بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید -------------------- 1 التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح تأليف الحافظ أبي الوليد سليمان بن خلف بن سعد ابن أيوب الباجي المالكي ( 403 - 474 ه 1012 - 1081 م ) دراسة وتحقيق أحمد لبزار أستاذ بكلية اللغة العربية بمراكش الجزء الاول -------------------- 3 تقديم الحمد لله رب العالمين . والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين . وبعد ، فإن السنة النبوية كانت ولا تزال بحمد الله محل عناية المسلمين ، واهتمامهم بها اهتماما لا يقل عن عنايتهم واهتمامهم بالقرآن المبين ، انطلاقا من كونها المصدر الثاني للتشريع الاسلامي ، والاصل الثاني من أصوله المجمع عليها ، فقد اهتم بها جيل الصحابة رضوان الله عليهم ، وتحصيلها ، وروايتها وتبليغها ، وسار على ذلك النهج الخلف الصالح من علماء الاسلام في كل زمان ومكان ، مصداقا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام . وقد برز هذا الاهتمام منهم جليا في جوانب مختلفة ، تكشف عن مدى العناية الفائقة بالسنة النبوية ، والاهتمام بها رواية ودراية ، حيث جمعوا نصوصها الثابته ، ودونوها في مصنفات هامة ، وميزوا في ذلك صحيحها من ضعيفها ، وسليمها من معلولها ، وفدعوا عن ذلك علوما كثيرة ، كونت ما يعرف عند أهل الحديث بعلم الدراية ، وأبانت عن منهجية دقيقة انتهجها علماء المسلمين في رواية الاخبار وتدوينها وتصحيحها وغربلتها ، وخاصة ما كان مرتبطا منها بالسنة ، حيث وضعوا ضوابطوموازين دقيقة لمعرفة المقبول من الرواية ، والمردود منها ، حتى يطمئنوا إلى ما ينسبونه من حديث للنبي صلى الله عليه وسلم يترتب على التشريع والاحكام فكان من تلك العلوم : علم رجال الحديث ، وعلم مختلف الحديث ، علم علل الحديث ، وعلم غريب الحديث ، وعلم ناسخ الحديث ومنسوخه ، وعلم الجرح والتعديل . وبرز في كل منها ائمة اعلام ، ونبغ فيه شيوخ افذاذ ، تخصصوا فيه ودونوه ، خدمة للسنة النبوية المطهرة ، ولرواتها الابرار وعلمائها الاخيار . وعلم الجرح والتعديل ، والذي تناوله هذا الكتاب موضوع التقديم ، يراد به : العلم الذي يبحث عن الرواة من حيث ما ورد في شانهم من تزكية تقوي الرواية عنهم ، أو صفة تضعف الرواية عنهم ، أو هو العلم الذي يبحث في أحوال الرواة من حيث قبول روايتهم أو ردها ، وهو من أهم علوم الحديث وأعظمها شانا ، وأجلها قدرا وأبعدها أثرا ، إذ به وعلى أساسه يتميز صحيح الحديث من السقيم ، ويعرف به المقبول من المردود . وقد نبغ في هذا العلم بعد جيل الصحابة علماء كثيرون ، وتخصص فيه أعلام نابهون منذ مطلع القرن الثاني الهجري ، أمثال محمد بن سيرين ، وشعبة بن الحجاج ، ومالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة وأحمد بن جنبل وغيرهم . ومن أبرز وأشهر العلماء المحدثين الذين برزوا في هذا العلم وألفوا فيه في القرن الثالث الخجري ، يحيى بن معين في كتابة : ( معرفة الرجال ) ، والامام البخاري في كتابة : ( الضعفاء ) ، والنسائي في كتاب : ( الضعفاء والمتروكين ) ، وابن سعد في كتابة : ( الطبقات ) ، وأبو حاتم بن حبان البستي في كتابة : ( الثقات ) ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في كتابة : ( الجرح والتعديل ) ، و ( ميزان الاعتدال ) لشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي ، ( ولسان الميزان ) للحافظ ابن حجر ، وغيرها من المؤلفات القيمة العديدة التي تواصلت تتابعت في هذا الموضوع الميدان . --------------------