بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید أسباب النزول تأليف أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري 468 ه 1388 ه - 1968 م توزيع دار الباز للنشر والتوزيع عباس أحمد الباز مكه المكرمة الناشر مؤسسة الحلبي وشركاه للنشر والتوزيع 14 شارع جواد حسني - القاهرة تليفون 56155 -------------------- 2 دار الاتحاد العربي للطباعة لصاحبها محمد عبد الرزاق 19 كنيسة الارمن ش الجيش تليفون : 934098 -------------------- 3 لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا[ قرآن كريم ] بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر ولا تعسر قال الشيخ الامام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري رحمه الله : الحمد لله الكريم الوهاب ، هازم الاحزاب ، ومنشئ السحاب ، ومرسل الهباب ، ومنزل الكتاب ، في حوادث مختلفة الاسباب . أنزله مفرقا نجوما وأودعه أحكاما وعلوما ، قال عز من قائل : ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) أخبرنا الشيخ أبو بكر أحمد بن محمد الاصفهاني ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد ابن حيان ، قال : حدثنا أبو يحيى الرازي ، قال حدثنا سهل بن عثمان العسكري قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا أبو رجاء قال : سمعت الحسن يقول في قوله تعالى - وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث - ذكر لنا أنه كان بين أوله وآخره ثماني عشرة سنة ، أنزل عليه بمكة ثماني سنين قبل أن يهاجر ، وبالمدينة عشر سنين . أخبرنا أحمد قال : أخبرنا عبد الله قال : أخبرنا أبو يحيى الرازي قال : حدثنا سهل ، قال : حدثنا يحيى بن أبي كثير عن هشيم عن داود عن الشعبي قال : فرق الله تنزيله فكان بين أوله وآخره عشرون أو نحو من عشرين سنة أنزله قرآنا عظيما ، وذكرا حكيما وحبلا ممدودا ، وعهدا معهودا ، وظلا عميما ، وصراطا مستقيما ، فيه معجزات باهرة ، وآيات ظاهرة ، وحجج صادقة ، ودلالات ناطقة ، دحض به حجج المبطلين ، ورد به كيد الكائدين ، وأيد به الاسلام والدين ، فلمع منهاجه ، وثقب سراجه ، وشملت -------------------- 4 بركته ، ولمعت حكمته على خاتم الرسالة ، والصادع بالدلالة ، الهادي للامة ، الكاشف للغمة ، الناطق بالحكمة ، المبعوث بالرحمة ، فرفع أعلام الحق ، وأحيا معالم الصدق ،ودمغ الكذب ومحا آثاره ، وقمع الشرك وهدم مناره ، ولم يزل يعارض ببيناته المشركين حتى مهد الدين ، وأبطل شبه الملحدين ، صلى الله عليه صلاة لا ينتهى أمدها ، ولا ينقطع مددها ، وعلى آله وأصحابه الذين هداهم وطهرهم ، وبصحبته خصهم وآثرهم ، وسلم كثيرا . وبعد هذا فإن علوم القرآن عزيرة ، وضروبها جمة كثيرة ، يقصر عنها القول وإن كان بالغا ، ويتقلص عنها ذيله وإن كان سابغا ، وقد سبقت لي ولله الحمد مجموعات تشتمل على أكثرها ، وتنطوي على غررها ، وفيها لمن رام الوقوف عليها مقنع وبلاغ ، وعما عداها من جميع المصنوعات غنية وفراغ ، لاشتمالها على أعظمها محققا ، وتأديته إلى متأمله متسقا ، غير أن الرغبات اليوم عن علوم القرآن صادفة كاذبة فيها ، قد عجزت قوى الملام عن تلافيها ، فآل الامر بنا إلى إفادة المبتدئين المتسترين بعلوم الكتاب ، إبانة ما أنزل فيه من الاسباب ، إذ هي أوفى ما يجب الوقوف عليها ، وأولى ما تصرف العناية إليها ، لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها ، دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها ، ولا يحل القول في أسباب نزول الكتاب ، إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ، ووقفوا على الاسباب ، وبحثوا عن علمها وجدوا في الطلاب ، وقد ورد الشرع بالوعيد للجاهل ذي العثار في هذا العلم بالنار .