بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فلولا معرفتهم بحاله في كتبهم وصدقه فيما يخبرهم لأقدموا على إجابته ولسارعوا إلى فعل ما يعلمون أن فيه توهين أمره ثم إن الله عز وجل بعد إقامة الحجج عليهم أزعج خواطر جماعتهم للنظر فيما دعاهم إليه ونبههم عليه بالآيات الباهرة والمعجزات القاهرة وأيده بالقرآن الذي تحدى به فصحاء قومه الذين بعث إليهم لما قالوا أنه مفتري أن يأتوا بعشر سور مثله مفتريات أو بسورة مثله وقد خاطبهم فيه بلغتهم فعجزوا عن ذلك مع إخباره له أنهم لا يأتون بمثله ولو تظاهر على ذلك الإنس والجن -------------------- 166 وقطع صلى الله عليه وسلم عذرهم به وعذر غيرهم كما قطع موسى عليه السلام عذر السحرة وغيرهم في زمانه بالعصى التي فضحت سحرهم وبان بما كان منها لهم ولغيرهم أن ذلك من فعل الله وأن -------------------- 167 هذا ليس يبلغه قدرهم ولا يطمع فيه خواطرهم وكما قطع عيسى عليه السلام عذر من كان في زمانه من الأطباء الذين قد برعوا في معرفة العقاقير وقواما في الحشائش وقدر ما ينتهي إليه علاجهم وتبلغه حيلهم بإحياء الموتى بغير علاج وإبراء الأكمة والأبرص وغير ذلك مما قهرهم به وأظهر لهم منه ما يعلمون بيسير الفكر أنه خارج عن -------------------- 168 قدرهم وما يصلون إليه بحيلهم وكذلك قد أزاح نبينا صلى الله عليه وسلم بالقرآن وما فيه من -------------------- 169 العجائب علل الفصحاء من أهله وقطع به عذرهم لمعرفتهم أنه خارج عما انتهت إليه فصاحتهم في لغاتهم ونظموه في شعرهم وبسطوه في خطبهم وأوضح لجميع من بعث إليه من الفرق الذي ذكرناها فساد ما كانوا عليه بحجج الله وبيانه ودل على صحة ما دعاهم إليه ببراهين الله وآياته حتى لم يبق لأحد منهم شبهة فيه ولا احتيج مع ما كان منه صلى الله عليه وسلم في ذلك إلى زيادة من غيره ولو لم يكن ذلك كذلك لم يكن صلى الله عليه وسلم حجة على جماعتهم ولا كانت طاعته لازمة لهم مع خصامهم وشدة عنادهم قد احتجوا عليه ذلك ودفعوه عما يوجب طاعتهم له وقرعوه بتقصيره عن إقامة الحجة عليهم فيما يدعوهم إليه مع طول تحديه لهم وكثرة تبكيتهم وطول مقامه فيهم ولكنهم لم يجدوا سبيلا مع حرصهم عليه وإذا كان هذا على ما ذكرناه علم صحة ما ذهبنا إليه في دعوته صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد وإقامة الحجة على ذلك وإيضاحه الطرق إليها -------------------- 170 وقد أكد الله تعالى دلالة نبوته بما كان من خاص آياته صلى الله عليه وسلم التي نقض بها عاداتهم كإطعامه الجماعة الكثيرة في المجاعة الشديدة من الطعام اليسير -------------------- 171 وسقيهم الماء في العطش الشديد من الماء اليسير وهو ينبع من بين أصابعه حتى رووا ورويت مواشيهم -------------------- 172 وكلام الذئب وأخبار الذراع المشويه انها مسموة وانشقاق --------------------