فی جمالیة الکلمة (دراسة جمالیة بلاغیة نقدیة) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فی جمالیة الکلمة (دراسة جمالیة بلاغیة نقدیة) - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بالشيء: وصل إلى مراده. والبلاغ: ما يُتَبَلَّغ به؛ ويُتَوَصَّل إلى الشيء المطلوب، والبلاغ: ما بلغك. والإبلاغ: الإيصال . بلغت المكان بلوغاً: وصلت إليه . والبَلْغ والبِلْغ: البليغ من الرجال، ورجل بليغ: حسن الكلام فصيحه؛ يبلغ بعبارة لسانه كنه ما في قلبه، والجمع بُلَغَاء(27) وقيل: البلاغة: الفصاحة. ولذا لم يتفق الناس على مفهوم البلاغة؛ فقيل: "للفارسي: ما البلاغة؟ قال: معرفة الفصل من الوصل، وقيل لليوناني: ما البلاغة؟ قال: تصحيح الأقسام، واختيار الكلام. وقيل للرومي: ما البلاغة: قال: حسن الاقتضاب عند البداهة، والغزارة يوم الإطالة. وقيل للهندي: ما البلاغة؟ قال: وضوح الدلالة، وانتهاز الفرصة، وحسن الإشارة"(28). ثم يسوق الجاحظ جملة من الأقوال التي تدل على اتساع مفهوم البلاغة تبعاً للمقام ومقتضى الحال؛ فأثبت أنها الإيجاز، أو الانطلاق بالكلام على الفطرة، أو أن تجيب فلا تبطئ وتقول فلا تخطئ . وإذا كان مقام البحث لم يوضع لهذا الجانب يمكنه أن يلم ببعض الآراء اللازمة لـه . فالبلاغة تقع

- في مفهومنا

- على الشخص وعلى الكلام نفسه، فنقول: رجل بليغ وكلام بليغ، والبلاغة لكليهما، وهي الفصاحة للقائل؛ وهي الكلام البديع المؤثر المفيد الصائب في موضوع لغته المطابق لمعناه المقصود حقيقة ومجازاً، الصادق في ذاته، المطابق لمقتضى الحال والمقام. وإذا كان الزمخشري قد ذهب إلى أن بلاغة الكلام المؤثر تتجه اتجاهاً نفسياً(29) فإن الراغب الأصبهاني يجريه على القائل وعلى الكلام ذاته حين فسر قولـه تعالى: وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً (النساء 4/63). وذهب في تفسيره لكلمة بليغ إلى وجهين:(30) 1

- الكلام بذاته بليغ لأنه صواب في لغته، مطابق لمعناه المراد منه، وصادق في طبيعته ومضمونه؛ وإذا فقد إحدى هذه الصفات كانت بلاغته ناقصة. 2

- الكلام بليغ باعتبار قائله والمقول له . فالقائل يورد أمراً على وجه يقبله المقول له (31) وكان عمرو بن عبيد (ت 144هـ) قد فسر البلاغة تفسيراً دينياً فقال:ما بلغ بك الجنة وعدل بك عن النار، وما بصَّرك مواقع رشدك وعواقب غيّك(32) أما أبو هلال العسكري (ت 395هـ) فقد عرَّفها بقوله: البلاغة كل ما تبلغ به قلب السامع فتمكنه في نفسه؛ كتمكنه في نفسك، مع صورة مقبولة ومعرض حسن. يذهب أبو هلال إلى أن البلاغة من صفة الكلام لا من صفة المتكلم؛ بدليل أنه لا يجوز أن نصف الله بقولنا: الله بليغ؛ ووصف الرجل بأنه بليغ إنما يكون على التوسع. واتجه أبو هلال العسكري إلى إثبات رأيين للفصاحة والبلاغة معاً: الأول: تَرْجِعُ الفصاحة والبلاغة إلى معنى واحد؛ فكل منهما للإبانة عن المعنى والإظهار له. الثاني: الفصاحة والبلاغة مختلفتان، فالفصاحة من تمام آلة البيان؛ مما يجعلها مقصورة على اللفظ، والبلاغة إنما هي إنهاء المعنى إلى القلب، فهو مفهوم مقصور على المعنى. ولا شيء أدل على ذلك عنده من أن الببغاء يسمى فصيحاً ولا يسمى بليغاً، وليس له قصد إلى معنى يؤديه . ومن هنا نفذ إلى حديث بديع عن النظم المستمد من ماهية فصاحة اللفظ وبلاغة المعنى.(33) ولا يشك أحد في أن ابن سنان الخفاجي قد أفاد من أبي هلال العسكري حين قرر أن الناس قد اضطربوا في كُنْه الفصاحة والبلاغة ثم رأى أن "الفصاحة مقصورة على اللفظ، والبلاغة لا تكون إلا وصفاً للألفاظ مع المعاني . وكل كلام بليغ فصيح، وليس كل فصيح بليغاً."(34) ثم وضع شروطاً لفصاحة اللفظ المفرد، وفصاحة اللفظ المؤلف حتى يغدو بليغاً، وتابعه فيها عدد من البلاغيين بعده، فقال القزويني

- مثلاً

-: "والبلاغة في المتكلم ملكة يُقْتدر بها على التعبير عن المقصود بلفظ فصيح والبلاغة في الكلام مطابقته لمقتضى الحال مع فَصاحته"(35). إننا لنلحظ أن هناك اتجاهين اثنين في تفسير البلاغة والميل بها إلى فصلها عن الفصاحة، اتجاهاً ينطلق من القرآن ويفسرها تفسيراً دينياً؛ ومن ثم يقدم في إطاره بحثاً لغوياً، وأسلوبياً رفيعاً يضاهي به الدراسات اللسانية والأسلوبية الحديثة كابن قتيبة والزمخشري؛ واتجاهاً آخر يفسرها تفسيراً أسلوبياً صرفاً بعد أن أفاد من أسلوب القرآن، واعتمد فيه على اللغة في سياقها النصي، وعلى الذوق المرهف والنزعة الوجدانية المتأصلة في النفس العربية، ويمثله الجاحظ وابن سنان الخفاجي وعبد القاهر الجرجاني . وغيرهم . ولعل هذا كله كان وراء عدم وجود تعريف جامع مانع للبلاغة عند العرب؛ وهذا ما توصل إليه ابن خلدون في مقدمته إذ قال: "ليس

/ 76