فی جمالیة الکلمة (دراسة جمالیة بلاغیة نقدیة) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فی جمالیة الکلمة (دراسة جمالیة بلاغیة نقدیة) - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بالوضع".(5) وقال الزمخشري: "اعلم أن الألفاظ التي يتهجى بها أسماء مسمياتها الحروف المبسوطة التي منها ركبت الكلم".(6) فالكلمة بما تحمله من خصائص بنائية تؤدي وظائف صوتية ونحوية وصرفية ومن ثم تعبيرية وفنية . واتصالية . ولهذا عرفها الدكتور حلمي خليل بقوله: "الكلمة هي مجموعة من الوحدات الصوتية المؤلفة بطريقة معينة لكي ترمز للأشياء الحسية والأفكار المجردة."(7) ونحو هذا التعريف ذهب إليه الدكتور صلاح فضل.(8) وهو بهذا التعريف يوفّق بين القدماء والمحدثين ولا سيما أصحاب اللسانية الغربية الحديثة . فاللغة عندهم مرتكزة على الكلمة والكلمة مجموعة أصوات (فونيمات)؛ بينما الجملة تمثل عدداً من الأصوات ذات الدلالة الإشارية . فالكلمة عند العالم الأمريكي (بلوم فيلد Bloom Field) "هي أصغر صيغة حرة"؛ على حين عرَّفها (ماثيسيس Mathesius) بأنها "أصغر وحدة صوتية متتابعة لا يمكن أن ترتبط بأي وحدات أخرى"، بينما قال (تُرنكا Trnka): إنها "عبارة عن وَحْدة يمكن إدراكها عن طريق الفونيمات (الصوائت phonemes) وهي قابلة للإبدال ولها وظيفة دلالية (semantic).(9) فالكلمة من حيث هي صوت تحمل دلالة ما، وتتصف بجمالية معينة على مستوى اللفظ المفرد والمؤلف عند ابن سنان الخفاجي؛ فسبق بذلك الغربيين، ولكنه نظر إليها من جهة الفصاحة والبلاغة . فهي ذات ماهية خاصة على المستويين السابقين، فما تتخذه الكلمة في حالة الإفراد لا تتخذه في حالة التركيب النحوي المباشر وغير المباشر . وهي في نهاية المطاف (مبنىً ومعنىً) . إنها تتخذ لنفسها ماهية متعددة كتعدد السياق الذي تدخل فيه . ولهذا فهي تظهر وتُحذف، وتُقدَّم وتؤخر، وتقحم في مكان لا تقحم في غيره، ويُستعاض عنها بكلمة في مكان لا يمكن أن تقع كلمة أخرى في مكانها . فهي تتسم بخصائص فنية بنائية مستمدة من جنسها اللغوي الذي تنتمي إليه أولاً ومن صياغة حروفها في تقاليبها المميزة لعمق دلالتها وتنوعها ثانياً، ومن التركيب النحوي الذي تغدو جزءاً منه ثالثاً؛ ومن الاستعمال الحقيقي أو المجازي الذي تبنى عليه رابعاً، وقد تحدث عنه القدماء ثم دخل في الدراسات البلاغية عند المتأخرين.(10) لذلك كله فالكلمة عند الإمام عبد القاهر أعظم بكثير مما انتهى إليه ابن سنان الخفاجي

- على معاصرتهما

- فقد تقدم خطوات كبرى في معالجة أصوات الكلمة عما انتهى إليه ابن فارس، وكذلك فعل في البنية الصرفية ودلالتها، وفي التركيب النحوي وثرائه الدلالي . فدرس علاقة التركيب بالدلالة الشعورية والفكرية؛ ونظر إلى بنية الكلمة ووظيفتها مفردة ومركبة وما تتركه من أثر في المتلقي . فكان رائداً للدراسة الأسلوبية بكل اتجاهاتها، وإن تطورت كثيراً عما هي عليه عنده.(11) وقبل أن نتناول مسألة الفصاحة والبلاغة في اللفظ المفرد والمؤلف، وما قيل في شأنهما فيما يخص الكلمة، لا بد أن نضع تعريفاً لها نتصوره في ضوء ذلك. فالكلمة صوت دال على معنى ما يحدث في الآذان إيقاعاً معيناً؛ ويتصف بجمالية خاصة تترك أثرها في المتلقي. وهذا التعريف يفرض علينا القول: "إن دلالة الكلمات ليست كلأ مباحاً، الكلمات أنظمة مفتوحة، الكلمات حرية؛ ولكل حرية قيود. بعض التعامل مع الكلمات أشبه بالثغرة، وبعض حرية الكلمات أقرب إلى الإضافة. لقد شعر المدققون بأن الكلمة يجب ألا تكون مطية لكل إنسان لا يلتزم بشرعية التمييز بين الأهداف والتسليم بهدف مشترك يدور في ظله بعض الخلاف".(12) وإذا كان هذا الكلام يثير فينا الممارسة الحرة والمسؤولة فإنه يفرض علينا الحديث عن مسألة تأصيل الفصاحة والبلاغة لدى البلاغيين والنقاد العرب؛ لأنها مسألة لغوية بلاغية أسلوبية تبحث في الصوت والدلالة والأثر. ولعلنا ندرك في ضوء ذلك وفي ضوء ما يأتي من دراستنا أن الكلمة ليست عند العرب مجرد إشارة منفصلة عما تشير إليه؛ بل هي منذ القديم مرتبطة بنظام معياري معين وربما ينزاح عن تلك المعيارية إلى اتجاهات بلاغية مثيرة . ومن هنا فإننا نعترض على ما قاله أحد الباحثين من أن "الكلمات في الاصطلاح القديم في الشرق والغرب جميعاً إشارات منفصلة عما تشير إليه، وعلى عكس ذلك الكلمات في الفكر الحديث رموز أو أدوات ذهنية للتفكير"(13)، فأساليب البلاغة وعلومها

- على تطورها

- ملتزمة بدلالتها الاصطلاحية ولا تنفك منها . وسيتضح لنا أيضاً أن البلاغة العربية لم تكن "ترى الأفكار الخارجية تطفو على سطح القصيدة، أو ترى هذه الافكار متميزة ثابتة في كل مكان، أو ترى القصيدة تعكس عاطفة شخصية من رغب ورهب وطرب"(14). وتبقى محايدة في التعبير عن ذلك إننا نرى أن البلاغة

/ 76