ودَاع أهـل الـشّـام لَـه
أرسل معاوية الى أبي ذر ، فدعاه ، وأقرأه كتاب عثمان ، وقال له : النجاء الساعة !فخرج أبو ذر الى راحلته فشدها بكورها وأنساعها ، فاجتمع اليه الناس ، فقالوا :يا أبا ذر ، رحمك الله أين تريد ؟قال : أخرجوني اليكم غضباً علي . وأخرجوني منكم الآن عبثاً بي ، ولا يزال هذا الامر فيما أرى ، شأنهمفيما بيني وبينهم ، حتى يستريح برّ ، أو يستراح من فاجر .ومضى ، فسمع الناس بمخرجه فاتبعوه ، حتى خرج من دمشق ، فساروا معه حتى انتهى الى دير المرّان ، فنزل ،
ونزل معه الناس ، فاستقدم ، فصلى بهم .ثم قال : أيها الناس ، إني موصيكم بما ينفعكم ، وتارك الخُطب والتشقيق ، احمدوا الله عز وجل . قالوا :الحمد لله .قال : اشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله .فأجابوه بمثل ما قال :فقال : أشهد أن البعث حق ، وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وأقر