بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
على ذلك فإن كان كل واحد منهما قادرا على فعل ما يقدر عليه الآخر على طريق البدل من بدل الآخرة أو لا يكون كل واحد منهما قادرا على ذلك فإن كان كل واحد منهما قادرا على فعل ما يقدر عليه الآخر بدلا منه لم يصح أن يفعل كل واحد منهما ما يقدر عليه الآخر إلا بترك الآخر له وإذا كان كل واحد منهما لا يفعل إلا بترك الآخر له جاز أن يمنع كل واحد منهما صاحبه من ذلك ومن يجوز أن يمنع ولا يفعل إلا بترك غيره له فهو مدبر عاجز وإن كان كل واحد منهما لا يقدر على ما فعل مثل مقدور الآخر بدلا منه وجب عجزهما وحدوث قدرتهما والعاجز لا يكون إلها ولا ربا -------------------- 158 -------------------- 159 ثم نبه المنكرين للإعادة مع إقرارهم بالإبتداء على جواز إعادته تعالى لهم حيث قال لهم لما استكبروها وقالوا من يحيى العظام وهي رميم قل يحيها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم -------------------- 160 ثم أوضح لهم ذلك بقوله عز وجل الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون فدلهم بما يشاهدونه من جعله النار من العفار والمرخ وهما شجرتان -------------------- 161 خضراوان إذا حكت إحداهما الأخرى بتحريك الريح لهما اشتعل النار فيهما على جواز إعادته المياة في العظام النخرة والجلود المتمزقة ثم نبه عباد الأصنام لهم على فساد ما صاروا إلى عبادتها مع نحتها بقوله عز وجل أتعبدون ما تنحتون ثم قال والله خلقكم وما تعلمون فبين لهم فساد عبادتها ووجوب عبادته دونها بأنها إذا كانت لا تصير أصناما إلا بنحتكم لها فأنتم أيضا أولى أن تكونوا على ما أنتم عليه من الصور والهيئات التي لم تكن إلا بفعلي وإني مع خلقي لكم وما تنحتونه خالق لنحتكم إذ كنت أنا المقدر لكم عليه والممكن لكم منه -------------------- 162 ثم رد على المنكرين لرسله بقوله وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس وقال رسلا مبشرين -------------------- 163 ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) ثم احتج النبي صلى الله عليه وسلم على أهل الكتاب بما في كتبهم من ذكر صفته والدلالة على اسمه ونعته وتحدي النصارى لما كتموا ما في كتابهم من ذلك وجحدوه بالمباهلة عند أمر الله عز -------------------- 164 وجل له بذلك بقوله تعالى فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين وقال لليهود لما بهتوه فتمونوا الموت إن كنتم صادقين -------------------- 165 فلم يجسر أحد منهم على ذلك مع اجتماعهم على تكذيبه وتناهيهم في عداوته واجتهادهم في التنفير عنه لما أخبرهم بحلول الموت بهم إن أجابوه إلى ذلك