بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
معاند فاجر يضل الناس خفيا ببدعته أو يقهر ذاك بسيفه وسوطه أو يستميل قلبه بماله ليضله عن سبيل الله حمية لبدعته وذبا عن ضلالته ليرد المسلمين على أعقابهم ويفنهم عن أديانهم بعد أن استجابوا لله وللرسول طوعا وكرها ودخلوا في دينهما رغبة أو -------------------- 16 قهرا حتى كملت الدعوة واستقرت الشريعة بداية ظهور البدع فلم تزل الكلمة مجتمعة والجماعة متوافرة على عهد الصحابة الأول ومن بعدهم من السلف الصالحين حتى نبغت نابغة بصوت غير معروف وكلام غير مألوف في أول إمارة المروانية تنازع في القدر وتتكلم فيه حتى سئل عبد الله بن عمر فروى له عن رسول الله الخبر بإثبات القدر والإيمان به وحذر من خلافه وأن ابن عمر ممن تكلم بهذا أو اعتقده بريء منه وهم براء منه وكذلك عرض على ابن عباس وأبي سعيد الخدري وغيرهما فقالا له مثل مقالته وسنذكر هذه الأقاويل باسانيدها وألفاظها في المواضع التي تقتضيه إن شاء الله -------------------- 17 ما تعرضت له القدرية من العلماء والحكام ثم انطمرت هذه المقالة وانجحر من أظهرها في جحره وصار من اعتقدها جليس منزلهوخبأ نفسه في السرداب كالميت في قبره خوفا من القتل والصلب والنكال والسلب من طلب الأئمة لهم لإقامة حدود الله عز وجل فيهم وقد أقاموا في كثير منهم ونذكر في مواضعه أساميهم وحث العلماء على طلبهم وأمروا المسلمين بمجانبتهم ونهوهم عن مكالمتهم والاستماع إليهم والاختلاط بهم لسلامة أديانهم وشهروهم عندهم بنا انتحلوا من آرائهم الحديثة ومذاهبهم الخبيثة خوفا من مكرهم أن يضلوا مسلما عن دينه بشبهة وامتحان أو بريق قول من لسان وكانت حياتهم كوفاة ج وأحياؤهم عند الناس كالأموات المسملون منهم في راحة وأديانهم في سلامة وقلوبهم ساكنة وجوارحهم هادية وهذا حين كان الإسلام في نضارة وأمور المسلمين في زيادة ظهور الاتجاه العقلي فمضت على هذه القرون ماضون الأولون والآخرون حتى ضرب الدهر ضرباته وأبدى من نفسه حدثانه وظهر قوم أجلاف زعموا أنهم لمن قبلهم أخلاف وادعوا أنهم أكبر منهم في المحصول وفي حقائق المعقول وأهدى إلى التحقيق وأحسن نظرا منهم في التدقيق وأن المتقدمين تفادوا من النظر لعجزعم ورغبوا عن مكالمتهم لقلة فهمهم وأن -------------------- 18 نصرة مذهبهم في الجدال معهم حتى أبدلو من الطيب خبيثا ومن القديم حديثا وعدلوا عما كان عليه رسول الله وبعثه الله عليه وأوجب عليه دعوة الخلق إليه وأمتن على عباده إتمام نعمته عليهم بالهداية إلى سبيله فقال تعالى واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به فوعظ الله عز وجل عباده بكتابه وحثهم على اتباع سنة رسوله وقال في آية اخرى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالجدال والخصومة فرغبوا عنهما وعولوا على غيرهما وسلكوا بأنفسهم مسلك المضلين وخاضوا مع الخايضين ودخلوا في ميدان المتحيرين وابتدعوا من الأدلة ما هو خلاف الكتاب والسنة رغبة للغلبة وقهر المخالفين للمقالة ثم اتخذوها دينا واعتقادا بعدما كانت دلايل الخصومات والمعارضات وضللوا من لا يعتقد ذلك من المسلمين وتسموا بالسنة والجماعة ومن خالفهم وسموه بالجهل والغباوة فأجابهم إلى ذلك من لم يكن له قدم في معرفة السنة ولم يسع في طلبها لما يلحقه فيها من المشقة وطلب لنفسه الدعة والراحة واقتصر على اسمه دون رسمه لاستعجال الرياسة ومحبة اشتهار الذكر عند العامة والتقلب بإمامة أهل السنة وجعل دأبه الاستخفاف بنقله الاخبار وتزهيد الناس أن يتدينوا بالآثار لجهله بطرقها وصعوبة المرام بمعرفة معانيها وقصور فهمه عن مواقع الشريعة منها ورسوم التدين بها حتى عفت رسوم