رسالة التوحید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رسالة التوحید - نسخه متنی

محمد عبده

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

في فروع الأحكام لا فى أصول العقائد ثم كان الناس في الزمنين يفهمون إشارات الكتاب ونصوصه ويعتقدون
بالتنزيه ويفوضون فيما يوهم التشبيه ولا يذهبون وراء ما يفهمه ظاهر اللفظ
كان الأمر على ذلك إلى أن حدث ما حدث في عهد الخليفة الثالث وأفضى إلى قتله هوى بتلك الأحداث ركن
عظيم من هيكل الخلافة واصطدام الإسلام وأهله صدمة زحزحتهم عن الطريق التى استقاموا عليها وبقى
القرآن قائما على صراطه إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون وفتح للناس باب لتعدى الحدود التى حدها
الدين فقد قتل الخليفة بدون حكم شرعى وأشعر الأمر قلوب العامة أن شهوات تلاعبت بالعقول في أنفس من
لم يملك الإيمان قلوبهم وغلب الغضب على كثير من الغالين في دينهم وتغلب هؤلاء وأولئك على أهل
الأصالة منهم فقضيت أمور غير ما يحبون
--------------------
8
وكان من العاملين في تلك الفتنة عبد الله بن سبأ يهودى أسلم وغلا في حب على كرم الله وجهه حتى زعم أن
الله حل فيه وأخذ يدعو إلى أنه الأحق بالخلافة وطعن على عثمان فنفاه فذهب إلى البصرة وبث فيها فتنته
فأخرج منها فذهب إلى الكوفة ونفث ما نفث من سم الفتنة فنفى منها فذهب إلى الشام فلم يجد فيها ما يريد
فذهب إلى مصر فوجد فيها أعوانا على فتنته إلى أن كان ما كان مما ذكرناه ثم ظهر بمذهبه فى عهد على
فنفاه إلى المدائن وكان رأيه جرثومة لما حدث من مذاهب الغلاة من بعده
توالت الأحداث بعد ذلك ونقض بعض المبايعين للخليفة الرابع ما عقدوا وكانت حروب بين المسلمين انتهى
فيها أمر السلطان إلى الأمويين غير أن بناء الجماعة قد انصدع وانفصمت عرى الوحدة بينهم وتفرقت بهم
المذاهب في الخلافة وأخذت الأحزاب في تأييد آرائهم كل ينصر رأيه على رأى خصمه بالقول والعمل وكانت
نشأة الاختراع في الرواية والتأويل وغلا كل قبيل فافترق الناس إلى شيعة وخوارج ومعتدلين وغلا
الخوارج فكفروا من عداهم ثم استمر عنادهم وطلبهم لحكومة أشبه بالجمهورية وتكفيرهم لمن خالفهم زمنا
طويلا إلى أن اتضعضع أمرهم بعد حروب أكلت كثيرا من المسلمين وانتشرت فأرتهم في أطراف البلاد ولم
يكفوا عن شعال الفتن وبقيت منهم بقية إلى اليوم في أطراف أفريقيا وناحية من جزيرة العرب وغلا بعض
الشيعة فرفعوا عليا أو بعض ذريته إلى مقام الألوهية أو ما يقرب منه وتبع ذلك خلاف في كثير من العقائد
غير أن شيئا من ذلك لم يقف في سبيل الدعوة الإسلامية ولم يحجب ضياء القرآن عن الأطراف المتسائية عن
مثار النزاع وكان الناس يدخلون فيه أفواجا من الفرس والسوريين ومن جاورهم والمصريين والإفريقيين
ومن يليهم واستراح جمهور عظيم من العمل في الدفاع عن سلطان الإسلام وآن لهم أن يشتغلوا في اصول
العقائد والأحكام بما هداهم إليه سير القرآن اشتغالا بحرص فيه على النقل ولا يهمل فيه اعتبار العقل
ولا يغض فيه من نظر الفكر
--------------------
9
ووجد من أهل الإخلاص من انتدب للنظر في العلم والقيام بفريضة التعليم ومن أشهرهم الحسن البصرى فكان
له مجلس للتعليم والإفادة في البصرة يجتمع إليه الطالبون من كل صوب وتمتحن فيه المسائل من كل نوع
وكان قد التحف بالإسلام ولم يتبطنه أناس من كل ملة دخلوه حاملين لما كان عندهم راغبين أن يصلوا بينه
وبين ما وجدوه فثارت الشبهات بعدما هبت على الناس أعاصير الفتن واعتمد كل ناظر على ما صرح به القرآن
من إطلاق العنان للفكر وشارك الدخلاء من حق لهم السبق من العرفاء وبدت رءوس المشاقين تعلو بين
المسلمين
وكانت أول مسألة ظهر الخلاف فيها مسألة الأختيار واستقلال الإنسان بإرادته وأفعاله الأختيارية
ومسألة من ارتكب الكبيرة ولم يتب اختلف فيها وأصل بن عطاء وأستاذه الحسن البصرى واعتزله يعلم أصولا
لم يكن أخذها عنه غير أن كثيرا من السلف ومنهم الحسن على قول كان على رأى أن العبد مختار في أعماله
الصادرة عن علمه وإرادته وقام ينازع هؤلاء أهل الجبر الذين ذهبوا إلى أن الإنسان في عمله الإرادى
كأغصان الشجرة في حركاتها الأضطرارية كل ذلك وأرباب السلطان من بنى مروان لا يحفلون بالأمر ولا
يعنون برد الناس إلى أصل وجمعهم على أمر يشملهم ثم يذهب كل إلى ما شاء سوى أن عمر بن عبد العزيز أمر

/ 52