بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
أولاد جرمون على سائر بطون جشم واستمروا على ذلك سائر أيام الموحدين ولما ضعف أمر بني عبد المؤمن استكثروا بهم في حروبهم فطانت لهم عزة ودالة على الدولة بسبب الكثرة وقرب العهد بالبداوة وخبوا ووضعوا في الفتن مع أعقاب الملوك من بني عبد المؤمن المتنازعين على الملك وظاهروا البعض منهم على البعض وساءت آثارهم بالمغرب وكان شيخهم المشهور على عهد يحي بن الناصر الموحدي -------------------- 173 جرمون بن عيسى السفياني وكانت بينهم وبين الخلط عداوة فصارت الخلط شيعة للمأمون وبنيه وصارت سفيان بسبب ذلك شيعة ليحي بن الناصر منازعة في الخلافة بمراكش ثم قتل الرشيد ن المأمون مسعود بن حمدان شيخ الخلط ربما نذكر بعد فصاروا إلى يحي بن الناصر وصارت سفيان إلى الرشيد ثم ظهر بنو مرين بالمغرب واتصلت حروبهم مع الموحدين ونزع جرمون سنة ثمان وثلاثين وستمائة عن الرشيد ولحق بمحمد بن عبد الحق المريني حياء مما وقع له مع الرشيد وذلك أنه نادمه ذات ليلة حتى سكر فقام يرقص طربا م حمل عليه وهو سكران وعربد وأساء الأدب ثم أفاق فندم وفر إلى محمد بن عبد الحق وهلك سنة تسع وثلاثين بعدها وعلا كعب ابنه كانون بن جرمون عند السعيد بن المأمون ثم خالف عليه عند نهوضه إلى بني مرين سنة ثلاث وأربعين وستمائة ورجع إلى آزمور فملكها وفت ذلك في عضد السعيد فرجع عن حركته إلى تلمسان وقتل بحصن تامزردكت قبل مقتل السعيد بيوم واحد قتلته الخلط في فتنة وقعت بينهم في محلة السعيد وهي التي جرت عليها تلك الواقعة وقام بأمر سفيان من بعده أخوه بعقوب بن جرمون وقتل ابن أخيه محمد بن كانون وحضر مع عمر المرتضى الموحدي حركة أمان أيملوين سنة تسع وأربعين وستمائة فرحل يعقوب عن السلطان واختل عسكره بسبب ذلك فرجع واتبعه بنو مرين فكانت الهزيمة ثم عفا له المرتضى عنها ثم قتله مسعود وعلي ابنا أخيه كانون بثأر أخيهما محمد سنة تسع وخمسين وستمائة ولحقا بيعقوب بن عبد الحق المريني وقدم المرتضى ابنه عبد الرحمن فعجز عن القيام بأمره فقدم عمه عبد الله بن جرمون فعجز أيضا فقدم مسعود بن كانون فأقام شيخا على سفيان واستمرت حالهم مع الموحدين وبني مرين على هذا النحو من إخلاص الطاعة والنصرة تارة والتمريض فيهما أخرى -------------------- 174 وقال ابن خلدون واتصلت الرياسة على سفيان في بني جرمون هؤلاء إلى عهدنا قال وأدركت شيخا عليهم لعهد السلطان أبي عنان يعقوب بن علي بن منصور بن عيسى بن يعقوب بن جرمون بن عيسى وكانت سفيان هؤلاء أحياء حلوا بأطراف تامسنا مما يلي آسفي وغلبتهم الخلط على بسائطها الفسيحة وبقي منأحيائهم الحارث والكلابة ينتجعون أرض السوس وقفاره ويطلبون ضواحي بلاد حاحة من المصامدة فبقيت فيهم لذلك شدة وبأس ورياستهم في أولاد مطاع من الحارث وطال عيشهم في ضواحي مراكش وإفسادهم فلما استبد سلطان مراكش الأمير عبد الرحمن بن أبي يفلوس المريني سنة ست وسبعين وسبعمائة كما نذكر استخلصهم ورفع منزلتهم ثم استقدمهم في بعض أيامه للعرض بخيلهم ورجلهم على العادة وشيخهم يومئذ منصور بن يعيش من أولاد مطاع فتقبض عليهم أجمعين وخضضت شوكتهم والله قادر على ما يشاء وأما الخلط فقد كانوا ببسيط تامسنا أولي عدد وقوة وكان شيخهم هلال بن حميدان بن مقدم ولما ولي العادل بن المنصور الموحدي خالفوا عليه وهزموا عساكره وبعث هلال بيعته إلى المأمون بن المنصور سنة خمس وعشرين وستمائة وتبعه الموحدون على ذلك ثم جاء المأمون فظاهروه على أمره وتحيزت أعداؤهم إلى يحي بن الناصر منازعه ولم يزل هلال بن حميدان مع المأمون غلى أن هلك في حركته سنته وبايع بعده لابنه الرشيد وجاء إلى مراكش وهزم سفيان واستباخهم ثم هلك هلال بن حميدان فولي مكانه أخوه مسعود بن حميدان ثم خالف على الرشيد فاحتال الرشيد عليه حتى وفد عليه بمراكش فقتله في جماعة من قومه سنة اثنتين وثلاثين وستمائة وولي أمر الخلط بعده يحي بن هلال وفر بقومه إلى يحي بن الناصر وحاصروا مراكش ثم استولوا عليها وعاثوا فيها وخرج --------------------