بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
نسخهامن تلك الكتب الرجالية القديمة مثل ( رجال البرقي ) و ( رجال العقيقي ) . واما سائر الكتب القديمة فقد ضاعت اعيانها الشخصية من جهة قلة الاهتمام بها ، بعد وجود عين ألفاظها مدرجة في الاصول الاربعة المتداولة عندنا . فنحن نشكر القدماء على حسن صنيعتهم في تأليفاتهم الواصلة الينا ، كما انا نشكر المتأخرين عنهم الذين أشرنا الى بعضهم في بسط كتب الرجال ، بادخالهم تراجم العلماء والرواة المتأخرين عن اولئك القدماء ، لشدة احتياجنا الى معرفة احوالهم . وذلك لان الله يقيض في كل عصر رجالا حاملين لعلوم أهل البيت عليه السلام |5| متحملين لاحاديثهم بالقراءة والسماع والاجازة وغيرها ، وتزاد بذلك عدة الرواة شيئا فشيئا وقرنا بعد قرن ، فلا بد لنا من ترجمتهم اما مستقلا أو في ضمن الرواة القدماء وأول من ولج في هذا الباب الشيخ منتجب الدين ابن بابويه الذي كان حيا في سنة ( 585 ) فانه ألف كتاباب مستقلا في تراجم العلماء الفقهاء والرواة المتأخرين عن الشيخ الطوسي المتوفى ( 460 ) أو المعاصرين له ممن فاتت عنه ترجمتهم ، وأوصل تراجمهم الى تراجم الذين نشأوا في عصره وأدركوا أوائل القرن السابع . وكذا فعل الشيخ رشيد الدين ابن شهر آشوب فألف ( معالم العلماء ) وألحق بآخره أقساما من أعلام شعراء الشيعة المخلصين لاهل البيت . وبعده أدرج العلامة الحلي المتوفى ( 726 ) والشيخ تقي الدين الحسين بن داود بعض علماء القرن السابع في رجاليهما ثم بعدهما ألف السيد علي بن عبد الحميد النيلي المتوفى ( 841 ) رجاله ، وأمر السيد جلال الدين ابن الاعرج العميدي ان يلحق به العلماء المتأخرين ، فالحق به حسب أمره جمعا منهم ، ونقلهم عنه صاحب المعالم ، وكذا الشيخ الشهيد المتوفى ( 786 ) أورد في مجموعته جمعا من العلماء مع تواريخهم ، ثم صار صاحب المعالم في( التحرير الطاووسي ) . حتى انتهى الى القرن الحادي عشر فزهى نشاط تدوين أحاديث أهل العصمة عليهم السلام وحث المحدثون والعلماء قاطبتهم عليه ، واعتنوا بها بعدما درست كل العناية ، وأقبلوا بالشرح والتعليق عليها ، وجدير أن يقال هو العصر الذهبي للحديث . الى أن وفق الله تعالى أساطين الحكمة والفلسفة الى الشرح والتعليق عليها ، ومن جملتهم وابرزهم هو المولى السيد محمد باقر الحسيني الاسترابادي المعروف ب ( الداماد ) فقد كان من ائمة الحكمة والفلسفة والكلام والفقه والرجال والاثار . وقد وقعت آراءه الرجالية مطرحا للانظار ، وكل من أتى بعده من الرجاليين تلقى آراءه الرجالية بالقبول ، واستندوا إليه كل الاستناد ، وصار رأيه حجة للمؤالف |6| على المخالف ، وكفاه تبجيلا أنه لا تخلو ولا واحدة من الكتب الرجالية من ذكر آرائه وأنظاره الى يومنا الحاضر . وله تصانيف كثيرة في البحوث الرجالية ، سنذكرها في مصنفاته ، ومن اهمها وأعلاها قيمة كتابه النفيس التعليقة على كتاب رجال الكشي ، وسوف نبحث عنها في مقامه ( 1 ) 1 ) استخرجت أكثر هذه المقدمة من كتاب الذريعة . |7| ترجمة المؤلف هو السيد محمد باقر ابن السيد الفاضل المير شمس الدين محمد الحسيني الاسترابادي الاصل - الشهير ب ( داماد ) ، وكان والده المبرور ختن شيخنا المحقق علي ابن عبد العالي الكركي ( رحمه الله ) ، فخرجت هذه الدرة اليتيمة من صدف تلك الحرة الكريمة ، وطلعت هذه الطلعة الرشيدة من أفق تلك النجمة السعيدة . وكان سبب هذه المواصلة ان الشيخ الاجل علي بن عبد العالي رأى في المنامأمير المؤمنين عليه السلام ، وأنه يقول له : زوج بنتك من مير شمس الدين ، يخرج منها ولد يكون وارثا لعلوم الانبياء والاوصياء ، فزوج الشيخ بنته منه ، وتوفيت بعد مدة قبل أن تلد ولدا ، فتحير الشيخ من ذلك وأنه لم يظهر من منامه اثر ، فرأى أمير المؤمنين عليه السلام مرة أخرى في المنام وهو عليه السلام يقول له : ما أردنا هذه الصبية بل البنت الفلانية فزوجها اياه ، فولدت السيد المحقق المذكور . وجه تلقبه بالداماد : لقب والده الشريف للتعظيم لهذه المواصلة ب ( الداماد ) الذي هو بمعنى الختن بالفارسية ، ثم غلب عليه وعلى ولده بعده ذلك اللقب الشريف ، ولقب هو نفسه بذلك ، كما في بعض المواضع بهذه الصورة : ( وكتب بيمناه الدائرة أحوج الخلق الى الله الحميد الغني محمد بن محمد يدعى باقر بن داماد الحسيني ختم الله له بالحسنى حامدا مصليا ) .