ما الجنس الأدبي؟
جان ماري شيفيرترجمة الدكتور : غسّان السيّدالإهـــــــــــــداء :إلى أخوتي : ممدوح شريف نصر هيثم مهيبة والأخ غير الشقيق ناظم عيسىالمترجم: الدكتور غسان السيد، دكتوراه في الأدب المقارن من فرنسا، ومدرس مقرر الأدب المقارن في قسم اللغة العربيةفي جامعة دمشق.المؤلفات: 1ـ إشكالية الموت في أدب جورج سالم، دمشق،1993.2ـ الحرية الوجودية بين الفكر والواقع، دراسة في الأدب المقارن،1994 3ـ دراسات في الأدب المقارن والنقد، دمشق، 1995 الأعمال المترجمة عن الفرنسية 1ـ مقدمة في المناهج النقدية للتحليل الأدبي، بالاشتراك،1994 2ـ الحرب في القرن العشرين، لصالح مركز الدراسات العسكرية، قيد الطباعة.3ـ ما الأدب المقارن؟ 1996 4ـ ما الجنس الأدبي؟ بالإضافة إلى نشر مقالات في عدد من المجلات السورية والعربية.منها: المعرفة، والموقف الأدبي، وبناة الأجيال، ومجلة دراسات تاريخية، ومجلة علامات السعودية.المؤلف: جان ماري شيفر: باحث في مركز البحوث العلمية في فرنسا، ويعمل في مجال علم الجمال العام والنظرية الأدبية.بالإضافة إلى عدة مقالات، أصدر دراسة عن نظرية الرواية عند الرومانسيين الألمان (ولادة الأدب، PENS، 1983).ودراسة عن التصوير (الصورة العابرة، سوي، سلسة "الشعرية" ،1987).مقدمة المترجم: قلما حظيت مسألة الأجناس الأدبية باهتمام الدارسين والنقاد العرب.وقد يعود ذلك إلى عدم أهمية هذا الموضوع في الأدب العربي القديم حيث كان الاهتمام منصباً على الشعر وحده.أما الآن وبعد أن دخلت أجناس جديدة إلى الأدب العربي بفعل الاحتكاك بالغرب (القصة ـ والرواية ـ والمسرح ) فإنه من الواجب إعطاء هذه المسألة الأهمية التي تستحقها.لكن أي دراسة في هذا المجال ستعتمد على الدراسات الغربية، وذلك لندرة الدراسات في اللغة العربية.ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب للباحث جان ماري شيفير الذي يعمل في مركز البحوث العلمية في فرنسا، وينصب اهتمامه على مجال علم الجمال العام، والنظرية الأدبية.بالإضافة إلى مقالات عديدة نشرها في مجالات مختلفة، أصدر دراسة عن نظرية الرواية عند الرومانسيين الألمان (1983)، ودراسة عن التصوير (الصورة العابرة، سوي، عام1987).بالإضافة إلى كتاب "ما الجنس الأدبي" الذي صدر عام 1989، عن سلسلة الشعرية، تحت إشراف الناقد الفرنسي المعروف جيرار جينيت.أخيراً، أرجو أن تغني هذه الدراسة المكتبة العربية في هذا المجال.غسان السيد - موجز تاريخي لبعض المشاكل النظرية - ـ مسألة شائكة.سننطلق من ملاحظة وسؤال.على الرغم من أن الملاحظة عادية، فإننا نادراً مانبديها: يبدو أن التساؤلات المتعلقة بما يمكن أن تحصل عليه نظرية الأجناس قد أقلقت المشتغلين بالأدب خاصة، في حين أن اهتمام المختصين بهذه المسألة من الفنون الأخرى، أقل.على الرغم من ذلك، إن استخدام التصنيفات الجنسية في الموسيقى أو في الرسم أو غير ذلك يثبت أن انتشار هذه التصنيفات في الفنون غير اللفظية ليس أقل من انتشارها في مجال الأدب.ولايمكن كذلك تفسير الاختلاف من خلال الاعتماد على خصوصية الوسيط اللفظي: ارتكزت مسألة وضع الأجناس دائماً على الأجناس الأدبية، وقلما طرحت بالنسبة لأجناس غير أدبية أو لنشاطات خطابية شفهية، على الرغم من أنه في هذين المجالين تُلاحظ يومياً تمييزات جنسية متعددة.في الواقع، التمييزات النوعية (المتعلقة بالأجناس) موجودة في كل أحاديثنا عن الممارسات الثقافية: في كل لحظة يحدث أن نميز سوناتة* عن سمفونية، وأغنية فولك، وقطعة بي ـ بوب عن قطعة فري جاز، ومنظر طبيعي عن طبيعة ميتة أو عن لوحة تاريخية، ولوحة تشكيلية عن لوحة تجريدية، ودراسة فلسفية عن خطبة وعظية أو كتاب رياضيات، واعتراف عن مجادلة أو عن قصة، وكلمة روحية عن طرفة، وتهديد عن وعد أو أمر، ومحاكمة عن هذر.إلخ.
من هنا يأتي هذا