بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
وجزاءه هو الخبر لكن المعنى وهو المحكم في كل خلاف ينصر ما أثبتناه لأنك إذا حولت صيغة الجملة الشرطية من يسافر يبتهج إلى جملة اسمية قلت المسافر مبتهج وما اسم الشرط هنا إلا اسم موصول أضيف إليه معنى الشرط ففك صلته بفعله لفظاً لا معنى 3-خلاصة ومناقشة خلاصة ما يتحصل مما عرضناه من أقوال النحاة ومما لم نعرضه من أقوال مشابهة أنه إذا وقع اسم الشرط مبتدأ ففي خبره عندهم ثلاثة آراء أحدها أن جملتي الشرط والجواب معاً هما الخبر ثانيها أن جملة الجواب هي الخبر ثالثها أن جملة الشرط هي الخبر ولا شك أن لكل من هذه الآراء حجته ودليله ونحن لن نبادر إلى مناقشة هذه الآراء لأننا لن نصل في موضوعها إلى رأي واضح نجزم به إلا إذا عرفنا سبب الخلاف الذي أدى بهم إلى تباين الآراء واختلاف النتائج وسبب الخلاف فيما نرى هو اختلاف منطلقاتهم وتباين آرائهم -------------------- 49 في تحديد معنى الجملة فهم لم يحددوا مفهومها ولم يتفقوا عليه وهم لو فعلوا لزال الخلاف فيما بينهم ولقاربوا الإجماع أو ما يشبهه لقد كانت دراسة الجملة موزعة بين علمي النحو والمعاني وكان جل انصراف النحويين إلى المفردات وأحكامها والحروف ومعانيها والعوامل وما يترتب عليها وأما الجملة فلم يمسوها إلا مساً رفيقاً ومن ناحية إعرابها وتأويلها بالمفرد أو عدمه وهم لو درسوا الجملة بالتفصيل الذي بسطوه في دراسة المفردات لكان للدراسة اللغوية والنحوية من بحوثهم خير كثير لقد كان من النحويين من نظر إلى الكلام والجملة على أنهما مترادفان وقد صرح الزمخشري بذلك في كتابه المفصل فقال والكلام هو المركب من كلمتين أسندت إحداهما إلى الأخرى ويسمى الجملة وعلق ابن يعيش في شرحه للمفصل على كلام الزمخشري فقال إنه يريد الكلام الذي تنعقد به الفائدة ثم راح يفرق بين الكلام والقول والكلم والجواب وقال إن الكلام هو عبارة عن الجمل المفيدة وغير خاف أن جعله الجملة بمعنى الكلام وكون الكلام عندهم هو المفيد هو الذي دفعه وغيره إلى جعل فعل الشرط وجوابه معاً هما خبر اسم الشرط لأن المعنى لا يتم إلا بالجواب -------------------- 50 ولكن كثيرين من النحاة لا يرون هذا الرأي بل يفرقون بين الكلام والجملة فالكلام هو ما تتم به الفائدة وقد صرح بذلك ابن مالك فقال في ألفيته كلامنا لفظ مفيد كاستقم يعني بقوله كلامنا الكلام عند معاشر النحويين وإلى ذلك أشار ابن عقيل عند شرحه بيت ابن مالك فقال إن ابن مالك قال كلامنا لأن الكلام عند اللغويين هو اسم لكل ما يتكلم به مفيداً كان أو غير مفيد وبذلك بين ابن مالك وابن عقيل الفرق بين مفهوم الكلام عند كل من النحويين واللغويين وأوضحا أن الكلام في مصطلح النحويين هو المفيد ويؤكد ذلك ما نقله الزبيدي في تاج العروس كلم عن شيخه من أن الكلام يطلق على اللفظ المركب أفاد أم لا مجازاً على ما صرح به سيبويه في مواضع من كتابه من أنه لا يطلق حقيقة إلا على الجمل المفيدة وهو مذهب ابن جني وأما الجملة عند جمهور النحاة فتعبير صناعي أو مصطلح نحوي لعلاقة إسنادية بين اسمين أو اسم وفعل تمت الفائدة بها أم لم تتم ولذلك فهي أعم من الكلام والكلام أخص منها قال ابن هشام الكلام في اصطلاح النحويين عبارة عما اجتمع فيه أمران اللفظ والإفادة والمراد بالمفيد ما دل على معنى يحسن السكوت عليه وفصل ابن هشام ذلك في الجزء الثاني من كتابه مغني اللبيب في باب عقده للجملة عنوانه شرح الجملة