* تصدير*
لتراث ابن أبى الدنيا بقلم : د . نجم عبد الرحمن خلف إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونسغفره ، ونعوذبالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا . من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم . أما بعد
: فإن إخراج هذا الكتاب وأمثاله من مصنفات الامام ابن أبى الدنياالتربوية النافعة يمثل تلبية
للدعوة التى ينادى بها الكثير من العلماء والدعاء والمربين في بعث وإحياء تراث هذا الحافظ المصلح ،
وذلك لما يأملون فيه من النفع العميم المترتب على هذا البعث والاحياء . فإن الذى امتازت به مصنفات
الامام ابن أبى الدنيا حرصها المقصود على الموضوعات التربوية الهادفة ، وعنايتها المركزة بعوامل
النهوض في تاريخ الامة من خلال الدروس المستفادة من سير السلف ومواقفهم الحية ، ولم يكن الحافظ ابن
أبى الدنيا يوم وضع هذه المصنفات المهمة - ولم نكن نحن حين نهضنا بمهمة بعثها وإخراجها - يطمح هو ، أو
نهدف نحن إلى التذكير المجرد السالب ، بل قصد - وقصدنا من وارئه - إلى التذكير الايجابي الذى من هذه
الموضوعات - الجامعة في بابها - دليلا هاديا ، يدعو إلى العبرة والدرس ، والمتابعة والتأسى ، وكذلك
يكون