الكلام فيما هو الفارق بين الكفر والسلام
يعتقد بالاسلام ." بقي الكلام " فيما هو الفارق بين الكفر و الاسلام .هل المدار في الحكم بإسلام أحد هو اعتقاده القلبي الباطني أو أن المناط في حصوله إظهاره الاسلام في الخارج أو يعتبر في حصوله كلا الامرين ؟ الصحيح ان يفصل بين من حكم بإسلامه من الابتداء لتولده من مسلمين أو من مسلم و كافر و بين من حكم بكفره من الابتداء و أراد ان يدخل في الاسلام بعد ذلك أما الاول فالتحقيق عدم اعتبار شيء من الامرين المتقدمين في اسلامه و انما هو محكوم بالطهارة و بالاسلام ما دام لم يظهر الكفر و يدل على ذلك - مضافا إلى السيرة القطعية المتصلة بزمانهم - ع - حيث انه لم يسمع الزامهم احدا من المسلمين بالاقرار بالشهادتين حين بلوغه نعم إذا جحد و أنكر شيئا من الاحكام الاسلامية مع العلم بثبوته يحكمون بكفره و ارتداده كما اسلفناه في البحث عن حصول الكفر بإنكار الضروري - جملة من الروايات الواردة في المقام بمضامين مختلفة " منها " : ما رواه زرارة عن ابى عبد الله - ع - قال : لو ان العباد إذا جهلوا وقفوا و لم يجحدوا لم يكفروا ( 1 ) حيث رتب الكفر - في المسلمين - على الجحود لانهم المراد بالعباد بقرنية قوله - ع - لم يكفروا لبداهة انه لا معنى للجملة المذكورة بالاضافة إلى الكفار و عليه فما دام المسلم لم يجحد بشيء من الاحكام الاسلامية فهو محكوم بالطهارة و الاسلام و " منها " : ما عن محمد بن مسلم قال كنت عند ابي عبد الله - ع - جالسا عن يساره و زرارة عن يمينه فدخل عليه أبو بصير فقال : يا ابا عبد الله ما تقول فيمن شك في الله ؟ فقال : كافر يا أبا محمد قال : فشك في رسول الله - ص - فقال : كافر ثم التفت إلى زرارة فقال : انما يكفر إذا جحد ( 2 ) و منها ذلك من الاخبار التي تدل على عدم اعتبار شيء1 - المروية في ب 2 من أبواب مقدمة العبادات من الوسائل .2 - المروية في ب 6 من أبواب حد المرتد من الوسائل .