بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
يقول الظالمون علوا كبيرا فهو سبحانه ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله بل يوصف بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تكييف ولا تمثيل خلافا للمشبهة ومن غير تحريف ولا تعطيل خلافا للمعطلة فمذهبنا مذهب السلف إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل وهو مذهب أئمة الإسلام كمالك والشافعي والثوري والأوزاعي وابن المبارك والإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وهو اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني وسهل بن عبد الله التستري وغيرهم فإنه ليس بين هؤلاء الأئمة نزاع -------------------- 25 في أصول الدين وكذلك أبو حنيفة رضي الله عنه فإن الاعتقاد الثابت عنه موافق لاعتقاد هؤلاء وهو الذي نطق به الكتاب والسنة قال الإمام أحمد رحمه الله لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث وهكذا مذهب سائرهم كما سننقل عباراتهم بألفاظها إن شاء الله تعالى ومذهب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى هو ما ذهب إليه هؤلاء الأئمة المذكورون فإنه يصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسول صلى الله عليه وسلم ولا يتجاوز القرآن والحديث ويتبع في ذلك سبيل السلف الماضين الذين هم أعلم هذه الأمة بهذا الشأن نفيا وإثباتا وهم أشد تعظيما لله وتنزيها له عما لا يليق بجلاله فإن المعاني المفهومة من الكتاب والسنة لا ترد بالشبهات فيكون ردها من باب تحريف الكلم عن مواضعه ولا يقال هي ألفاظ لا تعقل معانيها ولا يعرف المراد منها فيكون ذلك مشابهة للذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني بل هي آيات بينات دالة على أشرف المعاني وأجلها قائمة حقائقها في صدور الذين أوتوا العلم والإيمان -------------------- 26 إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل كما قامت حقائق سائر صفات الكمال في قلوبهم كذلك فكان الباب عندهم بابا واحدا قد اطمأنت به قلوبهم وسكنت إليه نفوسهم فأنسوا من صفات كماله ونعوت جلاله بما استوحش منه الجاهلون المعطلون وسكنت قلوبهم إلى ما نفر منه الجاحدون وعلموا أن الصفات حكمها حكم الذات فكما أن ذاته سبحانه لا تشبه الذوات فصفاته لا تشبه الصفات فما جاءهم من الصفات عن المعصوم تلقوه بالقبول وقابلوه بالمعرفة والإيمان والإقرار لعلمهم بأنه صفة من لا شبيه لذاته ولا لصفاته قال الإمام أحمد لما سئل عن التشبيه هو أن يقول يد كيدي ووجه كوجهي فأما إثبات يد ليست كالأيدي ووجه ليس كالوجوه فهو كإثبات ذات ليست كالذوات وحياة ليست كغيرها من الحياة وسمع وبصر ليسا كالأسماع والأبصار وهو سبحانه موصوف بصفات الكمال منزه عن كل نقص وعيب وهو سبحانه في صفات الكمال لا يماثله شيء فهو حي قيوم سميع بصير عليم خبير رؤوف رحيم -------------------- 27 خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش وكلم موسى تكليما وتجلى للجبل فجعله دكا لا يماثله شيء من الأشياء في شيء من صفاته