استقصا لاخبار دول المغرب الاقصی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

استقصا لاخبار دول المغرب الاقصی - نسخه متنی

احمد بن خالد سلاوی؛ تحقیق: جعفر الناصری، محمد الناصری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ولما انساق ملك إفريقية إلى المعز بن باديس بن المنصور بن بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي كان له
رغبة في مذهب أهل السنة خالف فيه أسلافه الذين كانوا على مذهب الشيعة الرافضة وكان الخليفة من
العبديين بمصر يومئذ المستنصر بالله معد بن الظاهر بن الحاكم بن العزيز بن المعز لدين الله والمعز
هذا هو الذي انتقل إلى مصر وبنى مدينة القاهرة
وكان المعز بن باديس الصنهاجي لا تزال المراسلات والهدايا تختلف بينه وبين المستنصر العبيدي صاحب
مصر كما كانت أسلافهما ثم إن المعز بن باديس ركب ذات يوم لبعض مذاهبه وذلك في أول ولايته فكبا به
فرسه فنادى مستغيثاً بالشيهين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فسمعته العامة وكان جمهورهم سنياً
فثاروا بالرافضة وقتلوهم أبرح قتل وأعلنوا بالمعتقد الحق ونادوا بشعار الإيمان وقطعوا من الأذان
حي على خير العمل
وكانت هذه الواقعة في أيام الظاهر العبيدي والد المستنصر فكاتب المعز بن باديس في ذلك فاعتذر إليه
بالعامة فأغضى عنه
واستمر ابن باديس على إقامة الدعوة لهم والمهاداة معهم وهو في أثناء ذلك يكاتب وزيرهم القائم بأمور
دولتهم أبا القاسم علي بن أحمد الجرجرائي ويستمليه ويعرض بيني عبيد وشيعتهم ويغض منهم
ثم هلك الوزير أبو القاسم سنة ست وثلاثين وأربعمائة وولي الوزارة
--------------------
165
بعده أبو محمد الحسن بن علي اليازوري أصله من قرى فلسطين وكان أبوه فلاحا بها فلما ولي الوزارة
خاطبه المعز بن باديس دون ما كان يخاطب به من قبله من الوزراء كان يقول في كتابه إليهم عبدكم وصار
يقول في كتاب اليازوري صنيعتكم فحقد ذلك عليه وصارت القوارص تسري من بعضهم إلى بعض إلى أن أظلم الجو
بين المعز بن باديس وبين المستنصر العبيدي ووزيره اليازوري فقطع ابن باديس الخطبة بهم على منابره
سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة وأحرق بنود المستنصر ومحا اسمه من السبكة والطرز ودعا للقائم العباسي
خليفة بغداد وجاءه خطابه وكتاب عهده فقرئ بجامع القيروان ونشرت الرايات السود وهدمت دور
الإسماعيلية
وبلغ الخبر بذلك إلى المستنصر بالقاهرة فقامت قيامه ففاوض وزيره أبا محمد الحسن بن علي اليازوري في
أمر ابن باديس فأشار عليه بأن يسرح له العرب من بني هلال وبني جشم الذين بالصعيد وأن يتقدم إليهم
بالاصطناع ويستميل مشايخهم بالعطاء وتولية أعمال إفريقية وتقليدهم أمرها بدلا من صنهاجة الذين بها
لينصروا الشيعة ويدافعوا عنهم فإن صدقت المخيلة في ظفرهم بابن باديس وقومه صنهاجة كانوا أولياء
للدولة وعمالا بتلك القاصية وراتفع عدوانهم من ساحة الخلافة وإن كانت الأخرى فلها ما بعدها وأمر
العرب على كل حال أهون على الدولة من أمر صنهاجة الملوك
فبعث المستنصر وزيره إلى هؤلاء الأحياء وأرضخ لأمرائهم في العطاء ووصل عامتهم ببعير ودينار لكل
واحد منهم وأباح لهم إجازة النيل وقال لهم قد أعطيناكم المغرب وملك ابن باديس العبد الآباق فلا
تفتقرون بعدها
وكتب اليازوري إلى المعز أما بعد فقد أنقذنا إليكم خيولا فحولا وأرسلنا عليها رجالا كهولا ليقضي
الله أمرا كان مفعولا
فشرهت العرب إذ ذاك وعبروا النيل إلى برقة فنزلوا بها واستباحوها
--------------------
166
وافتتحوا أمصارها وأعجبتهم البلاد فكتبوا لإخوانهم الذين بقوا شرقي النيل يرغبونهم في البلاد
فأجازوا إليهم بعد أن أعطوا للمستنصر لكل رأس دينارين فأخذ منهم أضعاف ما أخذوه وتقارعوا على
البلاد فحصل لبني سليم شرقها ولبني هلال غربها ثم انتشروا في أقطار أفريقية مثل الجراد لا يؤمرون
بشيء إلا أتوا عليه
وبالجملة فلم تمر إلا مدة يسيرة حتى استولوا على ضواحي إفريقية ونازلوا أمصارها واقتضوا من أهلها

/ 563