تاریخ الجزائر المعاصر جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ الجزائر المعاصر - جلد 1

محمد العربی الزبیری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تاريـــخ الجـزائر المعــاصر
- الجزء الأول -
الدكتور : محمد العربي الزبيري
تاريخ الجزائر المعاصر
( الجزء الأول )
دراســـــــــــــة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
تقـــــديم
قال أبو حاتم الرازي المتوفى سنة 277هـ:
"إذا كتبت فقمش، وإذ حدثت ففتش". وعندما
نرجع إلى طرق البحث المعاصرة نستسمحه
لإضافة "وإذا ألفت فهمش". لأن الخائض في علم
التاريخ مطالب أكثر من غيره بتقديم الدليل
القاطع على صحة ما يورده من معلومات،
والإتيان بالحجة الدامغة لتبرير ما يطرحه
من أفكار وآراء وما ينشره من قضايا أساسية
حول موضوعات قد تتعدد فيها الروايات
وتتكاثر الأقلام لقرع أبوابها بحثاً عن
الحقيقة أو عملاً على تغييبها لسبب من
الأسباب وما أكثرها كما سنرى فيما بعد.
وإذا كان التاريخ علماً في تحريه الحقيقة
والعمل على تسليط الأضواء عليها
وتقديمها، كما هي، فإن الباحث في هذا
العلم، مطالب، إضافة إلى تمكنه من العلوم
الموصلة، بإعطاء قيمة بالغة الأهمية
للأصول التي هي صلته الوحيدة بالموضوع
المزمع دراسته والتي هي جميع الآثار التي
خلفتها عقول السلف أو أيديهم، وإذا ضاعت
ضاع التاريخ معها وفقاً لنص القاعدة
العامة.
وفي أثناء الاهتمام بتلك الأصول وهو ما
يسميه المؤرخون بمرحلة التقميش، فإن
الباحث لا يمكنه إلا أن يستفيد من
الاسترشاد بما جاء في مقدمة المقدمة حيث
يؤكد مؤسس علم التاريخ وموجد علم الاجتماع
إن الكتابة في التاريخ تحتاج إلى "مآخذ
متعددة ومعارف متنوعة وحسن نظر وتثبيت
يفضيان بصاحبهما إلى الحق وينكبان به عن
المزلات والمغالط، لأن الأخبار إذا اعتمد
فيها على مجرد النقل ولم تحكم أصول العادة
وقواعد السياسة وطبيعة العمران والأحوال
في الاجتماع الإنساني، ولا قيس الغائب
منها بالشاهد والحاضر بالذاهب، فربما لم
يؤمن فيها من العثور ومزلة القدم والحيد
عن جادة الصدق، وكثيراً ما وقع للمؤرخين
والمفسرين وأئمة النقل من المغالط في
الحكايات والوقائع لاعتمادهم فيها على
مجرد النقل غثاً أو سميناً، ولم يعرضوها
على أصولها ولا قاسوها بأشباهها، ولا
سبروها بمعيار الحكمة والوقوف على طبائع
الكائنات وتحكيم النظر والبصيرة في
الأخبار، فضلوا عن الحق وتاهوا في بيداء
الوهم والغلط.
انطلاقاً من هذا التقديم المقتضب
واقتناعاً بقول موسى بن سعيد الأندلسي:
ما كل ما قيل كما قيل..... فقد باشر الناس
الأباطيل رحت أقرأ تاريخ الجزائر في جميع
مراحله قراءة متأنية فاحصة، ولكن أدهشني
وأفجعني ما وقفت عليه من تخطيط تضليلي
تفنن في إحكامه مؤسسو المدرسة
الاستعمارية للتاريخ والمشرفون عليها
طيلة الليل المظلم الذي داهم الجزائر سنة
1830 وظل، إلى يومنا هذا، يحجب عنها الحقيقة
العارية خاصة بالنسبة للعهد العثماني
والحركة الوطنية وثورة نوفمبر 1954.
ففيما يخص القرون الثلاثة التي تمثل
واحداً من أمجد عصورنا من حيث التعمير
والإنشاء وتنظيم المدن وتخطيط شوارعها
ومن حيث الحفاظ على الأمن والاستقرار
وتوطيدهما والعناية الفائقة بالعلم
والعلماء، إن الكتابات الاستعمارية قد
تمكنت، بأساليب مختلفة، من ترسيخها في
أذهان الجزائريين أنفسهم، بما في ذلك
الأغلبية الساحقة ممن ينعتون بالمثقفين
والسياسيين، على أنها عهد الاحتلال
وسيطرة تركية وحكم أجنبي، ضاربين عرض
الحائط التعليل الحقيقي للحدث التاريخي
ومغفلين النظام الهيكلي للدولة الإسلامية
ومتجاهلين الإنجازات العظيمة التي حققتها
البلاد في تلك الفترة والتي يمكن
الاستدلال عليها، بكل بساطة، من خلال
المعاهدات السبعين التي أبرمت بين
الجزائر وفرنسا فيما بين 1535و 1830، والتي
تتعلق خاصة بما قامت به الأولى نحو
الثانية من إنجازات عسكرية بحرية
وإسعافات مالية واقتصادية واستراتيجية
ومساعدات غذائية، كما أننا نجد دليلاً على
عظمة الجزائر، يومها، في ذات الرسائل التي
كانت توجه إلى حكامها من طرف ملوك فرنسا
وأباطرتها حيث نقرأ في مستهل أغلبها: "إلى
السيد الأمجد الأعظم الأفخم
Illustre et magnifique seigneur de la ville et du royaume dalger
وعلى سبيل المثال نورد فقرة من رسالة
نابليون بونابرت إلى مصطفى باشا بتاريخ
20/07/1800.
Illustre et Magnifique seigneur, “LEtat de guerre survenu entre la
Rèpublique Francaise et la règence dAlger ne prit point sa source dans
les rapports directs des deux Etats. Il est aujourdhui sans motif”
Contraire aux intèrets des deux peuples, il le fut toujours aux
inclinations du gouvernement Francais, persuadè quil lest pareillement

/ 115