية في ذلك العصر تواكب متطلبات التعبير وصيغه في أشكال شتى، في الوقت الذي حافظت على ذاتية خاصة بها . وجعلت لنفسها نمطاً من التركيب القائم على الاسم مرة، والفعل مرة أخرى؛ فجمعت بين الذات والحركة . وظلت تتطور من الداخل بفعل قوانينها الفاعلة والمؤثرة كالاشتقاق والتركيب والانفتاح على اللغات الأخرى . فكان الفعل بأشكاله يتنفس في صميم الذات الصانعة ويتحرك للتعبير عنها . لهذا واكبت الكلمة في العربية كل متطلبات الحياة وما نشأ فيها من ضروب النشاط الفكري والفني والاجتماعي . وأصبحت قادرة على التعبير عن أدق ما في الكون من أفكار وعقائد ومصطلحات ومشاعر . ثم استحقت أن يختص بها كتاب الله دون غيرها من اللغات الأخرى . فالكلمة في العربية ذات ظلال وإيحاءات كثيرة؛ وهي

- أيضاً

- ذات طبيعة علمية، إذ تعبر عن الحقائق كيفما كانت وفي أي اتجاه اتجهت . فكيفما قلبتها لبَّت لك ما تبتغي . وكأنها لا تنفد؛ بل كأن كلام الله تعالى الذي لا ينفد يصدق عليها في قوله سبحانه: قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد

/ 76