عصمة الانبیاء و الائمة (ع) نسخه متنی

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

عصمة الانبیاء و الائمة (ع) - نسخه متنی

جواد تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

موجباً لعلوّ مرتبتهم وامتيازهم عن سائر البشر، إذ لو أُعطيت لغيرهم لكانوا مثلهم أيضاً في هذه
المزية.
ولو لم تكن تفضلاً من اللّه سبحانه فلماذا اختصّت بالأنبياء والرسل والأئمة (ع) ؟
الجواب:
إن المرتبة العالية من الروح الإنسانية ـ وإن كانت هذه المرتبة أمراً من الأمور التشكيكة(3) أيضاً ـ
قد أُعطيت لهم من قبل اللّه سبحانه، بحيث يمتاز خلقهم وأصل نشأتهم عن خلق سائر الناس، وذلك بعد علم
اللّه السابق على خلقهم بأنّهم أهل لهذه المرتبة العليا، بأن كان اصطفاؤه لهم إنّما هو لعلمه
سابقاً بأنه لو لم يعطهم ذلك لكانوا ممتازين أيضاً عن سائر الناس ـ مطلقاً، أو بالإضافة إلى أهل
زمانهم ـ في الانقياد والطاعة والبعد عن المعصية، على اختلاف درجاتهم، لهذا خصهم بهذا التفضل كما
هو مقتضى الحكمة الإلهية كرامةً ولطفاً لعباده المصطفين الأخيار، ويفصح عن ذلك الاصطفاء جملة من
الآيات والروايات، كقوله سبحانه وتعالى:
1 ـ إن اللّه اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين»(4).
2 ـ «قل الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى»(5).
3 ـ «وإنّهم عندنا لمن المصطفين الأخيار واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار»(6).
4 ـ «ولقد اخترناهم على علم على العالمين»(7).
إلى غير ذلك مما يقطع ـ على المتأمل المنصف ـ الطريق إلى إنكار عصمة الأنبياء والرسل والأئمة (ع) ولا
يترك له سبيلاً إلى ذلك.
*
الجهة الثالثة؛ رأي أهل السنة في العصمة:
*
ذهب المخالفون إلى عدم اعتبار العصمة في الأنبياء (ع) اعتماداً على ما استظهروه من بعض الآيات
الشريفة، وجملة من الروايات المنقولة بطرقهم، ومن تلك الآيات:
1 ـ قوله تعالى حكاية عن آدم: «وعصى آدم ربّه»(8).
2 ـ وقوله حكاية عن يونس النبي (ع): «وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه»(9).
3 ـ وقوله في قضية يوسف (ع) مع إمرأة العزيز: «وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه»(10).
4 ـ أمره سبحانه وتعالى النبي (ص) بالاستغفار، وغير ذلك.
الجواب عنه:
ورأيهم هذا باطل وما استظهروه من الدلالة لا ينهض على ما ذكروه، والجواب عن ذلك بنحو إجمالي يتوزع
بحسب الآيات، فأما ما كان من أمر الاستغفار فنقول:
إن استغفار المؤمن لربه يقع في مقامين:
الأول: أن يطلب من المؤمن فعل شيء يعلم بأن اللّه سبحانه قد حرمه ولا يرضى بفعله والقيام به، فيقول
المؤمن لمن طلب منه: أستغفر اللّه أو أعوذ باللّه.
الثاني: أن يرتكب الفعل المطلوب منه ثم يندم على ما صدر منه فيقول تائباً: أستغفر اللّه.
والاستغفار في المقام الأول يدل على علو مرتبة المطلوب منه ونزاهته، ومنه قول يوسف(ع): «معاذ اللّه
إنه ربي أحسن مثواي»(11).
مضافاً إلى أن ما ورد من توجيه الأمر بالاستغفار إلى النبي (ص) هو من قبيل (إياك أعني واسمعي يا جارة)
كما سيأتي التعرض إلى ذلك فلم يكن هو المراد بذلك الطلب.
وأما ما ورد في قصة يوسف (ع): «وهم بها لولا أن رأى برهان ربه»، فيتوقف الجواب على معرفة المراد من
برهان ربه الذي رآه، فنقول: هو يقينه (ع) وإيمانه بربه الذي أحسن مثواه، وهو متصف به قبل الابتلاء
بالواقعة، ولهذا قال لها: «معاذ اللّه إنه ربي أحسن مثواي»، فليس المراد من هذه الجملة أنه مال إلى
الفعل وانقدح في نفسه ارتكابه ثم زال ميله إليه، وهذا نظير ما في قوله سبحانه وتعالى حكاية عن أم
موسى: «إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين»(12)، حيث إن الربط على قلبها كان

/ 5