فی دارنا ثعلب (قصص الأطفال) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فی دارنا ثعلب (قصص الأطفال) - نسخه متنی

نزار نجار

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

كشف" فلفل" عن أسنانه البيضاء النّاصعة،
وبدا شارباه جميلين وهو يقول:
- سأكونُ أكثرَ علماً منك، وأكثر معرفةً
لو التهمتك على الفور يامغنّيتي الظريفة،
ذاتَ الصوتِ السّاحر..
لكنّ الفأرة الرمادية، التي أحبّت مجلاّت
الأطفال كثيراً، قفزت بعيداً عن القطّ "
فلفل" واختبأت بين صفحاتها، ثم.. اختفتْ!!
قلّب” فلفل” كلَّ مجلّةٍ صفحةً
صفحةً، بحثاً عنِ الفأرة المغنّية، فلم
يعثر لها على أثرٍ.. قرأ الصفحاتِ ودقّقَ
في زواياها وصُوَرِها، ولكنّه لم يجدْ
شيئاً..
ولايزال" فلفل" ينتظرُ، صدورَ كلّ مجلّةٍ
للأطفالِ. في كلِّ أسبوعٍ أو في كلِّ
شهرٍ،لعلّهُ يعثرُ على الفأرةِ الرماديةِ
المغنّية، ولايزالُ البحثُ جارياً..
.....
أصدقاء الغابة
كانَ الصّباحُ رائعاً.. والحياةُ بدأت في
الغابةِ، الأشجارُ تتمايلُ بهدوء-
وأغصانُها تتمطّى باسترخاء.. والعصافيرُ
الملوّنة تنتفضُ في أعشاشِها فيلتمعُ
ريشُها..
ثم لا تلبثُ أن تقفزَ إلى السّماءِ
الزرقاء..
أمّا الأرانبُ البيضاءُ الصّغيرةُ؛ فقد
انطلقتْ تنسلُّ هُنا وهناك بخفّةٍ
ورَشاقةٍ تقضمُ الأعشابَ الطريّة،
وتطاردُ الفراشاتِ. وتداعبُ الأزهار..
.. منْ بعيدٍ.. ظهرتْ عربةٌ عتيقةٌ، فوق
الطريق المتعرّجة، يجرّها حمار هزيل،
كانت تتأرجح بركّابها ذات اليمين وذات
الشمال تثير وراءها سحابة من الغبار، وهي
تقرقع بعجلاتها الخشبية، تنشر الضوضاء
فيما حولها، وتعكّر صفو الصّباح الجميل..
توقّفت الأرانب، نشرت آذانها الطويلة
تستطلع القادمين ، لكنّها ما لبثت أن هربت
مذعورة تنادي الأمان، وطارت العصافير
بعيدة في الفضاء، ثم اختفت عن الأنظار..
أيّ صباح هذا؟!
......
.........
بدت العربة تسير بتثاقل وضجيج، تئن
وتصرصركأنما تشكو لسكّان الغابة حظها
التعيس بل إنّها تتوقف بين الفينة
والفينة، حسب مزاج الحمار الهزيل..
كان الحمار ينصب أذنيه إلى الأمام، ويسرح
مستغرقاً في التفكير، وحين يفرقع السوط
فوق رأسه يعضّ طرف الحبل، ويضرب الأرض
برجليه ويحرن..
أيّة معاملة هذه التي يلقاها!!
عندئذ يبرز رأس أمّ سرحان العجوز
الشمطاء، يرتفع نقيقها حادّاً غاضباً،
كان ذلك هو صوتها الذي يشبه قوقأة الدجاج،
إنّها تأمر الحمار أن يتابع المسير..
- هيّا.. هيّا، إلى الأمام، ياغندور..
لكنّ الحمار لم يكن يسمع ، لأنه لايبالي
بهذا النقيق المزعج!..
هدوء الغابة يغريه بالتوقّف.. والتأمّل.
ما أطيب العيش هنا! ما أجمل الانطلاق في
قلب هذه الغابة الساحرة! لا عربة يجرّها،
ولا سوط يفرقع وراءه، ولا صراخ هذه العجوز
المجنون.. لاتنقّل بين القرى، ولا تعب.. ولا
جوع، ولا تشرّد..
ما أحلى أن ينعم بالحرية دون حدود، ينام
كيفما يشاء، ويستيقظ حين يحبّ أن يستيقظ،
يأكل ما يشتهي، ويتمرّغ فوق هذا العشب
الغضّ، يستلقي حين يريد.. لقد سئم هذه
الحياة، وملّ صحبة أم سرحان ونقيقها
المتواصل، ملّ زوجها أيضاً، وحيواناتها،
ملّ الألعاب التي يعرضونها على النّاس
لقاء لقيماتٍ معدودة.. كره حياة التمثيل،
والتصنّع، والتزييف، وطلاء الوجوه،
وتبديل الأقنعة، كره أصدقاءه كلّهم الكلب
نمرود، الذي ينبح دون توقّف. والقرد شدهان
الذي يعاكسه دائماً، والقطّة عبلة،
والديك يقظان، ألايحقّ لغندور أن يستريح
بعد الخدمة الطويلة، والتعب، والركض بين
القرى والبلدان؟!
وشعر غندور بالحزن، ولم يكن بمقدوره إلاّ
أن يقف معانداً أمّ سرحان، والاحتجاج على
سوء حظّه، فحرن وبدأ ينهق بصوت عالٍ:
- هيء.. هيء.. هيء.. هاء..
زعقت أمّ سرحان:
- أيها التّعس، ما بك اليوم، يبدو أنّك
مشتاق للسعات السّوط. ها.. جلدُك بحاجة إلى
حكّ.. هيّا.. هيّا قبل أنْ أسلخه..
نبح نمرود من ورائها بصوت مبحوح، إنّه
يشارك في الفوضى التي بدأت تسود ركاّب
العربة، قفز شدهان في الهواء، قلّب شفتيه
وضحك ساخراً وهو يقول:
- الحمار أغبى الحيوانات، انظروا ‍.!
غندور يرفض المسير.. ارتفع صياح الديك
المعهود:
- كوكو.. كو كو.. أنا أوافق على رأي القرد!
ولم يجد أبو سرحان بدّاً من التدخّل ليحسم
الأمر، فاندفع يهدّد الحمار؛ وهو يليّح
بالسّوط في الهواء. إنّه يريد أن يعيد
الهدوء إلى العربة،

/ 19