بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الجدار المائل، فانهار السقف من تلقاء نفسه، ثم حدثت الكارثة. -كارثة؟ قال العم كمال:-أن الله وحده يعلم كيف بنيت بيوتنا القديمة.. بعد أن انهار السقف انهار معه نصف السلم.. نصف السلم سحب معه أعمدة الطارمة، وتبعتها الطارمة.. أن أحداً في مدينتنا لم ير بيتاً بهذا الشكل. -إنهار بيت خالي هاشم؟ -نعم.. لم يبق منه سوى الباب الخارجي ونصف السلم الذي لا يعرف أحد كيف ظل معلقاً في مكانه. -لكنني لم أسمع أن بيتاً لأحد أخوالي قد انهار. قال العم كمال بهدوء:-ليس المهم أن تسمع.. المهم ما حدث.. لقد وقف خالك هاشم مرتعشاً أمام الجد:-هدما بيتي يا أبي. قال الجد الطيب:-يا ولدي الذي يشبه إخوته الذين يشبهون الحمير كثيراً، ألا تحبهما كثيراً؟ -وهل هناك أب يكره أولاده؟ دهش الجد وظل يردد لفترة طويلة:-على أحدهم أن يشرح لي.. كيف نطق ذلك الحمار هاشم الذي هو ولدي بتلك الحكمة؟. الحـــارس الأمــــين -آ...آ....آ... عن أي طبيب مزعوم كنت تبحث أيها العاق... عاق؟.. لا... إنما وغد الأوغاد. ليس غير الأسى ما شعرت به، ذلك الضرب من الأسى الممزوج بالمرارة الذي يمكن للقلب أن ينؤ به. هل اطوى جوانحي على صورة العم كمال التي ظلت متألقة من زمن يرقى إلى الطفولة، حتى لا أصاب بالكمد؟. كيف السبيل إلى إيقاف عم ودود جميل من التحول إلى مستبد؟. هل في الو.. -آ.. آ... هل وجدت ذلك الطبيب المزعوم يا وغد الأوغاد؟ -يا عم، إنك لتعرف جيداً أنني معك مـ.. -من أجل ماذا يابن أخي الأكثر عقوقاً من كل أبناء الأخوة في هذا العالم؟ وأضاف للنكاية:-في طول العالم وعرضه. حين وجدني ساكتاً أمعن في استبداده:-أنا أكبر كذاب في طول البلاد وعرضها؟ -يا عم.. -لتسكت. بلغ بك العقوق أنك لم تتلف حكاياتي، وإنما جعلت أباك يقول عني أنني.. آ.. لا أريد أن أكرر تلك الأوصاف، تلك الكلمات التي تشبه السكاكين. هل صحيح أنه قال تلك الكلمات؟ -أية كلمات؟ -إنني أكبر كذاب في طول البلاد وعرضها؟. وإنني سأجعل منكم أنتم الصغار كذابين لا يضارعون؟ -ألم نتحدث في هذا الأمر يا عم؟.. ألم أشرح الأمر بشكل لا لبس.. -لبس؟.. غششتني يا وغد الأوغاد في ذلك الحديث.. كيف حشرت كل تلك الحيوانات في حكاياتي؟.. بغال وقطط سود وقطط بيض وحمير وكلاب ومالا أدري من حيوانات لا أعرفها أو لم أسمع بها. أيقنت أنه من الحق الدفاع عن مقاصدي النبيلة، فحين تركته لهثت طويلاً في الممرات وبين الردهات بحثاً عن طبيب، إذ بات تنفسه عسيراً، أو هكذا خيل إلي. غير أنني الآن أجلس بين يديه لأتلقى تقريعه. تهيأت لبدء دفاعي، لكن العم كمال فاجأني:-أتعلم أن الوحيد الذي مات في حياة جدك هو خالك نجم؟ شعرت أنني سأسقط ميتاً. هاهي وسيلة جديدة للهجوم على أهل أمي، يجعلني أدافع عن نفسي ويهاجم أخوالي.. -خالك نجم كان قاطع طريق حقيقياً... -يا عم ألا يمكن أن تترك أخوالي ينعمون براحة نومهم الأبدية؟. ألا يكفيك سخرية منهم؟ -من يسخر يا وغد الأوغاد؟.. أنا؟.. ما فعله خالك نجم قبل أن يموت بقليل جعل جدك ينظر في كل اتجاه بعينين ملؤهما الجزع. قيل أنه كاد يطرح جدتك أرضاً وهو يزعق بصوته المجلجل:-أهذا ابني الذي أنجبته منك؟. بالتأكيد إنه ليس حماراً، لكن من يكون؟. أنا أعلم أن أولادي أكبر قطيع من الحمير في العالم، لكن نجم هذا من يكون؟.. قاطعته متضرعاً:-يا عم كفاك شتماً لأخوالي، ألا تقدر مدى العذاب الذي تغرغرني به؟ -لم أشتم أحداً يا وغد الأوغاد، أنا أحكي لك ماحدث.. -لا أريد أن أسمع. هدر العم كمال:-لا تقاطعني. عليك أن تسمع مافعله قاطع الطريق ذاك الذي هو خالك بقطاع الطرق الذين هم أخوالك. إذن، لن يفلت أخوالي من قبضة عمي كمال. إنه سيبطش بهم جميعاً دون رحمة ودون أن يكون بمستطاع أحد أن يدافع عنهم، مادام قد تمترس منذ البداية وراء ما يدعي أنها