فی جمالیة الکلمة (دراسة جمالیة بلاغیة نقدیة) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فی جمالیة الکلمة (دراسة جمالیة بلاغیة نقدیة) - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

البحر قبل أن تنفد كلمات ربي، ولو جئنا بمثله مدداً (الكهف 18/109). فالكلمة في العربية تقوم على معانٍ نحوية وصيغ بلاغية لا نظير لها في اللغات الأخرى . وكلما تأمل فيها الباحث العارف والعالم بأسرارها وأدرك إشاراتها وغاياتها البعيدة والقريبة تأكد له ذلك . وحين ننظر إلى مصطلح (الكلمة) ذاته نجد أن المصطلح في العربية يطلق عند اللغويين والأدباء والبلاغيين على اللفظ المفرد تارة، وعلى الجملة تارة أخرى، وقد يقال للقصيدة كلمة . كما يقال للكتاب كلمة . فبلاغة تصميم الكلمة تنتظم التكيف والتهيؤ والتوافق مع التصميم الأولي للكون؛ في الوجود والنشأة؛ وفي التعبير عن الحق والحقائق، ومن ثم تغدو كلمة أدبية جمالية رفيعة . تملك من اللطائف البلاغية ما لا يمكن بلوغه كله . ولا يحيط به محيط. وفي ضوء ذلك كله نقول: قد يتفق عدد من الناس مع ما قلناه؛ وقد يخالفنا عدد آخر . ولكننا سنشد العزم على توضيح مفهوم الكلمة العربية ثم الفصاحة؛ والبلاغة؛ ولا سيما أن أكثر الناس سلموا

- منذ القديم

- بمفهوم الكلمة باعتبارها الدلالي واختلفوا في تعريفها على نحو ما . ولو راجعنا ما قاله علماء العربية لوجدناهم لم يتفقوا على تصور واحد لها . فعلماء العربية نظروا إلى الكلمة من جهة شكلها المفرد الدال على معنى مرة، ومن الوجه التركيبي المؤلف نحواً وصرفاً مرة أخرى ثم باعتبارها البلاغي المرتبط بالفصاحة والبلاغة مرة ثالثة، ولكنهم قيدوا هذا الاعتبار حين وضعوا له شروطاً في حالة الإفراد وفي حالة التأليف . فالكلمة عندهم

- وفي طليعتهم سيبويه والمبرد

- أساس الجملة والكلام؛ وهي لفظ دال على معنى مفرد؛ باعتبار أقسامها الثلاثة (الاسم والفعل والحرف)(1). فالاسم: لفظ دال على معنى مفرد؛ غير مقترن بالزمان نحو زيد وشجرة . سواء كان اسم ذات أو اسم معنى . وعلامته صحة الإخبار عنه، أو تنوينه أو نداؤه أو جره بحروف الجر . والفعل: لفظ دال على معنى في ذاته مقترن بالزمان

- نحو: جاء زيد، وذهب عمرو؛ وقد يطلق الزمان ويتجدد كقولنا: بئس الكسول، ونعم المجد . وعلامته أن يقبل (قد أو السين أو سوف، أو تاء التأنيث الساكنة أو لن .). والحرف: لفظ يدل على معنى في غيره لا في ذاته . نحو (هل

- في

- إنَّ

- لم) وليس له علامة يتميز بها . وأقسامه ثلاثة: 1

-حرف يختص بالاسم: نحو (حروف الجر، وحروف النواسخ: إن وأخواتها). 2

-حرف يشترك بين الاسم والفعل: كحروف العطف (و، أو، ف . ثم .) حروف الاستفهام (الهمزة

- هل) وحروف النفي مثل ما، لا .). 3

-حرف يختص بالفعل: نحو (حروف الجزم، وحروف النصب، وحروف الشرط (إذنْ

- إذما) . (2). ونظر علماء العربية إلى دراسة اللغة وأساليبها فما انفكوا يلتزمون بالكلمة ذاتها. فقد جعلها علماء النحو مادتهم في أبحاثهم، فعلم الإعراب لديهم يبحث في الكلمة المركبة وفق ما يقتضيه آخرها من تغير في الحركة أو ثبات فيها . وعلم الصرف عندهم يتوقف عند الأصول؛ ليعرف صيغة الكلمات وأحوالها فيما ليس بإعراب ولا بناء . لهذا كله فإن الكلمة مفردة ومركبة أساس علم النحو؛ وبه تعرف أحوال الكلمات العربية. إن دراستنا تقوم على الكلمة المفردة والمركبة من جهة أحوالها البلاغية والدلالية معاً (أسلوباً ومضموناً)، وما تتركه من أثر في المتلقي . مما يجعلها تحتاج إلى علم النحو ومعانيه، لما يقدمه من عظيم الفائدة لعلم البلاغة؛ بل إن معاني النحو؛ هي البناء الأساسي لمعاني البلاغة . لهذا سنسوق العديد من الآراء لمفهوم الكلمة من جهة أنها قيمة دلالية وجمالية وصوتية عند القدماء ثم نسوق بعض آراء المحدثين فيها شرقاً وغرباً، لنتبين قيمة ما لدينا. فابن جني

- مثلاً

- بيَّن لنا اللغة والكلام والقول؛ فاللغة مجموعة أصوات للتعبير عن مقاصد القوم؛ والكلام كل "لفظ مستقل بنفسه مفيد لمعناه، وهو الذي يسميه النحويون الجمل . وأما القول فأصْلُهُ إن كان لفظاً مذل به اللسان تاماً كان أو ناقصاً، فالتام هو المفيد، أعني الجملة، وما كان في معناها، والناقص ما كان بغير ذلك . فكل كلام قول، وليس كل قول كلاماً"(3). فابن جني سبق أصحاب اللسانيات الحديثة الذين فرقوا بين اللغة التي تكون استعداداً للبشر كلهم؛ بينما يكون للكلام وجه فردي واجتماعي متفاعلين كما قال دوسوسير، وتشومسكي.(4) وكان سيبويه قد وقف عند ماهية الكلمة المفردة دون أن يعرفها، وكذلك فعل المبرد، بعد تقسيمها إلى الاسم والفعل والحرف، بينما قال ابن الحاجب: "حد اللغة كل لفظ وضع لمعنى"؛ و"الكلام هو اللفظ المركب المفيد

/ 76