فی جمالیة الکلمة (دراسة جمالیة بلاغیة نقدیة) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فی جمالیة الکلمة (دراسة جمالیة بلاغیة نقدیة) - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لدى القدماء كانت إرهاصاً لكثير من مفاهيم النقد الحديث؛ وما ظهر فيه من ملامح البلاغة الجديدة، على اختلاف المنهج والرؤية. وإذا كان منهج البحث العلمي يفرض علينا بيان مفهوم البلاغة والفصاحة فإن التدرج التاريخي

- على أهميته

- لن يقيدنا في ذلك . ومن هنا سنبدأ بإجلاء ما يتعلق بالمفهوم اللغوي والاصطلاحي للفصاحة والبلاغة في الكلمة والجملة . ومن ثم نتوقف عند شروط فصاحة اللفظ المفرد والمؤلف كما وردت عند ابن سنان الخفاجي

- غالباً

- في كتابه (سر الفصاحة)، دون أن نهمل الإشارة إلى المتأخرين الذين أخذوا منه كالسكاكي والقزويني وابن الأثير . وكلهم حاولوا التوفيق بين ما اقتفوه من طريقة الإمام عبد القاهر الجرجاني؛ وبين ما وجدوه عند ابن سنان الخفاجي. ورأوا في الفصاحة أنها مطابقة مقتضى الحال؛ وهو ما عبر عنه الإمام عبد القاهر بتوخي معاني النحو، ولكنهم فصلوا على نحو ما بين الفصاحة والبلاغة . وهذا غير قادح لما ذهب إليه الإمام . أما ما يتعلق بالمتقدمين عليه كالجاحظ وابن قتيبة والمبرد وأبي هلال العسكري . أو بمعاصريه كابن رشيق فإن البحث سيشير إلى ما ذهبوا إليه وتبنوه من مفاهيم. 2

-مفهوم الفصاحة والبلاغة انطلق العرب القدماء في درسهم اللغوي للفصاحة والبلاغة من مفهوم تنظيري ذوقي، ومن ثم مارسوه تطبيقاً عملياً في الكلمة المفردة والمؤلفة قبل أن يعرفوا مرحلة الترجمة عن الثقافة اليونانية . وكان النص الذي يشتمل على الكلمة أساس توجيههم إلى دلالتها المباشرة وغير المباشرة . وحين نشأت نظرات بلاغية فطرية في العصر الجاهلي ثم تطورت في العصور التالية كان النص وحده صاحب السيادة في التحليل؛ فتوقفوا عند الدلالة الحقيقية والدلالة المجازية . وأدركوا أن هذه الكلمة أفصح من تلك في هذا الموضع دون ذاك؛ علماً أن العرب يتميزون بسليقة فطرية ذات قدرة عالية على براعة الكلم حتى قال (صلى الله عليه وسلم):" أنا أعربكم: أنا من قريش، ولساني لسان بني سعد"؛ أي أفصحكم؛ وقال [ عليه السلام] [أُعطيت جوامع الكلم، واختصر لي الكلام اختصاراً].(15) ولعل الدرس البلاغي للفصاحة والبلاغة وغيرهما يدين بالفضل للدراسات القرآنية . واللغوية في وقت واحد؛ ومن ثم تطور على يد من تأثر بالثقافة اليونانية . وانتهى إلى تقعيد سافر؛ ذهب ببهاء الذوق البلاغي والنقدي واللغوي المرهف والواعي الذي سما به الإمام عبد القاهر الجرجاني (ت 471هـ)، بينما أضرَّ به كثيراً ابن سنان الخفاجي (ت 466هـ)، ومن حذا حذوه كالسكاكي في تقنينه بقواعد صارمة. فابن سنان تحدث مطولاً عن فصاحة الكلمة وبلاغتها باعتبارها المفرد المُوَقَّع الدال على معنى، وباعتبارها المؤلف وحدد لهما شروطاً خاصة . ظلت مدار الباحثين بعده؛ وإن كان هو قد استمدها ممن سبقه، وأطَّرها في أشكال محددة. وهذا ما سنكشف عنه فيما بعدُ؛ إذ اتضح لنا أن للفصاحة مفهوماً لغوياً واصطلاحياً؛ وقد استعمل في اللغة قبل استعماله في النقد والبلاغة؛ وتعددت معانيه في ذلك كله. ومما جاء في اللسان (فَصح) أن الفصاحة

- في اللغة

-: البيان. فصُح الرجل فصاحة فهو فصيح من قوم فُصحاء وفِصاح وفُصْح، وامرأة فصيحة من نسوة فِصاح وفَصائح. ورجل فصيح وكلام فصيح، أي بليغ، ولسان فصيح: طَلْق. وأفْصح يُفصِح إفصاحاً: أبان وأوضح . وفَصُح الأعجمي فَصاحة: تكلم بالعربية وفُهم عنه . وتفَصَّح: تكلَّف الفصاحة . والفصيح في كلام العامة: المُعَرَّب. والفصيح في اللغة: المنطلق اللسان في القول، الذي يعرف جيد الكلام من رديئه. وبهذا فإن الفصاحة

- في الاصطلاح

- تعني الإبانة والظهور والإيضاح والبراعة والبلاغة في اللفظ المفرد والمؤلف .(16) وقيل: جميع الحيوان ضَرْبان: أعجم وفصيح، فالفصيح كل ناطق، والأعجم كل ما لا ينطق. وقال الجاحظ: "الفصيح هو الإنسان، والأعجم كل ذي صوت لا يفهم إرادته إلا ما كان من جنسه."(17) وبذلك فسر قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): [غفر له بعدد كل فصيح وأعجم].(18) فالأعجمي في ضوء ذلك من لا يفصح في كلامه، ولا يفهمه أقوام آخرون حتى غدا الفصيح معادلاً لكلمة عربي، والعجمي مقابلاً للعربي بينما يقال الأعجمي للسان غير العربي. فالفصاحة ملكة يقتدر بها على التعبير عن المشاعر والحاجات . وهي لذلك تمام آلة البيان. ويعد الجاحظ أول من قصَر مفهوم الفصاحة على العرب على اعتبار أنهم أفصح من غيرهم؛ في الوقت الذي يكون أحدهم أفْصح من الآخر؛ كما يستفاد من كلمة لأبي بكر (رضي الله عنه) حين جعل النبي أفصح العرب: [لقد طفت في العرب وسمعت فصحاءهم فما سمعت أفْصح

/ 76