شرح الحکم العطائیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح الحکم العطائیة - نسخه متنی

عبدالمجید شرنوبی؛ تحقیق: السید مصعب یعقوب

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


للشرنوبي 1348 هـ
الملف طبعه ودققه السيد مُصْعَب يعقوب، وانتهى تدقيقه بالمقابلة (شخص يقرأ وشخص يدقق) في شهر آذار
(مارس) 1999 والحمد لله
هذا الملف موافق لنسخة دار ابن كثير - بيروت -ط 1 - 1408 هـ - 1988 م
1 مقدمة ص 13
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي عطاؤه قِسَم ، وصُنعهُ حكم . والصلاة والسلام على أفضلِ من نصح ، وأعدلِ من حكم ،
سيدنا محمد سيدِ الأولين والآخرين ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
( وبعد ) فيقول أفقر العباد إلى مولاه الغني عبد المجيد الشرنوبي الأزهري _ بلّغه الله الأمل ووفقه
لصالح العمل _ : لما كانت حكم السيد السري العارف بالله تعالى سيدي أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن
عطاء الله السكندري مِنْ أنفع ما يَتَوَصَّلُ به المريد إلى معرفة طريق العارفين الموصلة إلى ذي
العرش المجيد ، لاشتمالها على دقائق التوحيد المنيفة مع اختصار عباراتها الرائقة اللطيفة ، أردت أن
أشرحها بشرح وسط خال من التطويل والغلط يراه الناظر لها كالمصباح ، ويتحقق أنه ثمرة ما غرسه الشراح .
فإني دخلت بستان العارفين الأعلام واجتنيت يانع الثمرات من حدائق الأفهام ، وقربت للجاني الجنى ،
ورجوت من الله بلوغ المنى ، مع اعترافي بأن باعي قصير ، وذهني كليل ، لكن أردت التشبه بهؤلاء السادة
على حد ما قيل :
فَتَشَبَّهوا أن لم تكونُوا مثلَهم إن التَّشَبُّهَ بالكرام فلاح
وقد اختبرتها بالعد فإذا هي مائتان وأربع وستون حكمة ، غير مكاتباته لبعض إخوانه ، ومناجاته
المشتملة على الحكم المهمة ، فاخترت أن أذكر كل حكمة بتمامها بين قوسين ، وأتبعها بالشرح ، ليقرب
للناظر فهمها ، وتقر منه العين . وقصدت بذلك دخولي في عداد من خدم حكم هذا العارف الكبير راجياً
الاستمداد من بحر أفضاله ، فإنه ذو المدد الشهير ، وقد فتح على كثير من أهل الأزهر ببركاته . نفعنا
الله به ، وأعاد علينا من باهر نفحاته .
كان رضي الله عنه ترجمان الحقيقة ، ومعدن السلوك والطريقة ، مالكي المذهب ، نشأ بالإسكندرية ، وكانت
وفاته سنة تسع وسبعمائة بمصر المحمية ، وعلى مقامه في سفح الجبل من الأنوار ما يبهر الزوار .
ثم اعلم أن الحكم جمع حكمة ؛ وهي كل كلمة حصل لك بها نفع ، وقال العلامة الأمير : الحِكَم جمع حكمة ؛
وهي العلم النافع ، وليس ذلك إلا علم الشريعة الشامل للفقه والتوحيد والتصوف ، لكن لما كان علم
التصوف هو العلم الباحث عن تهذيب النفس ، وتصفيتها من الصفات المذمومة ، والتنبيه على ما يعرض
للعبادات والمعاملات من الآفات المهلكة كالكِبْر والرياء والعجب ، وتعريف الطرق المخلصة من ذلك
كان أنفع العلوم فخص باسم الحكم ا ه .
1 الحِكَم
2 _ نقصان الرجاء عند الاعتماد على العمل. . ص 14
وهذا أوان الشروع في المقصود . فأقول متوسلاً في القبول بحبيب الملك المعبود :
قال العارف رضي الله عنه :
من علامة الاعتمادِ على العَمَلِ ، نُقْصانُ الرَّجاءِ عند وجودِ الزَّللِ .
يعني أن من علامات تعويل العامل على عمله أن ينقص رجاؤه في رحمة الله عند وجود زلله . ومفهومه رجحان
الرجاء عند التحلي بالعمل والتخلي عن الزلل ، وهذه الحكمة إنما تناسب العارفين الذين يشاهدون أن
الأعمال كلها من رب العالمين ، لملاحظتهم قوله سبحانه في كتابه المكنون : وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ
وَمَا تَعْمَلُونَ
(96) الصافات
ص 15

/ 74