حکایات بلا شتاء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حکایات بلا شتاء - نسخه متنی

محمد شاکر السبع

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

توقف العم كمال ليؤكد:

-أن خالك هاشم بدون عقل.

-ماذا؟

-لا تعترض.. أي رجل يمتلك عقلاً رصيناً يترك التوأمين وحدهما؟.. يبدو أن الحزن لفقد أمهما هو الذي أفضى بهما إلى الخوف، وهكذا انتبها لسقف المرافق الصحية وأحد جدرانها، كان الجدار مائلاً وبعيداً عن السقف عن خط الارتكاز.. كانت هناك فتحة كبيرة جداً على امتداد خط الارتكاز، تسمح لماء المطر أن يبلل من يقضي حاجته في تلك المرافق شتاء، كما تجعل أشعة الشمس والتراب يتسللان منها. تذكر سعد وسعيد تلك الفتحة.. تذكرا الجدار المائل.. تذكروا السقف الذي يبدو وكأنه على وشك الانهيار.. كما تذكرا زوجة الأب القاسية التي صنع قلبهما من حجر. ناح سعد:

-ذلك السقف سينهار على أمي. أوشك سعيد على البكاء:

-ذلك الجدار المائل الذي يهتز كثيراً سيسقط على أمي. قال سعيد:

-وعندئذ ستموت. أضاف سعيد:

-وسنصبح من الأيتام. قال سعد دافعاً بالحوار إلى نقطة أخرى:

-من يرعى الأيتام؟.. أمنا ستكون مرتاحة في قبرها. سأله سعيد:

-كيف عرفت؟ أجابه سعد:

-هي قالت ذلك.. ألم تسمعها؟.. نحن اللذين سنتعذب. طفت الروح الشريرة لسعيد على السطح، فسأل بحنق:

-من يعذبنا؟ أجاب سعد:

-زوجة الأب. هز سعيد رأسه بحكمة رغم صغر سنه:

-تلك المرأة القاسية. أضاف سعد:

-قلبها مصنوع من حجر. بدأ التوأمان يتخيلان ما ستصنع بهما تلك المرأة القاسية القلب.. قال سعد:

-ستجبرنا على النوم بدون عشاء. أضاف سعيد متنهداً بحزن:

-ستجعلنا ننام على الأرض. سأله سعد:

-في الصيف؟ أكد سعيد:

-كلا.. في الشتاء. اختنق سعد بالبكاء:

-القاسية. زمجر سعيد:

-إنها بلا قلب. قال سعد والدموع في عينيه:

-ليت الأمر يتوقف عند هذا.. سأله سعيد بخوف:

- ماذا ستفعل زوجة الأب القاسية؟ أجاب سعد بصوت مختنق:

-ستكوى أطرافنا وظهرينا بسكين محماة فوق النار. شم التوأمان رائحة اللحم المشوي... ناح سعيد:

-وتطعم لحمنا المشوي للقطط. أضاف سعد:

-لا تنس الكلاب. ظلا يتقاذفان زوجة الأب المزعومة بينهما:

-إنها قاسية.

-قلبها من صخر.

-ليس لها قلب.

-لها، ولكنه من صخر.

-سيضعها الله في النار.

-بعد أن تكون القطط والكلاب قد انتهت من أكلنا. قال سعد والدموع على خديه:

-سأقتلها. علق سعيد:

-لن تستطيع.. الأشرار لا يموتون بسرعة. تأفف سعد:

-لماذا خلق الله أبانا حتى نتعذب؟ قال سعيد:

-بل لماذا خلق أمنا التي ستذهب للقبر لترتاح ونحن سنتناول العذاب بالملاعق؟ قال سعد:

-لولا ذلك الجدار المائل الذي سيسقط على أمنا فتموت.. لولا ذلك السقف الذي سينهار عليها فتموت. عند هذه النقطة من الحوار، التفت التوأمان ببطء أحدهما نحو الآخر.. أطلت روحاهما الشريرتان من عينيهما.. لم يتحدثا.. لم ينطقا كلمة واحدة، لكنهما عرفا كيف يدافعان عن سعادتهما.. يجب أن لاتموت أمهما... يجب أن لا تذهب إلى القبر لترتاح. قطع العم كمال حديثه وسألني:

-لماذا تنظر إلي هكذا أيها الوغد؟

-هل دار ذلك الحوار بينهما؟

-آه.. عدت للاعتقاد أنني أختلق نصف الحكاية.. هذا مادار بينهما، وعليك أن تستمع... المهم.. حصلا على فأسين.. هدما

/ 33