ابوذر الغفاری نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ابوذر الغفاری - نسخه متنی

فقیه، محمدجواد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ـ على حد تعبير ابن مسعود (1) ـ حتى مات .

وسيَّر جماعة من صلحاء الكوفة ، من بينهم مالك ابن الأشتر النخعي وصعصعة بن صوحان وأخوه زيد ، وعدي
بن حاتم لكلام جرى بينهم وبين عامله على الكوفة سعيد بن العاص ، فسيًّرهم أولا الى الشام ، ثم بعد
ذلك أعادهم ، ثم سيَّرهم الى حمص وكان العامل فيها عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، وكان هذا الاخير
يغلظ لهم ، فكان من جملة ما يقول لهم : لا أهلا بكم ولا سهلا . . جزى الله عبد الرحمن إن لم يؤذكم (2) . .

الى غير ذلك .

لقد كانت هذه الفترة ، من أشد الفترات حساسية في الاسلام . فمنها كانت بداية الشر ، فقد كان المسلمون
قبلها يلجأون في مخاصماتهم الى الخليفة نفسه للنظر فيها والاستماع الى رأيه العادل في ذلك ، أو ـ
على الاقل ـ كان يستمع منهم ويأخذ بآرائهم . أما ، وقد اختلت القاعدة ، وانعكست الموازين ، حيث أصبح
الخليفة طرفا في الخصومة ، أو منحازا الى فئة معينة ، فانه لم يعد بالامكان ضبط الامور ، ولم تعد
مخاصماتهم لتقتصر على الملاسنة والحجاج ، بل تعدتها الى استعمال القوة ، واللجوء الى القتل والفتك .

هذه الفترة الصعبة ، بدأت مواسمها تمرع في السنة السادسة من خلافة عثمان ، فكان مقتله بداية الحصاد
، ثم استمر وطال أعواما وقرونا ، خلَّف فيما بعد الجسم الاسلامي ، جسما هزيلا مفككا ، بعد ان كان
صلبا قويا لا تعادله قوة .

ومن هذه الفترة ، تولدت الفترات المظلمة في تأريخ الاسلام ، والتي


1 ـ اليعقوبي 2 / 170 و 173 .

2 ـ الغدير : 9 / من 30 الى 46 .

/ 171